د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    ((أحذروا الجاموس))    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    التغير المناخي تسبب في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بأوروبا هذا الصيف    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد.. الفنانة إيمان الشريف تفاجئ جمهورها وتطرح فيديو كليب أغنيتها الجديدة والترند "منعوني ديارك" بتوزيع موسيقي جديد ومدهش    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحث تشكيل قوة حفظ سلام فى ليبيا وتعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة

تواصلت الاشتباكات المسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازى وسط قصف عشوائى على مناطق سكنية، مما دعا الأمم المتحدة للإعراب عن شدة قلقها من خطورة الأوضاع وخروجها عن السيطرة هناك، ودعوة جميع الأطراف إلى الوقف الفورى للاقتتال .
ومن ناحية أخرى، قالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية ديبورا جونز، إنها ناقشت مع رئيس الحكومة الموقتة المكلف عبد الله الثنى دعوته للاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة حتى تكون هناك قوة لحفظ السلام فى ليبيا. وأشارت جونز فى مداخلة لها على قناة «سكاى نيوز عربية» أمس أن الخلافات بين المؤتمر الوطنى العام والحكومة أدت إلى عجز فى النظام والحكومة، مؤكدة ضرورة وقف إطلاق النار فى العاصمة الليبية، رافضة ما تم تداوله عن تخلى المجتمع الدولى أو الولايات المتحدة عن ليبيا، وأشارت إلى أن ليبيا ليست أفغانستان، ويجب تصحيح هذا الخطاب.
وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر دبلوماسية أممية، أنه تم تعيين الإسبانى برناردينو ليون، المبعوث الأوروبى الخاص إلى ليبيا رئيسًا جديدًا لبعثة الأمم المتحدة فى ليبيا. وعلى صعيد آخر، أشاد السفيرالمصرى بليبيا محمد ابو بكر بجهود الحكومة المصرية من أجل عودة المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية من خلال تسيير جسر جوى متواصل لعودتهم الى مصر خلال عشرة أيام متواصلة، مشيرا إلى أن مصر للطيران قد نقلت أكثر من 11 ألف مصرى من مطارى جربة وقابس التونسيين بواسطة أكثر من 40 رحلة.
المصدر: الاهرام المصرية 11/8/2014م
"داعش" كلينتون
تاريخ النشر: 11/08/2014
إذا صدق كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في كتابها "خيارات صعبة"، بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أسست (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي يعرف اختصاراً ب(داعش)، كما تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، فإن الأمر يستحق وقفة تأملية جادة، ومراجعة للسياسات والتحالفات التي تربط العالم العربي بالدول الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستحق الأمر استدعاء ما مر مرور الكرام من شواهد ولم يعرها المتابعون اهتماماً .
وتقول الأخبار التي تم تداولها نقلاً عن هيلاري كلينتون إن الهدف من تأسيس (داعش) هو تقسيم العالم العربي، ويبدو أن التقسيم يتفق مع (خريطة الدم)، التي يطلع عليها كثيرون منذ أكثر من عشر سنوات، وتقضي بتقسيم العالم العربي إلى دويلات وفق العرق والدين والمذهب، ومهما يكن من أمر، فإن ما جاء في كتاب كلينتون بشأن (داعش) والتقسيم، يدل للمرة الألف على أن الإدارة الأمريكية تخطط لإقامة (إسرائيل الكبرى)، لأن وجود دويلات كالتي يتم التخطيط لإقامتها يعني سهولة السيطرة عليها من قبل الكيان الصهيوني، ولاسيما أن هذه الدويلات لن تقوم إلا بعد تفتيت الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية، مثل الجيوش المصرية والعراقية والسورية، وبعد إشاعة الفوضى المدمرة التي تهدم المجتمعات وتعيدها مجتمعات بدائية، كما يحدث الآن في ليبيا، حيث لا دولة ولا من يحزنون، وكذلك الأمر في العراق، حيث تفتت الجيش العراقي وسيطرت (داعش) على مساحات شاسعة، وكما يحدث في سوريا، حيث تم انتزاع مساحات واسعة أصبحت تحت حكم (داعش)، ناهيك عن تغلغل هذا التنظيم (السحري) في دول مثل لبنان ودول المغرب العربي واليمن، ويهدد العديد من الساحات الأخرى .
