لا يختلف اثنان في أن المعاني والدلالات لمفهوم الحوار المجتمعي تشير إلي أهمية العمل بمبدأ المشاركة المجتمعية من خلال إتاحة الفرص لفئات المجتمع المختلفة للمساهمة في عملية التغيير الاجتماعي الشاملة والتي تسهم بدورها في النهوض بالفرد والمجتمع، ونكون بذلك قد أعدنا للسياسة مفهومها الصحيح بأنها نظام اجتماعي يرسم خارطة طريقه وفق احتياجات أفراد مجتمعه ليوجه أجندته بناءً عليها وبهذا يكون شعار (أن يقود المجتمع الدولة) حقيقة فاعلة تستنهض الهمم لكل قطاعات المجتمع من منظمات شبابية واتحادات تسوية وتنظيمات نقابية وإدارات أهلية ورجال أعمال وطرق صوفية وأيضاً الذين لهم أسهام واضح وكبير في تعزيز ثقافة الحوار الاجتماعي في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات من أستاذة الجامعات والدعاة ومؤسسات الإعلام المختلفة وأهل الفن والإبداع ليدلو كل من هؤلاء بدلوه في صياغة الرؤى الإستراتيجية للحوار الوطني الهادف البناء. وبما أن المجتمع الحي هو الذي يبادر بالأفكار ويشار في تحقيقها وتجسيدها علي أ{ض الواقع كما جاء في خطاب السيد / رئيس الجمهورية وهو يبتدر الحوار المجتمعي في منتصف شهر أغسطس الماضي أمام قطاعات المجامع المختلفة مؤكداً أن الانضمام للحوار الاجتماعي يعتبر إرساء لبنة جديدة في منظومة الحوار تعزيزاً للمكاسب المجتمعية والخدمية التي تحقق – إذن سادتي الأعزاء بما أننا نتحدث عن الحوار المجتمعي لابد من القول أن كل فرد دور فاعل في بناء مجتمعه وتطويره وأن لكل فرد الحق في المشاركة في الحوار عبر التجديد والإبداع ومن خلال الإحساس الحقيقي بالانتماء ومن خلال استنهاض طاقات الشباب ومن خلال حسن توظيف الأندية الثقافية والنهوض بالدور التربوي الذي يقوم به دور العبادة. إذن الحوار المجتمعي هو التغيير الايجابي لتحقيق التنمية والتطوير وفي الجامعات يلتقي الطلاب والأساتذة والإداريون ومن خلالها يحقق الحوار المجتمعي أهدافه المرجوة عبر حلقات النقاش التي تعمل بمبدأ احترام الرأي والرأي الآخر وعبر تفعيل الجمعيات والروابط الثقافية الطلابية. وختاماً أقول إن الجامعات منابر حقيقية للحوار الفكري الهادف البناء فهي ذاخرة بالعلماء والمفكرين في مجالات العلوم النظرية والتطبيقية فهي تبسط المعارف وتعمل علي توظيفها لتطوير المجتمع وتحقيق التنمية فهي تضم خبراء الاقتصاد والعلوم السياسية والاجتماعية علاوة علي أنها المعنية لخدمة أفراده فكراً وتطبيقاً لارتباطها بقضايا أفراده واحتياجاتهم. إذن الجامعات هي أهم مؤسسات التغيير الاجتماعي وهي جديرة بأن تكون المبادرة في الحوار الوطني والرائدة في تعزيز ثقافة الحوار الاجتماعي لتحقيق التنمية والتقدم لينعم السودان بالأمن والسلام. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 1/9/2014م