الصادق المهدي تنطبق عليه القصة الشعيبة التى تحكي عن رجل ألقي بآخر على الارض و(ركب فوقه) جاثماً على صدره . القصة تقول ان الرجل الملقي على الارض هو الذى كان يلقي بالتهديدات و يدعو بالويل والثبور وعظائم الامور للشخص الجاثم عليه ويقول له: صبرك لما تقوم من فوقي ! الصادق المهدي هذه الايام يبدو انه يعيش فى برج امسه (الانذارات) و الانذارات النهائية! الشخص الذى يلقي الانذارات غالباً ما يكون (مالي إيدو) و فى وضع يمكنه من ان ينفذ انذاراته ، اذا لم يرعو الشخص الموجه اليه الانذار . السيد الصادق ترك تماماً المعركة الإنتخابية والتى من افترض انها تقوده لكي يصبح رئيساً للجمهورية وذلك حتى يقوم ب(كنس) آثار الانقاذ التى أذلت الشعب و افقرته ! و عوضاً عن ذلك تفرغ لإرسال الانذار تلوالآخر للحكومة لتستجيب لمطالبه..الاسبوع الماضي قدم انذاراً للحكومة مدته 72 ساعة لكي ترعوي وإلا فانهم سيتخذون (موقفاً جماعياً بالانسحاب من الانتخابات .طبعاً هذا كان على ايام (سيئ الذكر) المغفور له تحالف جوبا ! أذكر انني كتبت مقالاً بعنوان ولماذا 72 ساعة ، افعلها الآن ؟ لقد كنت واثقاً من ان نذار الرجل لن يتجاوز ترقوته ! اماذا لأنني ببساطة كانت لدي معلومتي الخاصة ان تحالف جوبا ما هو الا ناد يضحك كل عضو فيه على الآخر ويسخر منه ،و مرت ال72 ساعة ولم يحدث شئ . مر اليوم كما تمر بقية الايام وكنت اعتقد ان الرجل تلقي رسالتي و فهمها ،وأنه سوف (يسبر) من حكاية الانذارات تلك لكن الحجبيب الامام خيب ظني وكأنه يقصدني (أغاظني) بشكل اشد!و انا سوف اتغاضي عن هذه الاهانة الشخصية من السيد المهدي واحاول مناقشة انذاراته على أساس مهني وموضوعي . الانذار الاول كانت مدته ثلاثة ايام،و الانذارالثاني مدته 96 ساعة اى اربعة ايام وينتهي الثلاثاء 6 ابريل ، هل يذكركم بشئ ؟ ارجو الا يكون اللي في بالي ..هو الذى فكر فيه السيد الصادق المهدي ، اصلو الرجل مغرم بحكاية انتفض ينتفض و فهومنتفض . ما علينا، الحمد لله ان الانقاذ لم تفرض جبايات على الاحلام ،و يبدو السيد (مدمن للفشل) هذا التوصيف ليس من عندي لقد اخذته من بيان اصدره (تيار الانتفاضة) فى حزبه . الرجل يفشل فى كل شئ حتى فى حكاية صياغة الانذارات ! من المعلوم ان الانذار يبدأ بأطول ثم ينحدر نزولاً حتى الانذار الاخير او النهائي الذى عادة ما يكون مدته اقل ،وليس العكس . الرجل عكس المسألة .انذاره الاول كانت مدته ثلاثة ايام بينما ارتفعت مدة الانذار الثاني الى أربعة ايام ، هذا (ما يصير) ! و يبدو لي ان هذا هو السبب فى ان الكيزان تجاهلوا الانذار ولن يأخذوه على محل الجد ،ثم الشخص الذى يقدم الانذار يجب ان الا يكون فى حالة تراجع ! الصادق المهدي اعلن انسحابه من الترشيح للإنتخابات ،و فى اليوم التالي خرجت الصحف بعناوين تقول :المهدي يتراجع و ينذرالحكومة ! وبالفعل اعلن الرجل امهال الحكومة اربعة ايام وإلا سوف يعلن موقفه النهائي ..(ده غلط) ! يجب ان تصر على موقفك حتى ولو انطبقت الارض و السماوات ، أم تر الجماعة يصرون على اجراء الانتخابات فى موعدها ، بعدين ايه حكاية التأجيل 15 يوم او شهر ؟ من نوفمبرالى اسبوعين حكاية ( يفتح الله يستر الله) دي ما تنفع فى السياسة أما حكاية ابن عم الرجل مبارك فأعجب . حكا قصصاً غريبة و عجيبة عن سرقة اجهزة كمبويتر من مسئول اممي من غرفته فى برج الفاتح و (سي دي هات) مشفرة قدمت لذلك المسئول ،و عن رسالة تهديد من البشير لسلفا حملها قوش مفادها أسحبوا عرمان نسهل لكم حكاية الانفصال ! قال ان المشير البشير كل يوم مع نائبه فلماذا يرسل له صلاح قوش ؟ قال ان الرئيس البشير قد هدد المراقبين الدوليين بقطع الايدي والارجل و (الأنوف) ! هلا سمع احدكم ان هناك مرضاً نفسياً اسمه (الكذب المرضي) ؟ لكنني لم أكن اعلم ان السيد مبارك الفاضل من ضحايا ذلك الداء ! نقلا عن الاخبار 7/4/2010