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أسست (داعش)، كما أسست (تنظيم القاعدة) إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، هذا يعني أنها موافقة على أساليب عمل (داعش)، وعلى المذابح التي ترتكبها في المناطق التي تحتلها، وعلى القمع الذي تقوم به، وعلى التطهير العرقي والمذهبي والطائفي، وعلى سبي النساء وخطف الأطفال، وعلى تطبيق شرائع غريبة الدين الإسلامي منها بريء . فهل تتفق مبادئ (داعش) مع مبادئ الولايات المتحدة الأمريكية؟ أم أن الأخيرة تقوم بمؤامرة ضد الإسلام والوطن العربي لتشويه الدين والحضارة .
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية فرحة جداً بما تقوم به (داعش) من تفجير الأضرحة والأماكن التاريخية العريقة، ومن بينها الكنائس القديمة قدم التاريخ، لأنها تريد أن يكون العالم العربي والإسلامي عالماً بلا تاريخ ولا حضارة، أي عالم يشبهها، مع فارق بسيط يكمن في أن الولايات المتحدة تأسست على أنقاض حضارة الهنود الحمر، حيث قتلت عشرات الملايين منهم، بينما دولة (داعش) ستتأسس على فراغ حضاري، وإن ادعت تطبيقها للشرع الإسلامي .
وهذا يذكرنا باللحظة التي دخلت فيها القوات الأمريكية بغداد في العام ،2003 حيث تركت المتحف العراقي نهباً للصوص وتجار الآثار والمهربين، ثم تركت العراق ضحية التفجيرات الدموية، وبهذا نفهم من كان يقف وراء التفجيرات والعمليات (الانتحارية) المشبوهة، ونفهم كيفية إقامة إقليم كردستان، ونفهم أيضا، تدفق السلاح إلى سوريا عبر تركيا، وكانت تعلم علم اليقين أن السلاح كان يذهب إلى التنظيمات المتشددة التي خلقتها (داعش والنصرة) وما تفرّع عنهما، وهذا يجعلنا نفهم أيضا، لماذا تم تهميش دور الجيش السوري الحر وتعرض للانشقاقات، والتحاق جزء منه بتلك التنظيمات، ونفهم أيضا، مصادر التمويل والضغوط التي مورست على بعض الدول لتمويل المتطرفين وتسليحهم، ونفهم أيضا كيف يتمكن مقاتلو (داعش) استخدام الأسلحة التي غنموها من الجيش العراقي بعد انسحابه من الموصل، وهي أسلحة أمريكية متطورة، استخدموها فور تسلمهم لها، فقادوا الدبابات، وجروا المدافع، وكأنهم جيش محترف مدرب على أحدث الأسلحة .
لقد اتضحت الصورة الآن، وتعطينا فكرة واضحة لماذا تتفاوض أمريكا وحلفاؤها مع إيران منذ سنوات طويلة، ولماذا كانت ناعمة في تعاملها مع طهران، ولماذا غذّت العداء العربي الإيراني حتى اعتقد كثيرون أن أمريكا ستوجه ضربة قاضية لإيران، أو أنها ستوجه ضربتها بالوكالة، من خلال دعم بعض دول المنطقة وتشجيعها للدخول في حرب مع إيران، لكن دول مجلس التعاون كانت أكثر حكمة في تعاملها مع الملف الإيراني، وأدركت اللعبة، وهدأت طبول الحرب، وعاد التقارب بين الجيران، وخف التوتر المذهبي والسياسي، ونشط التبادل التجاري .
هيلاري كلينتون التي أفشت سر تأسيس أمريكا ل(داعش)، ربما لم تهدف إلى تقديم الحقيقة للدول التي تشهد (الربيع العربي)، وإنما قد تهدف إلى استمالة الدول العربية للوقوف إلى جانبها في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض، خاصة وهي ترى الغضب العربي ضد (داعش) الإرهابية، وربما تريد حرق أوراق الرئيس باراك أوباما وعزله قبل إكمال دورته الرئاسية، إذا ما علمنا أنه تم تأسيس (داعش) في عهد الرئيس الأسمر، فهي مستعجلة كما يبدو لتصبح رئيسة أكبر دولة في العالم، خاصة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة تجاوزاته للدستور بشأن نظام التأمين الصحي، وقد أعلنت رئيسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي أن محاكمة أوباما ستكون خطوة على طريق عزله، طبعاً، المسألة ليست بهذه السهولة، ولكن حجم المؤامرة يستدعي ذكر كل هذه الاحتمالات .
