النزاعات مورورثة في المجتمعات الإنسانية طالما يوجد هناك أشخاص مختلفون في الرأي والرغبات وتنشأ النزاعات لأسباب متعددة، على سبيل المثال الصراع على الموارد الطبيعية أو المنافسة على الثروة و السلطة أو الهوية أو الاستبعاد السياسي و الاجتماعي أو نتيجة التهميش أو لعوامل دينية و اقتصادية.. هذه الحالات كلها ظهرت في نزاعات بالسودان على امتداد أطرافه، ابتداءً من الجنوب الذي حارب أكثر من خمسين عاماً انتهت باتفاقية سلام وخيار انفصال ووحدة تمت بعدها حالة انفصال بعد استحقاق استفتاء وفق لشروط الاتفاق.. وتبقى النزاعات الدائرة الآن بإقليم دارفور وسط مخاوف لتكرار سيناريو جنوب السودان. وللبحث حول آليات لفض هذا النزاع عن طريق الثقافة المحلية والإدارة الأهلية، نظمت جامعة أم درمان الإسلامية بالتعاون مع لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني مؤتمراً لفض النزاعات وبناء السلام من الثقافة المحلية. أوراق المؤتمر: المؤتمر الذي عقد بالقاعة الخضراء حضره كثير من المهتمين بالشأن والدارسين في مجالات السلام وبناء المجتمعات من طلاب ومسؤولين تقدمهم رئيس المجلس الوطني الدكتور الفاتح عز الدين والدكتور الحبر يوسف نور الدائم رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني والدكتور عباس حسن مدير جامعة أم درمان الإسلامية والدكتور أمين إبراهيم آدم عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الكلية المنظمة للمؤتمر، بالتنسيق مع لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني والتي قدمت فيها أوراق علمية مختلفة تحدثت عن دور الطرق الصوفية والموروثات في فض النزاعات وبناء السلام، وكذلك دور التصوف في تحقيق السلام الاجتماعي السوداني وفاعلية الطرق الصوفية في فض النزاعات. كذلك تناولت الأوراق دور التراث الشعبي و المنظمات المحلية والجودية والإدارات الأهلية ومؤتمرات الصلح كمكونات محلية أسهمت في فض النزاعات. المتحدثون والتوصيات: أجمع المتحدثون على أهمية وضع آليات لفض النزاعات حيث ابتدر المؤتمر الدكتور د.أمين إبراهيم عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يعزز فرص بناء السلام من خلال دراسات علمية يقدمها أساتذة متخصصون في بناء السلام. وعضد حديثه الدكتور حسن عباس مدير جامعة أم درمان الإسلامية الذي أكد بأن الشراكة مع المؤسسات الوطنية وجامعة أم درمان الإسلامية تعمل من أجل المجتمع السوداني و مؤتمر فض النزاعات يصب في مصلحة السلام الشامل للبلاد وتناوله من كافة الاتجاهات لبحث جذور المشكلة من منابر علمية متخصصة. كما أشار الدكتور الحبر يوسف نور الدائم رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس الوطني لاهتمامهم بذات الفكرة لإرساء السلام ونشره في المجتمع بعد أن أرهقته الحروبات. رئيس المجلس الوطني الدكتور الفاتح عز الدين ثمن فكرة المؤتمر لكنه انتقد عدم استصحاب البعد الدولي، مشيراً إلى أنه ركن أساسي في عملية الصراعات القائمة في السودان، داعياً مقدمي الأوراق العلمية إلى إعداد ورقة دولية تناقش البعد الدولي وتأثيره على السودان وعلى المنطقة العربية كلها في جرها نحو حروبات لا تنتهي. وقال إن إسرائيل من وراء كل النزاعات في العالم العربي، واصفاً التحديات بالكبيرة تجاه الأمة وعليها أن تواجهها بالاستعداد الدائم والتحدي لها. وجاءت توصيات المؤتمر بعد قراءة كل الأوراق المقدمة والتعقيب عليها في جل ستين، ويجيب الدكتور جمال عبد الرحمن رستم و ورقته عن غياب دور الإدارة الأهلية وأثره في تصعيد النزاعات القبلية في دارفور بأن تتم تقوية وتفعيل دور الإدارة الأهلية وخلق قنوات تواصل مع المؤسسات الأخرى وضرورة إعادة النظر في مفهوم الحواكير والعمل على منع الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة و تأهيل رجالات الإدارة الأهلية وتنشيط لقاءات رجالات القبائل الدورية ولابد أن تكون للدولة إستراتيجية واضحة وثابتة تجاه القبائل في السودان و ترسيخ وجود الدولة والقانون، فهل تمضي التوصيات إلى آفاقها أم تظل حبيسة الأدراج كغيرها؟! نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 2014/4/2م