تواصلت الاشتباكات المسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازى وسط قصف عشوائى على مناطق سكنية، مما دعا الأممالمتحدة للإعراب عن شدة قلقها من خطورة الأوضاع وخروجها عن السيطرة هناك، ودعوة جميع الأطراف إلى الوقف الفورى للاقتتال . ومن ناحية أخرى، قالت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية ديبورا جونز، إنها ناقشت مع رئيس الحكومة الموقتة المكلف عبد الله الثنى دعوته للاتحاد الأفريقى والأممالمتحدة حتى تكون هناك قوة لحفظ السلام فى ليبيا. وأشارت جونز فى مداخلة لها على قناة «سكاى نيوز عربية» أمس أن الخلافات بين المؤتمر الوطنى العام والحكومة أدت إلى عجز فى النظام والحكومة، مؤكدة ضرورة وقف إطلاق النار فى العاصمة الليبية، رافضة ما تم تداوله عن تخلى المجتمع الدولى أو الولاياتالمتحدة عن ليبيا، وأشارت إلى أن ليبيا ليست أفغانستان، ويجب تصحيح هذا الخطاب. وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر دبلوماسية أممية، أنه تم تعيين الإسبانى برناردينو ليون، المبعوث الأوروبى الخاص إلى ليبيا رئيسًا جديدًا لبعثة الأممالمتحدة فى ليبيا. وعلى صعيد آخر، أشاد السفيرالمصرى بليبيا محمد ابو بكر بجهود الحكومة المصرية من أجل عودة المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية من خلال تسيير جسر جوى متواصل لعودتهم الى مصر خلال عشرة أيام متواصلة، مشيرا إلى أن مصر للطيران قد نقلت أكثر من 11 ألف مصرى من مطارى جربة وقابس التونسيين بواسطة أكثر من 40 رحلة. المصدر: الاهرام المصرية 11/8/2014م "داعش" كلينتون تاريخ النشر: 11/08/2014 إذا صدق كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في كتابها "خيارات صعبة"، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أسست (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي يعرف اختصاراً ب(داعش)، كما تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، فإن الأمر يستحق وقفة تأملية جادة، ومراجعة للسياسات والتحالفات التي تربط العالم العربي بالدول الأخرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما يستحق الأمر استدعاء ما مر مرور الكرام من شواهد ولم يعرها المتابعون اهتماماً . وتقول الأخبار التي تم تداولها نقلاً عن هيلاري كلينتون إن الهدف من تأسيس (داعش) هو تقسيم العالم العربي، ويبدو أن التقسيم يتفق مع (خريطة الدم)، التي يطلع عليها كثيرون منذ أكثر من عشر سنوات، وتقضي بتقسيم العالم العربي إلى دويلات وفق العرق والدين والمذهب، ومهما يكن من أمر، فإن ما جاء في كتاب كلينتون بشأن (داعش) والتقسيم، يدل للمرة الألف على أن الإدارة الأمريكية تخطط لإقامة (إسرائيل الكبرى)، لأن وجود دويلات كالتي يتم التخطيط لإقامتها يعني سهولة السيطرة عليها من قبل الكيان الصهيوني، ولاسيما أن هذه الدويلات لن تقوم إلا بعد تفتيت الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية، مثل الجيوش المصرية والعراقية والسورية، وبعد إشاعة الفوضى المدمرة التي تهدم المجتمعات وتعيدها مجتمعات بدائية، كما يحدث الآن في ليبيا، حيث لا دولة ولا من يحزنون، وكذلك الأمر في العراق، حيث تفتت الجيش العراقي وسيطرت (داعش) على مساحات شاسعة، وكما يحدث في سوريا، حيث تم انتزاع مساحات واسعة أصبحت تحت حكم (داعش)، ناهيك عن تغلغل هذا التنظيم (السحري) في دول مثل لبنان ودول المغرب العربي واليمن، ويهدد العديد من الساحات الأخرى . إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أسست (داعش)، كما أسست (تنظيم القاعدة) إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، هذا يعني أنها موافقة على أساليب عمل (داعش)، وعلى المذابح التي ترتكبها في المناطق