لقد صمتت الإدارة الأمريكية على المجازر التي ارتكبتها (داعش) في سوريا، وصمتت على احتلال التنظيم لمدينة الموصل العراقية وتهديده للعاصمة بغداد، والآن يتجه إلى إقليم كردستان، ويقوم بتهجير المسيحيين من نينوى والموصل وكل المدن والقرى التي يحتلها، على وقع تكبيرات مزيفة، وحتى تزيح العتب عنها أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الخميس الماضي أنها تفكر في توجيه ضربات جوية لمقاتلي (داعش) في الموصل، أو القيام بعملية إنزال جوية على المكان، باعتبار أن تهجير المسيحيين يخصها في الصميم، وكأنها لم تر ماذا فعله (داعش) في بلدة (معلولا) السورية، وكأنها لم تسمع بخطف الراهبات والرهبان قبل ذلك، وفعلاً قامت يوم الجمعة الماضي بتوجيه ضربات لمرابض مدفعية (داعش)، كان نتيجتها أن التنظيم سيطر على سد الموصل، ونخشى أنه كلما وجهت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها، توسع (داعش) أكثر!
الميوعة التي تتصرف بها الإدارة الأمريكية التي أوصلت العراق وليبيا إلى ما هما عليه، لم تكن من فراغ، كانت تعطي المتطرفين فرصة لاستكمال المخطط التآمري الذي يتلو (الربيع العربي)، الذي تحول إلى أنهار دماء .
د . عبدالله السويجي
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/10f9ce29-73ac-46c3-b531-49ada694799f#sthash.0GW0ErMS.dpuf
"داعش" كلينتون
تاريخ النشر: 11/08/2014
إذا صدق كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في كتابها "خيارات صعبة"، بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أسست (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي يعرف اختصاراً ب(داعش)، كما تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، فإن الأمر يستحق وقفة تأملية جادة، ومراجعة للسياسات والتحالفات التي تربط العالم العربي بالدول الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستحق الأمر استدعاء ما مر مرور الكرام من شواهد ولم يعرها المتابعون اهتماماً .
وتقول الأخبار التي تم تداولها نقلاً عن هيلاري كلينتون إن الهدف من تأسيس (داعش) هو تقسيم العالم العربي، ويبدو أن التقسيم يتفق مع (خريطة الدم)، التي يطلع عليها كثيرون منذ أكثر من عشر سنوات، وتقضي بتقسيم العالم العربي إلى دويلات وفق العرق والدين والمذهب، ومهما يكن من أمر، فإن ما جاء في كتاب كلينتون بشأن (داعش) والتقسيم، يدل للمرة الألف على أن الإدارة الأمريكية تخطط لإقامة (إسرائيل الكبرى)، لأن وجود دويلات كالتي يتم التخطيط لإقامتها يعني سهولة السيطرة عليها من قبل الكيان الصهيوني، ولاسيما أن هذه الدويلات لن تقوم إلا بعد تفتيت الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية، مثل الجيوش المصرية والعراقية والسورية، وبعد إشاعة الفوضى المدمرة التي تهدم المجتمعات وتعيدها مجتمعات بدائية، كما يحدث الآن في ليبيا، حيث لا دولة ولا من يحزنون، وكذلك الأمر في العراق، حيث تفتت الجيش العراقي وسيطرت (داعش) على مساحات شاسعة، وكما يحدث في سوريا، حيث تم انتزاع مساحات واسعة أصبحت تحت حكم (داعش)، ناهيك عن تغلغل هذا التنظيم (السحري) في دول مثل لبنان ودول المغرب العربي واليمن، ويهدد العديد من الساحات الأخرى .
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أسست (داعش)، كما أسست (تنظيم القاعدة) إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، هذا يعني أنها موافقة على أساليب عمل (داعش)، وعلى المذابح التي ترتكبها في المناطق التي تحتلها، وعلى القمع الذي تقوم به، وعلى التطهير العرقي والمذهبي والطائفي، وعلى سبي النساء وخطف الأطفال، وعلى تطبيق شرائع غريبة الدين الإسلامي منها بريء . فهل تتفق مبادئ (داعش) مع مبادئ الولايات المتحدة الأمريكية؟ أم أن الأخيرة تقوم بمؤامرة ضد الإسلام والوطن العربي لتشويه الدين والحضارة .
