كشفت مصادر سياسية مُطلعة عن خلافات حادة تُحيط بالتحالف السياسي الانتخابي الذي يُشكله رئيس لجنة الخمسين الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، مع عددٍ من الأحزاب والشخصيات العامة، تنطلق تلك الخلافات من بوابة «الصراع على زعامة الحلف». وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل«البيان»، فإن سبب المشكلات الرئيس في هذا الإطار هو حزب الحركة الوطنية (الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق) الذي يشن هجوماً حاداً ضد التحالف الجديد، مستنكراً عدم دعوته لذلك التحالف، بغية تهميش شفيق في المشهد السياسي، بحسب المصادر. موقف «الحركة الوطنية» أشعل الجدل حول التحالف الجديد، ما دفع مراقبين إلى التأكيد أن ذلك الخلاف الأولي ليس في مصلحة التحالف مطلقاً، ويُشتت جهود ذلك التحالف في خلق كيان حزبي كبير وموسع ينافس في الانتخابات البرلمانية، ويسعى للفوز بالأغلبية لتشكيل الحكومة. وفي سياق ذي صلة، شدد نائب رئيس حزب الوفد أحمد عز العرب على ضرورة وجود تحالفات سياسية في الوقت الراهن، إذ إنها تفيد الأحزاب والدولة على حدٍّ سواء، محذراً من خطر استحواذ حزب واحد أو سيطرته على التحالف، لأن هذا لا يخدم الديمقراطية المرجوة، مشيراً إلى أهمية تعدد الأحزاب داخل التحالف، لخدمة البرلمان وتشكيل الحكومة في النهاية، لا سيما أن تشكيل الحكومة أصبح المطمع الأول لأي حزب. وأشار عز العرب، في تصريحات ل«البيان»، إلى أن الأحزاب في مصر تعاني الضعف بعض الشيء، وليست معتادة على الممارسة السياسية الديمقراطية، ما يجعل الأمر صعباً، لكن تلك الصعوبات يجب ألا تكون عائقاً أمام الأحزاب. موضحاً أنه لا يوجد برلمان إلا بالمشاركة، لهذا لا بد من التوفيق بين جميع الجهات، للوصول إلى التوافق السليم. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تكوين تحالفات، حتى يتم تحقيق الديمقراطية بشكل يكفل للجميع المشاركة. وأكد عز العرب أن هذه التحالفات يجب ألا تكون في خدمة الرئيس، إذ إنه لا بد أن يكون ولاؤها الأول للشعب والدولة، لافتاً إلى شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى الشعب التي تخطت التوقعات. تنسيق وقال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة د. حسن نافعة إن من حق الأحزاب تكوين تحالفات، وهذا يخلق تواؤماً كبيراً، وهذا التواؤم مطلوب، ولا بد منه في الفترة الحالية، حتى يستطيع كل الفوز بأكبر عدد من المقاعد. مضيفاً أن الأحزاب تستطيع أن تنسق جهودها، لا سيما مع وجود القوائم الفردية التي يمكن للأحزاب الزج بنوابها من خلالها أيضاً، بما لا يتجاوز القانون، ومشيراً إلى أهمية سير العملية البرلمانية بما يخدم الوطن. وشدد على أهمية أن تنظم الأحزاب جهودها، وأن تعمل وفق مصلحة الدولة لا مصلحتها الشخصية، بما يتناسب مع المرحلة المقبلة، لا سيما أنها تختلف في شكلها ومضمونها عن السابق. هجوم وفي غضون ذلك، هاجم نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب سامح عاشور التحالف الذي دعا له كل من رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى، ومدير المخابرات الأسبق اللواء مراد موافي، ووزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد جمال الدين، قائلاً: «إن التحالف الانتخابي الذي يدعو له عمرو موسى يُعد عملية لتوزيع مناصب». محاصصة أكد نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب سامح عاشور، في تصريحات تلفزيونية، أنه لا يحب الطريقة التي يعمل بها عمرو موسى ومراد موافي، موضحاً أن بعض السياسيين يرون أن البرلمان «تورتة» قابلة للقسمة. ومعلقاً: «ولكنها تورتة مُرة لن تقسم على أحد»، ومؤكداً أنه لن يقبل الدخول في تحالف عمرو موسى، لأن الطريقة التي قام بها هذا التحالف تعطي إسقاطات وإيحاءات، تشير إلى التأكيد أن هذا التحالف هو المقبل. المصدر: البيان الاماراتية 12/6/2014م