التي تحتلها، وعلى القمع الذي تقوم به، وعلى التطهير العرقي والمذهبي والطائفي، وعلى سبي النساء وخطف الأطفال، وعلى تطبيق شرائع غريبة الدين الإسلامي منها بريء . فهل تتفق مبادئ (داعش) مع مبادئ الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ أم أن الأخيرة تقوم بمؤامرة ضد الإسلام والوطن العربي لتشويه الدين والحضارة . ويبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فرحة جداً بما تقوم به (داعش) من تفجير الأضرحة والأماكن التاريخية العريقة، ومن بينها الكنائس القديمة قدم التاريخ، لأنها تريد أن يكون العالم العربي والإسلامي عالماً بلا تاريخ ولا حضارة، أي عالم يشبهها، مع فارق بسيط يكمن في أن الولاياتالمتحدة تأسست على أنقاض حضارة الهنود الحمر، حيث قتلت عشرات الملايين منهم، بينما دولة (داعش) ستتأسس على فراغ حضاري، وإن ادعت تطبيقها للشرع الإسلامي . وهذا يذكرنا باللحظة التي دخلت فيها القوات الأمريكيةبغداد في العام ،2003 حيث تركت المتحف العراقي نهباً للصوص وتجار الآثار والمهربين، ثم تركت العراق ضحية التفجيرات الدموية، وبهذا نفهم من كان يقف وراء التفجيرات والعمليات (الانتحارية) المشبوهة، ونفهم كيفية إقامة إقليم كردستان، ونفهم أيضا، تدفق السلاح إلى سوريا عبر تركيا، وكانت تعلم علم اليقين أن السلاح كان يذهب إلى التنظيمات المتشددة التي خلقتها (داعش والنصرة) وما تفرّع عنهما، وهذا يجعلنا نفهم أيضا، لماذا تم تهميش دور الجيش السوري الحر وتعرض للانشقاقات، والتحاق جزء منه بتلك التنظيمات، ونفهم أيضا، مصادر التمويل والضغوط التي مورست على بعض الدول لتمويل المتطرفين وتسليحهم، ونفهم أيضا كيف يتمكن مقاتلو (داعش) استخدام الأسلحة التي غنموها من الجيش العراقي بعد انسحابه من الموصل، وهي أسلحة أمريكية متطورة، استخدموها فور تسلمهم لها، فقادوا الدبابات، وجروا المدافع، وكأنهم جيش محترف مدرب على أحدث الأسلحة . لقد اتضحت الصورة الآن، وتعطينا فكرة واضحة لماذا تتفاوض أمريكا وحلفاؤها مع إيران منذ سنوات طويلة، ولماذا كانت ناعمة في تعاملها مع طهران، ولماذا غذّت العداء العربي الإيراني حتى اعتقد كثيرون أن أمريكا ستوجه ضربة قاضية لإيران، أو أنها ستوجه ضربتها بالوكالة، من خلال دعم بعض دول المنطقة وتشجيعها للدخول في حرب مع إيران، لكن دول مجلس التعاون كانت أكثر حكمة في تعاملها مع الملف الإيراني، وأدركت اللعبة، وهدأت طبول الحرب، وعاد التقارب بين الجيران، وخف التوتر المذهبي والسياسي، ونشط التبادل التجاري . هيلاري كلينتون التي أفشت سر تأسيس أمريكا ل(داعش)، ربما لم تهدف إلى تقديم الحقيقة للدول التي تشهد (الربيع العربي)، وإنما قد تهدف إلى استمالة الدول العربية للوقوف إلى جانبها في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض، خاصة وهي ترى الغضب العربي ضد (داعش) الإرهابية، وربما تريد حرق أوراق الرئيس باراك أوباما وعزله قبل إكمال دورته الرئاسية، إذا ما علمنا أنه تم تأسيس (داعش) في عهد الرئيس الأسمر، فهي مستعجلة كما يبدو لتصبح رئيسة أكبر دولة في العالم، خاصة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة تجاوزاته للدستور بشأن نظام التأمين الصحي، وقد أعلنت رئيسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي أن محاكمة أوباما ستكون خطوة على طريق عزله، طبعاً، المسألة ليست بهذه السهولة، ولكن حجم المؤامرة يستدعي ذكر كل هذه الاحتمالات . لقد صمتت الإدارة الأمريكية على المجازر التي ارتكبتها (داعش) في سوريا، وصمتت على احتلال التنظيم لمدينة الموصل العراقية وتهديده للعاصمة بغداد، والآن يتجه إلى إقليم كردستان، ويقوم بتهجير المسيحيين من نينوى والموصل وكل المدن والقرى التي يحتلها، على وقع تكبيرات