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية فرحة جداً بما تقوم به (داعش) من تفجير الأضرحة والأماكن التاريخية العريقة، ومن بينها الكنائس القديمة قدم التاريخ، لأنها تريد أن يكون العالم العربي والإسلامي عالماً بلا تاريخ ولا حضارة، أي عالم يشبهها، مع فارق بسيط يكمن في أن الولايات المتحدة تأسست على أنقاض حضارة الهنود الحمر، حيث قتلت عشرات الملايين منهم، بينما دولة (داعش) ستتأسس على فراغ حضاري، وإن ادعت تطبيقها للشرع الإسلامي .
وهذا يذكرنا باللحظة التي دخلت فيها القوات الأمريكية بغداد في العام ،2003 حيث تركت المتحف العراقي نهباً للصوص وتجار الآثار والمهربين، ثم تركت العراق ضحية التفجيرات الدموية، وبهذا نفهم من كان يقف وراء التفجيرات والعمليات (الانتحارية) المشبوهة، ونفهم كيفية إقامة إقليم كردستان، ونفهم أيضا، تدفق السلاح إلى سوريا عبر تركيا، وكانت تعلم علم اليقين أن السلاح كان يذهب إلى التنظيمات المتشددة التي خلقتها (داعش والنصرة) وما تفرّع عنهما، وهذا يجعلنا نفهم أيضا، لماذا تم تهميش دور الجيش السوري الحر وتعرض للانشقاقات، والتحاق جزء منه بتلك التنظيمات، ونفهم أيضا، مصادر التمويل والضغوط التي مورست على بعض الدول لتمويل المتطرفين وتسليحهم، ونفهم أيضا كيف يتمكن مقاتلو (داعش) استخدام الأسلحة التي غنموها من الجيش العراقي بعد انسحابه من الموصل، وهي أسلحة أمريكية متطورة، استخدموها فور تسلمهم لها، فقادوا الدبابات، وجروا المدافع، وكأنهم جيش محترف مدرب على أحدث الأسلحة .
لقد اتضحت الصورة الآن، وتعطينا فكرة واضحة لماذا تتفاوض أمريكا وحلفاؤها مع إيران منذ سنوات طويلة، ولماذا كانت ناعمة في تعاملها مع طهران، ولماذا غذّت العداء العربي الإيراني حتى اعتقد كثيرون أن أمريكا ستوجه ضربة قاضية لإيران، أو أنها ستوجه ضربتها بالوكالة، من خلال دعم بعض دول المنطقة وتشجيعها للدخول في حرب مع إيران، لكن دول مجلس التعاون كانت أكثر حكمة في تعاملها مع الملف الإيراني، وأدركت اللعبة، وهدأت طبول الحرب، وعاد التقارب بين الجيران، وخف التوتر المذهبي والسياسي، ونشط التبادل التجاري .
هيلاري كلينتون التي أفشت سر تأسيس أمريكا ل(داعش)، ربما لم تهدف إلى تقديم الحقيقة للدول التي تشهد (الربيع العربي)، وإنما قد تهدف إلى استمالة الدول العربية للوقوف إلى جانبها في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض، خاصة وهي ترى الغضب العربي ضد (داعش) الإرهابية، وربما تريد حرق أوراق الرئيس باراك أوباما وعزله قبل إكمال دورته الرئاسية، إذا ما علمنا أنه تم تأسيس (داعش) في عهد الرئيس الأسمر، فهي مستعجلة كما يبدو لتصبح رئيسة أكبر دولة في العالم، خاصة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة تجاوزاته للدستور بشأن نظام التأمين الصحي، وقد أعلنت رئيسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي أن محاكمة أوباما ستكون خطوة على طريق عزله، طبعاً، المسألة ليست بهذه السهولة، ولكن حجم المؤامرة يستدعي ذكر كل هذه الاحتمالات .
لقد صمتت الإدارة الأمريكية على المجازر التي ارتكبتها (داعش) في سوريا، وصمتت على احتلال التنظيم لمدينة الموصل العراقية وتهديده للعاصمة بغداد، والآن يتجه إلى إقليم كردستان، ويقوم بتهجير المسيحيين من نينوى والموصل وكل المدن والقرى التي يحتلها، على وقع تكبيرات مزيفة، وحتى تزيح العتب عنها أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الخميس الماضي أنها تفكر في توجيه ضربات جوية لمقاتلي (داعش) في الموصل، أو القيام بعملية إنزال جوية على المكان، باعتبار أن تهجير المسيحيين يخصها في الصميم، وكأنها لم تر ماذا فعله (داعش) في بلدة (معلولا) السورية، وكأنها لم تسمع بخطف الراهبات والرهبان قبل ذلك، وفعلاً قامت يوم الجمعة الماضي بتوجيه ضربات لمرابض مدفعية (داعش)، كان نتيجتها أن التنظيم سيطر على سد الموصل، ونخشى أنه كلما وجهت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها، توسع (داعش) أكثر!
