ظلت العلاقات الأمريكية السودانية في حالة موات وقطيعة من طرف واحد هو الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ إعلان قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر – أيلول 1983 في عهد المشير "نميري"، ثم تراكمت الأسباب والدواعي لذلك بحدوث التغيير في يونيو – حزيران 1989 وصولاً إلي أحداث سبتمبر – أيلول في عام 2001 التي استهدف فيما مبني التجارة العالمية في نيويورك، فانهار جملة واحدة، ومبني وزارة الدفاع في واشنطن الذي تدمر جزء منه. وكانت النتيجة أمنياً ودفاعياً ألقي بها علي كاهل جماعة (القاعدة) برئاسة السعودي "أسامة بن لادن" وما يدعي (الإسلام السياسي) علي نحو أوسع، أو الإسلام حقيقة، فكانت حرب الرئيس بوش (الابن) علي ما يسمي الإرهاب التي كانت لها آثار ونتائج مختلفة بعضها عسكري وبعضها اقتصادي وسياسي ودبلوماسي. اليوم بعد مرور أربعه عش عاماً تقريباً علي (الحرب علي الإرهاب) وقد كانت نتائجها كارثية علي الشعوب العربية والإسلامية التي استهدفت – وذلك لا يحتاج إلي تفصيل – كان حظ السودان من ذلك هو تغليظ العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية.. وأكثر من ذلك العمل علي فصل جنوب السودان عن شماله بعد دعم حرب طالت لعشرين عاماً أو تزيد.. ثم تشجيع ودعم الجماعات المتمردة في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان. ووصلت القطيعة الدبلوماسية مع السودان حدها يوم هم الرئيس السوداني "عمر البشير" بحضور الجمعية العمومية (68) للأمم المتحدة في نيويورك، بصفة السودان عضواً في الأممالمتحدة، وحضور رئيسه الجمعية في نيويورك مكفول بحسبان العاصمة التجارية "نيويورك" هي دولة المقر باتفاق شمله ميثاق الأممالمتحدة، ولكن الإدارة الأمريكية (ماطلت) وتراجعت أخيراً عن منح الرئيس السوداني ووفده المرافق تأشيرة الدخول، بدعوي المقاطعة الدبلوماسية بين البلدين. تلك مقدمة خفيفة لما نحن بصدده بعد حدوث بعض المتغيرات والمؤشرات التي تدعو للسؤال: العلاقات بين أمريكا والسودان.. هل من سبيل؟ وهو سؤال في محله وله ما يبرره.. ذلك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تواجه جملة صعوبات في علاقتها مع جمهورية السودان ورفعها العصا الغليظة في وجه الشعب السوداني وليس النظام الحاكم وحده. نقلا عن صحيفة المجهر السياسي 9/2/2014م