تشهد الساحة السياسية أحداثا متجددة ومتسارعة في الوقت الراهن والسودان على مشارف إجراء عملية الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب أما الوحدة أو الانفصال وفي خضم هذا الحراك السياسي ولتسليط الضوء على مخرجاته التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية بالقيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال أبوبكر الطاهر المنصوري في حوار لا تنقصه الشفافية حيث وضع الكثير من النقاط على الحروف، وقال إن الأجواء السياسية غير مهيأة لقيام الاستفتاء بسبب الأوضاع الأمنية في الجنوب وسيطرة الجيش الشعبي على مقاليد الأمور ، مشيرا إلى أن قطاع الشمال بالحركة الشعبية بات مهدداً أمنياً خطيراً لوحدة السودان بسبب ممارساته وتخليه عن نهجه وبرامجه واتجاه أعضاء القطاع لجمع المال والبحث عن السلطة والمصالح الشخصية وقال إن أسباب تغيّيب مجلس التحرير بالحركة كثيرة ومتعددة وأهمها الفساد الذي انتشر بصورة واسعة بين القيادات العليا للحركة ، كما تطرق الحديث لمواضيع عديدة أخرى فإلى مضابط الحوار. أسباب ودواعي الانشقاق عن قطاع الشمال؟ بدءا سألنا ابوبكر المنصوري عن أسباب انشقاقه عن قطاع الشمال فأجاب بالقول : حقيقة الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت متماسكة منذ تأسيسها على أيدي د.جون قرنق وهى كلمة تعني حراك أو تحريك للقضايا السياسية وحراك شعبي من لكل أبناء السودان ولكن للأسف الشديد بعد وفاة د.جون قرنق لم تسير في النهج الذي خطه الراحل د.جون قرنق ، وتبعاّ لذلك ظهرت في الأيام الأخيرة بوادر خلافات واضحة على مستوى قيادات الحركة الشعبية مما جعلنا نفقد الثقة في القيادة وبصفة خاصة قيادات قطاع الشمال والتي تسعى الآن لخلق الفتن والمشاكل وأصبحت لديها آراء مختلفة في تصنيف أعضائها بأن ذلك العضو ينتمي لهذا الحزب أو ذاك الحزب. وهذا أمر يحدث الآن لكل عضو يتحدث عن وحدة السودان ومصلحته وسلامة أراضيه. هل قام القطاع بأداء مهامه في الشمال؟ للأسف الشديد لا.. لم يؤدي مهامه وواجباته التي أوكلت إليه بعد اتفاقية السلام الشامل، وقد كان أمل د.جون قرنق كبيراً في تحقيق تلك المهام، لأن القطاع يضم كوادر من المتعلمين والمثقفين ويتميزون بدرجة عالية من الذكاء والوعي وكان الهدف من تكوين القطاع هو العمل خلال (5) أعوام من أجل التنظيم ولكن للأسف الشديد لجأ أعضاء القطاع لجمع المال والوظائف وحب السلطة وتركوا التنظيم الذي حاربوا من أجله لمدة (21) عاماً، وهناك ظاهرة أخرى هي ظاهرة الانقسام التي بدأت بعد وفاة د.جون قرنق، حيث كان على عهد قرنق يتم محاربة وإبعاد أي شخص يتضح انه انفصالي، ولكن الانفصاليون الآن يتبجحون وصار صوتهم الأعلى في مواجهة الذين يدعون للوحدة، وكذلك جاء إنشقاق د.لام أكول، والحركة الشعبية القومية وحالياً القواعد في قطاع الشمال فقدت الأمل لأنه من غير الممكن أو المعقول أن يتم سحب (100) عضو من مجلس التحرير ويتم الاحتفاظ ب(4) فقط من أعضائه فهذا كلام غير منطقي وغير مقبول لان الحركة الشعبية ليست ملك للجنوبيين فقط إنما هي في الشمال والجنوب والسودان بأكمله. ما هي أسباب عدم انعقاد الإجتماع الثاني لمجلس التحرير؟ أعتقد أن اجتماع مجلس التحرير لو عقد منذ وقت مبكر لما كان هنالك إنفصال ولكن للأسف تم تأجيله لأكثر من أربع مرات، إضافة لذلك الحركة الشعبية صارت الآن تدار من قبل ثلاثة او أربعة أشخاص فقط، وصاروا يتسلطون على باقي الأعضاء دون تنوير القواعد بما يدور داخل القطاع ونحن نتساءل إذا كان هذا القطاع ليس لديه قواعد أو أساس فكيف يتم بناء جسم أو هيكل كامل بدون أساس فهذا الكلام غير مقبول بالنسبة لنا كأعضاء في الحزب لأننا لدينا شورى ومؤسسية بحيث لا يتم تنفيذ القرارات إلا إذا تم تنوير الأعضاء بها ومناقشتها، ولذلك نحن للأسف الشديد تم تهميشنا تماماً ليس من الحركة الشعبية وإنما من قيادة قطاع الشمال. وتبعا لذلك فقد جاء دورنا لنتحدث عن ما يدور بداخل قطاع الشمال. وما مصير قطاع الشمال في حال الانفصال؟ قطاع الشمال سيظل كما هو في حال حدوث الانفصال سواء رضوا بذلك أم أبوا ونحن سنتبنى رؤية د.جون قرنق وسنقوم بتطوير القطاع إلى أحسن وسيمتد القطاع من ولاية نهر النيل والشمالية وقطاع الوسط والخرطوم والجزيرة وكردفان والنوبة والنيل الأزرق ودارفور وذلك العمل سيتم من أجل وحدة السودان. وفي حال حدوث الانفصال فأننا نرى أن السودان سيتوحد من جديد عاجلاً أو آجلاً عن طريق حزبنا الذي سيتم تكوينه وسيقوده قطاع الشمال وسنختار له رئيس من الجنوب وفي حال حدوث الانفصال سيكون د.جون حاضراً معنا في اجتماعاتنا وسنقوم بتطوير الحركة للأحسن والأفضل من أجل تطوير السودان ورفاهية المواطن السوداني ووحدة السودان ، وما حدث لألمانيا ماثلا للعيان. وقطاع الشمال هل سيتحول إلى حزب سياسي؟ أولاً قطاع الشمال إذا كان سيتحول لحزب سياسي أو أي تنظيم أخر نحن ليس لدينا علم بذلك ولم يتم إخطارنا لأن ياسر عرمان لم يطرح لنا هذه الأفكار لأنه شخص يحب الإنفراد بالسلطة ويعمل وفقاً لأجندته وآرائه الخاصة. ونحن تحدثنا معه حول هذه الأمور وان يجتمع ويتناقش مع القواعد لكنه لم يستجب لنداءاتنا المتكررة وهو شخص مزاجي يقرب إليه المقربون من أهله ونحن قمنا بإبلاغ القيادة بهذه الأمور قبل أربعة أعوام ولكن لا حياة لمن تنادي. ونحن الآن نتيح الفرصة لياسر عرمان لإعادة ترتيباته ولتغيير النهج الذي يسلكه الآن من أجل مصلحة الوطن ولا داعي لإثارة الفتن ونرجو أن يستجيب لنا ويتشاور معنا لكي نعد أنفسنا للمرحلة القادمة. وإذا لم يستجب لدعوتنا سنشق طريقنا بمفردنا ونقوم بتكوين حزب وذلك قبل حدوث الانفصال وإذا حدث انفصال سنعلن حزبنا على الملأ. ونحن الآن لدينا عدد (2) حزب مسجل الأول الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي برئاسة لام أكول وحزب الحركة الشعبية القومية برئاسة هلال محمد طاهر. وإذا عاد ياسر عرمان إلى صوابه فهذا هو المطلوب وإذا لم يفعل سنجتمع ثلاثتنا ونقوم بتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وتحمل رؤية جون قرنق والقيادة الجماعية ورئيسنا الفخري هو د.جون قرنق ونحن بدأنا الآن في المشاورات الأولى لذلك وبعد ذلك سنختار رئيس جنوبي لقيادة هذا التنظيم. هناك خلافات على مستوى قيادة الحركة ما هي أسبابها ؟ نحن نعتقد أن الخلافات موجودة فعلاً وقد علمنا بذلك من وسائل الإعلام، ولم تقم الحركة الشعبية بالنفي ما بث من أخبار في هذا الصدد، كما لم تقم أي جهة بتنويرنا وتمليكنا الحقائق ولذلك نحن على يقين من وجود تلك الخلافات وإذا لم تكن موجودة بالفعل لما قامت وسائل الإعلام بنشرها، ونحن نفتكر أن الحركة الشعبية فقدت البوصلة وهى تقوم بالتشكيك في أعضائها بأنهم ينتمون للمؤتمر الوطني ولذلك نحن نعتقد إن مثل هذا الحديث لا يصدر إلا عن إنسان أصابه العجز في إدارة القطاع ولا يتميز بصفات ومميزات السياسي الذي يستطيع إدارة دفة القطاع في الإتجاه الصحيح ولذلك نرى إن تلك الاتهامات المتبادلة على مستوى القيادات ما هي إلا دليل قاطع على إخفاقات القادة وقطاع الشمال بصفة خاصة.