الميوعة التي تتصرف بها الإدارة الأمريكية التي أوصلت العراق وليبيا إلى ما هما عليه، لم تكن من فراغ، كانت تعطي المتطرفين فرصة لاستكمال المخطط التآمري الذي يتلو (الربيع العربي)، الذي تحول إلى أنهار دماء .
د . عبدالله السويجي
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/10f9ce29-73ac-46c3-b531-49ada694799f#sthash.0GW0ErMS.dpuf
"داعش" كلينتون
تاريخ النشر: 11/08/2014
إذا صدق كلام هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في كتابها "خيارات صعبة"، بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أسست (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي يعرف اختصاراً ب(داعش)، كما تداولت العديد من وسائل الإعلام العربية، فإن الأمر يستحق وقفة تأملية جادة، ومراجعة للسياسات والتحالفات التي تربط العالم العربي بالدول الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستحق الأمر استدعاء ما مر مرور الكرام من شواهد ولم يعرها المتابعون اهتماماً .
وتقول الأخبار التي تم تداولها نقلاً عن هيلاري كلينتون إن الهدف من تأسيس (داعش) هو تقسيم العالم العربي، ويبدو أن التقسيم يتفق مع (خريطة الدم)، التي يطلع عليها كثيرون منذ أكثر من عشر سنوات، وتقضي بتقسيم العالم العربي إلى دويلات وفق العرق والدين والمذهب، ومهما يكن من أمر، فإن ما جاء في كتاب كلينتون بشأن (داعش) والتقسيم، يدل للمرة الألف على أن الإدارة الأمريكية تخطط لإقامة (إسرائيل الكبرى)، لأن وجود دويلات كالتي يتم التخطيط لإقامتها يعني سهولة السيطرة عليها من قبل الكيان الصهيوني، ولاسيما أن هذه الدويلات لن تقوم إلا بعد تفتيت الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية، مثل الجيوش المصرية والعراقية والسورية، وبعد إشاعة الفوضى المدمرة التي تهدم المجتمعات وتعيدها مجتمعات بدائية، كما يحدث الآن في ليبيا، حيث لا دولة ولا من يحزنون، وكذلك الأمر في العراق، حيث تفتت الجيش العراقي وسيطرت (داعش) على مساحات شاسعة، وكما يحدث في سوريا، حيث تم انتزاع مساحات واسعة أصبحت تحت حكم (داعش)، ناهيك عن تغلغل هذا التنظيم (السحري) في دول مثل لبنان ودول المغرب العربي واليمن، ويهدد العديد من الساحات الأخرى .
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أسست (داعش)، كما أسست (تنظيم القاعدة) إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، هذا يعني أنها موافقة على أساليب عمل (داعش)، وعلى المذابح التي ترتكبها في المناطق التي تحتلها، وعلى القمع الذي تقوم به، وعلى التطهير العرقي والمذهبي والطائفي، وعلى سبي النساء وخطف الأطفال، وعلى تطبيق شرائع غريبة الدين الإسلامي منها بريء . فهل تتفق مبادئ (داعش) مع مبادئ الولايات المتحدة الأمريكية؟ أم أن الأخيرة تقوم بمؤامرة ضد الإسلام والوطن العربي لتشويه الدين والحضارة .
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية فرحة جداً بما تقوم به (داعش) من تفجير الأضرحة والأماكن التاريخية العريقة، ومن بينها الكنائس القديمة قدم التاريخ، لأنها تريد أن يكون العالم العربي والإسلامي عالماً بلا تاريخ ولا حضارة، أي عالم يشبهها، مع فارق بسيط يكمن في أن الولايات المتحدة تأسست على أنقاض حضارة الهنود الحمر، حيث قتلت عشرات الملايين منهم، بينما دولة (داعش) ستتأسس على فراغ حضاري، وإن ادعت تطبيقها للشرع الإسلامي .