مزيفة، وحتى تزيح العتب عنها أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الخميس الماضي أنها تفكر في توجيه ضربات جوية لمقاتلي (داعش) في الموصل، أو القيام بعملية إنزال جوية على المكان، باعتبار أن تهجير المسيحيين يخصها في الصميم، وكأنها لم تر ماذا فعله (داعش) في بلدة (معلولا) السورية، وكأنها لم تسمع بخطف الراهبات والرهبان قبل ذلك، وفعلاً قامت يوم الجمعة الماضي بتوجيه ضربات لمرابض مدفعية (داعش)، كان نتيجتها أن التنظيم سيطر على سد الموصل، ونخشى أنه كلما وجهت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها، توسع (داعش) أكثر! الميوعة التي تتصرف بها الإدارة الأمريكية التي أوصلت العراق وليبيا إلى ما هما عليه، لم تكن من فراغ، كانت تعطي المتطرفين فرصة لاستكمال المخطط التآمري الذي يتلو (الربيع العربي)، الذي تحول إلى أنهار دماء . د . عبدالله السويجي - See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/10f9ce29-73ac-46c3-b531-49ada694799f#sthash.0GW0ErMS.dpuf "داعش" كلينتون تاريخ النشر: 11/08/2014 إذا صدق كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في كتابها "خيارات صعبة"، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أسست (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي يعرف اختصاراً ب(داعش)، كما تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، فإن الأمر يستحق وقفة تأملية جادة، ومراجعة للسياسات والتحالفات التي تربط العالم العربي بالدول الأخرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما يستحق الأمر استدعاء ما مر مرور الكرام من شواهد ولم يعرها المتابعون اهتماماً . وتقول الأخبار التي تم تداولها نقلاً عن هيلاري كلينتون إن الهدف من تأسيس (داعش) هو تقسيم العالم العربي، ويبدو أن التقسيم يتفق مع (خريطة الدم)، التي يطلع عليها كثيرون منذ أكثر من عشر سنوات، وتقضي بتقسيم العالم العربي إلى دويلات وفق العرق والدين والمذهب، ومهما يكن من أمر، فإن ما جاء في كتاب كلينتون بشأن (داعش) والتقسيم، يدل للمرة الألف على أن الإدارة الأمريكية تخطط لإقامة (إسرائيل الكبرى)، لأن وجود دويلات كالتي يتم التخطيط لإقامتها يعني سهولة السيطرة عليها من قبل الكيان الصهيوني، ولاسيما أن هذه الدويلات لن تقوم إلا بعد تفتيت الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية، مثل الجيوش المصرية والعراقية والسورية، وبعد إشاعة الفوضى المدمرة التي تهدم المجتمعات وتعيدها مجتمعات بدائية، كما يحدث الآن في ليبيا، حيث لا دولة ولا من يحزنون، وكذلك الأمر في العراق، حيث تفتت الجيش العراقي وسيطرت (داعش) على مساحات شاسعة، وكما يحدث في سوريا، حيث تم انتزاع مساحات واسعة أصبحت تحت حكم (داعش)، ناهيك عن تغلغل هذا التنظيم (السحري) في دول مثل لبنان ودول المغرب العربي واليمن، ويهدد العديد من الساحات الأخرى . إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أسست (داعش)، كما أسست (تنظيم القاعدة) إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، هذا يعني أنها موافقة على أساليب عمل (داعش)، وعلى المذابح التي ترتكبها في المناطق التي تحتلها، وعلى القمع الذي تقوم به، وعلى التطهير العرقي والمذهبي والطائفي، وعلى سبي النساء وخطف الأطفال، وعلى تطبيق شرائع غريبة الدين الإسلامي منها بريء . فهل تتفق مبادئ (داعش) مع مبادئ الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ أم أن الأخيرة تقوم بمؤامرة ضد الإسلام والوطن العربي لتشويه الدين والحضارة . ويبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فرحة جداً بما تقوم به (داعش) من تفجير الأضرحة والأماكن التاريخية