في هذا الوقت بالذات تصاعدت حوادث الخطف لأجانب وسودانيين يعملون في منظمات، اذ ما ان انتهت أزمة الرهينتين التي دامت لأشهر، وانجلى غبارها قبل أيام باطلاق سراحهما دون أن تتكبد الحكومة، أو أي جهة عناء دفع فدية أو أموال حتى تمت عمليات اختطاف لسودانيين، انتهت هي كذلك، وما ان انتهت حتى تم الاستيلاء على عربة تابعة للصليب الأحمر!! وهكذا فإن هذه الحوادث وان كانت متفرقة، ومتباعدة الا أنها في مجموعها تبدو وكأن هنالك من يقف وراءها ليثبت ان الاوضاع في دارفور غير مستقرة، وقد تلاحظ تصاعد هذه الحوادث مع اقرار البعثة المشتركة المكونة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي بتحسن الأوضاع في دارفور، وفي ظل صدور سياسة أمريكية جديدة تجاه السودان لم تخلو في نظر العديد من المراقبين من جوانب ايجابية وتصميم على حل أزمة دارفور، وأيضاً مع اقتراب انعقاد جولة المفاوضات المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة بين الحكومة السودانية والمتمردين الدارفوريين. ومن الواضح ازاء هذا الوضع ان هنالك جهات خارجية تبني استراتيجيتها وخططها على ازمة دارفور، ويسؤوها أن ترى الاقليم قد استقر، وهدأ، وانتهى فيه العنف، غير أن الامر اللافت للنظر في هذا المنحى، أن هذه المحاولات لإفساد استقرار وأمن دارفور يصعب أن تنجح وتبلغ أهدافها ومراميها، وذلك لأن الحركات الدارفورية المسلحة، قد أيقنت بأن المجتمع الدولي وفي مقدمته الولاياتالمتحدة تريد أن تنتهي الأزمة وهناك انتخابات منتظرة قريباً في السودان كما أن بداية تحسُن العلاقات السودانية التشادية حتى مع شدها وتجاذبها الحالي، تقلّل من فرص المسلّحين في قيادة هجمات جديدة، وهكذا فإن الرهان لم يعد على الحركات المسلحة، وإنما أصبحت هنالك أيادي خفية تستخدم عصابات محلية عادية، في عمليات اختطاف ونهب واستخدام للسلاح حتى تعود الاوضاع الى ما هو أسوأ مما كانت عليه ليعود المجتمع الدولي ويتحدث من جديد عن قوات دولية ومحاكمات. فهل يا ترى تنجح هذه الخطط والمساع الأجنبية؟ لا نفتقد ذلك، خاصة وأن واشنطن قد رمت بثقلها وراء عملية السلام، وجرى التحضير والإعداد الجيد لها منذ أشهر وأقترب موعدها.