وهذا يذكرنا باللحظة التي دخلت فيها القوات الأمريكية بغداد في العام ،2003 حيث تركت المتحف العراقي نهباً للصوص وتجار الآثار والمهربين، ثم تركت العراق ضحية التفجيرات الدموية، وبهذا نفهم من كان يقف وراء التفجيرات والعمليات (الانتحارية) المشبوهة، ونفهم كيفية إقامة إقليم كردستان، ونفهم أيضا، تدفق السلاح إلى سوريا عبر تركيا، وكانت تعلم علم اليقين أن السلاح كان يذهب إلى التنظيمات المتشددة التي خلقتها (داعش والنصرة) وما تفرّع عنهما، وهذا يجعلنا نفهم أيضا، لماذا تم تهميش دور الجيش السوري الحر وتعرض للانشقاقات، والتحاق جزء منه بتلك التنظيمات، ونفهم أيضا، مصادر التمويل والضغوط التي مورست على بعض الدول لتمويل المتطرفين وتسليحهم، ونفهم أيضا كيف يتمكن مقاتلو (داعش) استخدام الأسلحة التي غنموها من الجيش العراقي بعد انسحابه من الموصل، وهي أسلحة أمريكية متطورة، استخدموها فور تسلمهم لها، فقادوا الدبابات، وجروا المدافع، وكأنهم جيش محترف مدرب على أحدث الأسلحة .
لقد اتضحت الصورة الآن، وتعطينا فكرة واضحة لماذا تتفاوض أمريكا وحلفاؤها مع إيران منذ سنوات طويلة، ولماذا كانت ناعمة في تعاملها مع طهران، ولماذا غذّت العداء العربي الإيراني حتى اعتقد كثيرون أن أمريكا ستوجه ضربة قاضية لإيران، أو أنها ستوجه ضربتها بالوكالة، من خلال دعم بعض دول المنطقة وتشجيعها للدخول في حرب مع إيران، لكن دول مجلس التعاون كانت أكثر حكمة في تعاملها مع الملف الإيراني، وأدركت اللعبة، وهدأت طبول الحرب، وعاد التقارب بين الجيران، وخف التوتر المذهبي والسياسي، ونشط التبادل التجاري .
هيلاري كلينتون التي أفشت سر تأسيس أمريكا ل(داعش)، ربما لم تهدف إلى تقديم الحقيقة للدول التي تشهد (الربيع العربي)، وإنما قد تهدف إلى استمالة الدول العربية للوقوف إلى جانبها في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض، خاصة وهي ترى الغضب العربي ضد (داعش) الإرهابية، وربما تريد حرق أوراق الرئيس باراك أوباما وعزله قبل إكمال دورته الرئاسية، إذا ما علمنا أنه تم تأسيس (داعش) في عهد الرئيس الأسمر، فهي مستعجلة كما يبدو لتصبح رئيسة أكبر دولة في العالم، خاصة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة تجاوزاته للدستور بشأن نظام التأمين الصحي، وقد أعلنت رئيسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي أن محاكمة أوباما ستكون خطوة على طريق عزله، طبعاً، المسألة ليست بهذه السهولة، ولكن حجم المؤامرة يستدعي ذكر كل هذه الاحتمالات .
لقد صمتت الإدارة الأمريكية على المجازر التي ارتكبتها (داعش) في سوريا، وصمتت على احتلال التنظيم لمدينة الموصل العراقية وتهديده للعاصمة بغداد، والآن يتجه إلى إقليم كردستان، ويقوم بتهجير المسيحيين من نينوى والموصل وكل المدن والقرى التي يحتلها، على وقع تكبيرات مزيفة، وحتى تزيح العتب عنها أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الخميس الماضي أنها تفكر في توجيه ضربات جوية لمقاتلي (داعش) في الموصل، أو القيام بعملية إنزال جوية على المكان، باعتبار أن تهجير المسيحيين يخصها في الصميم، وكأنها لم تر ماذا فعله (داعش) في بلدة (معلولا) السورية، وكأنها لم تسمع بخطف الراهبات والرهبان قبل ذلك، وفعلاً قامت يوم الجمعة الماضي بتوجيه ضربات لمرابض مدفعية (داعش)، كان نتيجتها أن التنظيم سيطر على سد الموصل، ونخشى أنه كلما وجهت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها، توسع (داعش) أكثر!
الميوعة التي تتصرف بها الإدارة الأمريكية التي أوصلت العراق وليبيا إلى ما هما عليه، لم تكن من فراغ، كانت تعطي المتطرفين فرصة لاستكمال المخطط التآمري الذي يتلو (الربيع العربي)، الذي تحول إلى أنهار دماء .
د . عبدالله السويجي
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/10f9ce29-73ac-46c3-b531-49ada694799f#sthash.0GW0ErMS.dpuf


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.