العريقة، ومن بينها الكنائس القديمة قدم التاريخ، لأنها تريد أن يكون العالم العربي والإسلامي عالماً بلا تاريخ ولا حضارة، أي عالم يشبهها، مع فارق بسيط يكمن في أن الولاياتالمتحدة تأسست على أنقاض حضارة الهنود الحمر، حيث قتلت عشرات الملايين منهم، بينما دولة (داعش) ستتأسس على فراغ حضاري، وإن ادعت تطبيقها للشرع الإسلامي . وهذا يذكرنا باللحظة التي دخلت فيها القوات الأمريكيةبغداد في العام ،2003 حيث تركت المتحف العراقي نهباً للصوص وتجار الآثار والمهربين، ثم تركت العراق ضحية التفجيرات الدموية، وبهذا نفهم من كان يقف وراء التفجيرات والعمليات (الانتحارية) المشبوهة، ونفهم كيفية إقامة إقليم كردستان، ونفهم أيضا، تدفق السلاح إلى سوريا عبر تركيا، وكانت تعلم علم اليقين أن السلاح كان يذهب إلى التنظيمات المتشددة التي خلقتها (داعش والنصرة) وما تفرّع عنهما، وهذا يجعلنا نفهم أيضا، لماذا تم تهميش دور الجيش السوري الحر وتعرض للانشقاقات، والتحاق جزء منه بتلك التنظيمات، ونفهم أيضا، مصادر التمويل والضغوط التي مورست على بعض الدول لتمويل المتطرفين وتسليحهم، ونفهم أيضا كيف يتمكن مقاتلو (داعش) استخدام الأسلحة التي غنموها من الجيش العراقي بعد انسحابه من الموصل، وهي أسلحة أمريكية متطورة، استخدموها فور تسلمهم لها، فقادوا الدبابات، وجروا المدافع، وكأنهم جيش محترف مدرب على أحدث الأسلحة . لقد اتضحت الصورة الآن، وتعطينا فكرة واضحة لماذا تتفاوض أمريكا وحلفاؤها مع إيران منذ سنوات طويلة، ولماذا كانت ناعمة في تعاملها مع طهران، ولماذا غذّت العداء العربي الإيراني حتى اعتقد كثيرون أن أمريكا ستوجه ضربة قاضية لإيران، أو أنها ستوجه ضربتها بالوكالة، من خلال دعم بعض دول المنطقة وتشجيعها للدخول في حرب مع إيران، لكن دول مجلس التعاون كانت أكثر حكمة في تعاملها مع الملف الإيراني، وأدركت اللعبة، وهدأت طبول الحرب، وعاد التقارب بين الجيران، وخف التوتر المذهبي والسياسي، ونشط التبادل التجاري . هيلاري كلينتون التي أفشت سر تأسيس أمريكا ل(داعش)، ربما لم تهدف إلى تقديم الحقيقة للدول التي تشهد (الربيع العربي)، وإنما قد تهدف إلى استمالة الدول العربية للوقوف إلى جانبها في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض، خاصة وهي ترى الغضب العربي ضد (داعش) الإرهابية، وربما تريد حرق أوراق الرئيس باراك أوباما وعزله قبل إكمال دورته الرئاسية، إذا ما علمنا أنه تم تأسيس (داعش) في عهد الرئيس الأسمر، فهي مستعجلة كما يبدو لتصبح رئيسة أكبر دولة في العالم، خاصة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة تجاوزاته للدستور بشأن نظام التأمين الصحي، وقد أعلنت رئيسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي أن محاكمة أوباما ستكون خطوة على طريق عزله، طبعاً، المسألة ليست بهذه السهولة، ولكن حجم المؤامرة يستدعي ذكر كل هذه الاحتمالات . لقد صمتت الإدارة الأمريكية على المجازر التي ارتكبتها (داعش) في سوريا، وصمتت على احتلال التنظيم لمدينة الموصل العراقية وتهديده للعاصمة بغداد، والآن يتجه إلى إقليم كردستان، ويقوم بتهجير المسيحيين من نينوى والموصل وكل المدن والقرى التي يحتلها، على وقع تكبيرات مزيفة، وحتى تزيح العتب عنها أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الخميس الماضي أنها تفكر في توجيه ضربات جوية لمقاتلي (داعش) في الموصل، أو القيام بعملية إنزال جوية على المكان، باعتبار أن تهجير المسيحيين يخصها في الصميم، وكأنها لم تر ماذا فعله (داعش) في بلدة (معلولا) السورية، وكأنها لم تسمع بخطف الراهبات والرهبان قبل ذلك، وفعلاً قامت يوم الجمعة الماضي بتوجيه ضربات لمرابض مدفعية (داعش)، كان نتيجتها أن التنظيم سيطر على سد