حمل بيان وزارة الخارجية الصادر أمس (الأربعاء) بشأن تصريحات المندوبة الأمريكية في الاتحاد الأفريقي، نذر مواجهة دبلوماسية مفتوحة بين واشنطون والخرطوم، بعد أن ظلت تعتمل كثير من الخلافات والمواجهات تحت السطح لفترة طويلة، ولم يمثل الموقف مفاجأة للسودان، بعدما دعت المندوبة أعضاء المجلس إلي إيجاد منبر جديد لحل قضية دارفور، وأن وثيقة الدوحة قد عفي عليها الزمن، وأًبحت لا يعتمد عليها، حسبما قالت. المؤشرات التي ظلت تصدرها واشنطون تجاه السودان كانت جلها تحمل توجهات عدائية ضد تسويات السلام الجارية في السودان خاصة في دارفور والمنطقتين "النيل الأزرق وجنوب كردفان"، واتضح ذلك بصورة جلية في جلسة الاستماع في الكونغرس قبل أسبوعين بواشنطون والتي تحدث فيها دونالد بوث المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وعدد من أعضاء الكونغرس الذين عبروا عن شكوك قوية تجاه عملية السلام في السودان وأكدوا علي أهمية الحل السياسي الشامل، مما يعني تجاهل اتفاقيات السلام الماضية بما فيها الدوحة، وعضدوا علي هذا الاتجاه، وأدانوا فيها الأحداث في دارفور، وتم تجاهل – كما أوضح بيان الخارجية- الهجمات والاعتداءات التي قامت من قبل الحركات المسلحة بدارفور. الحكومة خلال البيان المشار إليه اتهمت الإدارة الأمريكية بتشجيع الحركات المسلحة الرافضة لاتفاقية السلام، ومباركة الاعتداءات التي تقوم بها علي القرى والبلدات الآمنة في دارفور وتصفيتها لعدد من الزعامات القبلية، وقيادات الإدارة الأهلية وحفظة السلام، الي جانب استهدافها للمرافق العامة والممتلكات الخاصة، واعتبرت الخطوة بمثابة مكافأة للفصائل الرافضة للسلام وتشجيعها علي التعنت والتمادي في الاعتماد علي قوة السلاح لتحقيق أهدافها الضيقة، وأوضحت أن ذلك يعني أن جهود السلام ستدور في حلقة مفرغة لأن من يرفضون السلام ويخرجون عن الإجماع سيجدون التأييد من بعض القوي العظمي، وحملت الحكومة الإدارة الأمريكية جزءاً من المسؤولية الأخلاقية عن هذه الاعتداءات وأرواح الأبرياء التي أزهقت وإعاقة مسيرة السلام في دارفور. وزارة الخارجية خلال البيان الذي أصدرته أمس (الأربعاء) وتحصلت (اليوم التالي) علي نسخة منه، أبدت استغرابها واستنكارها لما جاء في حديث ممثلة الولاياتالمتحدة في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي (الاثنين) الماضي من الهجوم علي اتفاقية الدوحة للسلام بدارفور، ودعوتها لمنبر جديد بديل، ووصفته (بالغريب والسلبي) ويمثل خروجاً علي الإجماع الإقليمي والدولي بأن وثيقة الدوحة هي الإطار المناسب لتحقيق السلام في دارفور، وأضافت إن الموقف الجديد للولايات المتحدة يأتي في وقت صعدت فيه الحركات المسلحة الرافضة لاتفاقية السلام من اعتداءاتها، وقالت إن البيان الصادر من الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية السبت الماضي عن العنف في دارفور، تجاهل تماماً اعتداءات حركة مناوي علي عدد من المناطق في شمال دارفور، والتي أوقعت أعداد كبيرة من الضحايا وتسببت في نزوح أعداد أخري من المناطق المتضررة، بشهادة يوناميد. واعتبرت الخارجية الدعوة لتجاوز وثيقة الدوحة وإيجاد منبر بديل تناقض قرارات مجلس الأمن الدولي المتتالية التي اعتبرت الوثيقة الأساس للسلام في دارفور، وزادت إن الموقف يكشف حقيقة نوابا الإدارة الأمريكية من جهود السلام في دارفور وهي تذرف دموع التماسيح علي ضحايا العنف في دارفور، وغيره من المناطق، وأشارت إلي العقوبات الاقتصادية الأحادية التي وصفتها (بالظالمة وغير القانونية) التي تفرضها علي السودان وتعيق استيراد الدواء ومدخلات الإنتاج وتعطل جهود التنمية والسلام في البلاد. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 13/3/2014م