النسب العالية الى حققتها معظم مراكز الاقتراع فى اليومين الماضيين و مطالبات المواطنين بمد فترة الاقتراع ،أكدت ان الشعب السوداني تجاوز الولاءات القديمة ، ولم تفلح محاولات الصادق المهدي فى إثناء الناخبين عن الادلاء بأصواتهم و لم ينجح عرمان و باقان فى جر مرشحي الحركة لشعبية للمقاطعة. اما الحزب الشيوعي فقد حفظ ماء وجهه و هو يعلم انه لن يحرز اى نجاح حتى فى قوائم التمثيل النسبي لأنه لا يمتلك 4% من الناخبين فى اى ولاية من الولايات . المؤتمر الشعبي رغم اعلانه المشاركة فى الانتخابات الا انه دخلها بنوايا اخري وقد ثبت خلال يومي الاقتراع ان كوادرالشعبي مهتمة برصد التجاوزات اكثر من اهتمامها باحضار مؤيدي الحزب . فشلت الاحزاب المعارضة فى تخذيل الناخبين ، فشلت فى الترويج للأخطاء الفنية التى ارتكبتها مفوضية الانتخابات فى اليوم الاول والرئيس الامريكي الاسبق كارتر يقول امس ان انسجاب هذه الاحزاب جاء متأخراً وأنه غير قانوني و غير مبرر و ان المشكلات الفنية و الادارية تم حلها و هى ليست بالحجم الكبير ، وأكد كارتر ان التقارير الواردة من مركزه بالولايات تفيد بأن العملية تسير سيراً طبيعياً . أذهل التدافع المواطنين نحو مراكز الاقتراع كل المراقبين وادهشهم وقوف الناخبين الساعات الطوال فى صفوف الاقتراع ، ترك بعضهم اعمالهم و ارتباطاتهم ليؤدوا حقاً انتظروه طويلاً و قد نسيت هذه الاحزب انها هى التى كانت تنادي بقيام الانتخابات و عودة الديمقراطية و قد كانت هى الاعلي صوتاً فى العشر سنوات الاخيرة . ساهمت هذه الاحزاب دون ان تدري فى تعبئة المواطنين نحو الانتخابات ولما حان دفع الاستحقاق الانتخابي فرت بجلدها من الهزيمة و تركت المواطن يتسائل هل هذه هى ذات الاحزاب التى ظلت تنادي بعودة الديمقراطية طوال سنين الانقاذ أم أ ن من ينادون بالمقاطعة قيادات اخري ، هذا الواقع يؤكد ان قيادات هذه الاحزاب فقد فقدت البوصلة . تجاهلت هذه القيادات الاجراءات القانوية للعملية الانتخابية و هى تقدم مرشحيها و تمضي فى الترشيح دون ان تسحب هؤلاء المرشحين خلال فترة الانسحاب ،و ظلت هذه الاحزاب فى حالة ارتباك طوال فترة الدعاية الانتخابية دون ان تدري ان هذا الارتباك سيؤثر على مؤيديها تأثيراً بالغاً و يجعلهم فى زهد عن السير معها الى آخر الشوط . نقلا عن الوفاق 13/4/2010