الموصل، ونخشى أنه كلما وجهت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها، توسع (داعش) أكثر! الميوعة التي تتصرف بها الإدارة الأمريكية التي أوصلت العراق وليبيا إلى ما هما عليه، لم تكن من فراغ، كانت تعطي المتطرفين فرصة لاستكمال المخطط التآمري الذي يتلو (الربيع العربي)، الذي تحول إلى أنهار دماء . د . عبدالله السويجي - See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/10f9ce29-73ac-46c3-b531-49ada694799f#sthash.0GW0ErMS.dpuf "داعش" كلينتون تاريخ النشر: 11/08/2014 إذا صدق كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في كتابها "خيارات صعبة"، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أسست (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي يعرف اختصاراً ب(داعش)، كما تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، فإن الأمر يستحق وقفة تأملية جادة، ومراجعة للسياسات والتحالفات التي تربط العالم العربي بالدول الأخرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما يستحق الأمر استدعاء ما مر مرور الكرام من شواهد ولم يعرها المتابعون اهتماماً . وتقول الأخبار التي تم تداولها نقلاً عن هيلاري كلينتون إن الهدف من تأسيس (داعش) هو تقسيم العالم العربي، ويبدو أن التقسيم يتفق مع (خريطة الدم)، التي يطلع عليها كثيرون منذ أكثر من عشر سنوات، وتقضي بتقسيم العالم العربي إلى دويلات وفق العرق والدين والمذهب، ومهما يكن من أمر، فإن ما جاء في كتاب كلينتون بشأن (داعش) والتقسيم، يدل للمرة الألف على أن الإدارة الأمريكية تخطط لإقامة (إسرائيل الكبرى)، لأن وجود دويلات كالتي يتم التخطيط لإقامتها يعني سهولة السيطرة عليها من قبل الكيان الصهيوني، ولاسيما أن هذه الدويلات لن تقوم إلا بعد تفتيت الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية، مثل الجيوش المصرية والعراقية والسورية، وبعد إشاعة الفوضى المدمرة التي تهدم المجتمعات وتعيدها مجتمعات بدائية، كما يحدث الآن في ليبيا، حيث لا دولة ولا من يحزنون، وكذلك الأمر في العراق، حيث تفتت الجيش العراقي وسيطرت (داعش) على مساحات شاسعة، وكما يحدث في سوريا، حيث تم انتزاع مساحات واسعة أصبحت تحت حكم (داعش)، ناهيك عن تغلغل هذا التنظيم (السحري) في دول مثل لبنان ودول المغرب العربي واليمن، ويهدد العديد من الساحات الأخرى . إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أسست (داعش)، كما أسست (تنظيم القاعدة) إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، هذا يعني أنها موافقة على أساليب عمل (داعش)، وعلى المذابح التي ترتكبها في المناطق التي تحتلها، وعلى القمع الذي تقوم به، وعلى التطهير العرقي والمذهبي والطائفي، وعلى سبي النساء وخطف الأطفال، وعلى تطبيق شرائع غريبة الدين الإسلامي منها بريء . فهل تتفق مبادئ (داعش) مع مبادئ الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ أم أن الأخيرة تقوم بمؤامرة ضد الإسلام والوطن العربي لتشويه الدين والحضارة . ويبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فرحة جداً بما تقوم به (داعش) من تفجير الأضرحة والأماكن التاريخية العريقة، ومن بينها الكنائس القديمة قدم التاريخ، لأنها تريد أن يكون العالم العربي والإسلامي عالماً بلا تاريخ ولا حضارة، أي عالم يشبهها، مع فارق بسيط يكمن في أن الولاياتالمتحدة تأسست على أنقاض حضارة الهنود الحمر، حيث قتلت عشرات الملايين منهم، بينما دولة (داعش) ستتأسس على فراغ حضاري، وإن ادعت تطبيقها للشرع الإسلامي . وهذا يذكرنا باللحظة التي دخلت فيها القوات الأمريكيةبغداد في العام ،2003 حيث تركت المتحف العراقي نهباً للصوص وتجار الآثار والمهربين، ثم تركت العراق ضحية التفجيرات الدموية، وبهذا نفهم من كان يقف وراء التفجيرات والعمليات (الانتحارية) المشبوهة، ونفهم كيفية إقامة إقليم كردستان، ونفهم أيضا، تدفق السلاح إلى سوريا عبر تركيا، وكانت تعلم علم اليقين أن السلاح كان يذهب إلى التنظيمات المتشددة التي خلقتها (داعش والنصرة) وما تفرّع عنهما، وهذا يجعلنا نفهم أيضا، لماذا تم تهميش دور الجيش السوري الحر وتعرض للانشقاقات، والتحاق جزء منه بتلك التنظيمات، ونفهم أيضا، مصادر التمويل والضغوط التي مورست على بعض الدول لتمويل المتطرفين وتسليحهم، ونفهم أيضا كيف يتمكن مقاتلو (داعش) استخدام الأسلحة التي غنموها من الجيش العراقي بعد انسحابه من الموصل، وهي أسلحة أمريكية متطورة، استخدموها فور تسلمهم لها، فقادوا الدبابات، وجروا المدافع، وكأنهم جيش محترف مدرب على أحدث الأسلحة . لقد اتضحت الصورة الآن، وتعطينا فكرة واضحة لماذا تتفاوض أمريكا وحلفاؤها مع إيران منذ سنوات طويلة، ولماذا كانت ناعمة في تعاملها مع طهران، ولماذا غذّت العداء العربي الإيراني حتى اعتقد كثيرون أن أمريكا ستوجه ضربة قاضية لإيران، أو أنها ستوجه ضربتها بالوكالة، من خلال دعم بعض دول المنطقة وتشجيعها للدخول في حرب مع إيران، لكن دول مجلس التعاون كانت أكثر حكمة في تعاملها مع الملف الإيراني، وأدركت اللعبة، وهدأت طبول الحرب، وعاد التقارب بين الجيران، وخف التوتر المذهبي والسياسي، ونشط التبادل التجاري . هيلاري كلينتون التي أفشت سر تأسيس أمريكا ل(داعش)، ربما لم تهدف إلى تقديم الحقيقة للدول التي تشهد (الربيع العربي)، وإنما قد تهدف إلى استمالة الدول العربية للوقوف إلى جانبها في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض، خاصة وهي ترى الغضب العربي ضد (داعش) الإرهابية، وربما تريد حرق أوراق الرئيس باراك أوباما وعزله قبل إكمال دورته الرئاسية، إذا ما علمنا أنه تم تأسيس (داعش) في عهد الرئيس الأسمر، فهي مستعجلة كما يبدو لتصبح رئيسة أكبر دولة في العالم، خاصة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة تجاوزاته للدستور بشأن نظام التأمين الصحي، وقد أعلنت رئيسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي أن محاكمة أوباما ستكون خطوة على طريق عزله، طبعاً، المسألة ليست بهذه السهولة، ولكن حجم المؤامرة يستدعي ذكر كل هذه الاحتمالات . لقد صمتت الإدارة الأمريكية على المجازر التي ارتكبتها (داعش) في سوريا، وصمتت على احتلال التنظيم لمدينة الموصل العراقية وتهديده للعاصمة بغداد، والآن يتجه إلى إقليم كردستان، ويقوم بتهجير المسيحيين من نينوى والموصل وكل المدن والقرى التي يحتلها، على وقع تكبيرات مزيفة، وحتى تزيح العتب عنها أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الخميس الماضي أنها تفكر في توجيه ضربات جوية لمقاتلي (داعش) في الموصل، أو القيام بعملية إنزال جوية على المكان، باعتبار أن تهجير المسيحيين يخصها في الصميم، وكأنها لم تر ماذا فعله (داعش) في بلدة (معلولا) السورية، وكأنها لم تسمع بخطف الراهبات والرهبان قبل ذلك، وفعلاً قامت يوم الجمعة الماضي بتوجيه ضربات لمرابض مدفعية (داعش)، كان نتيجتها أن التنظيم سيطر على سد الموصل، ونخشى أنه كلما وجهت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها، توسع (داعش) أكثر! الميوعة التي تتصرف بها الإدارة الأمريكية التي أوصلت العراق وليبيا إلى ما هما عليه، لم تكن من فراغ، كانت تعطي المتطرفين فرصة لاستكمال المخطط التآمري الذي يتلو (الربيع العربي)، الذي تحول إلى أنهار دماء . د . عبدالله السويجي - See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/10f9ce29-73ac-46c3-b531-49ada694799f#sthash.0GW0ErMS.dpuf