على عكس ماكانت تردده قيادات الحركة الشعبية قبيل بدء العملية الإنتخابية بان الإنتخابات بالجنوب ستكون افضل حالاً من نظيرتها فى الشمال وانها ستمضى بصورة حرة ونزيهة، الا ان حقيقة الحركة وقناعها الذى أخفته عن الجميع قبل موعد العملية بدأ يتكشف للكل بعد مرور اول يوم من العملية حيث مارس منسوبوها من الجيش الشعبى خروقات وتجاوزات فى ولاية غرب بحر الغزال بمدينة واو، حيرت المراقبين المحليين والدوليين وحتى المفوضية بالولاية التى ظلت حتى يوم امس تلتزم الصمت حيال مايجرى بسبب أساليب التخويف والترهيب التى انتهجتها جماعات من الجيش الشعبى. بعض مسؤولي المفوضية أكدوا ل(الرأي العام) انهم صراحة اصبحوا عاجزين امام مايحدث من منسوبى الشعبية ولكن ليس امامهم من خيار سوى الاذعان ، بل ان احدهم من ولاية الجزيرة اشترط عدم ذكر اسمه قال انه تعرض للتهديد بواسطة السلاح من قبل افراد من الجيش الشعبى فى الدائرة( 7) زقلونا، و قام مع زملائه برفع تقارير لمفوضية الانتخابات بالولاية عند انتهاء يوم الاقتراع مساء. وقد دفعت كثرة التجاوزات التى مارسها منسوبو الشعبية عشرة احزاب سياسية رئيسية بالجنوب الى تجميد مشاركتها فى اليوم الثانى من بدء العملية واصدار بيان عمم على الجهات الاعلامية اعلنت فيه تجميد المشاركة فى العملية بسبب الخروقات الواضحة ، منها قيام منسوبين للشعبية بفتح صناديق الاقتراع بالدائرة (6) سوق الحجر منتصف الليل وتهديد الحراس، واعتقال وطرد بعض وكلاء هذه الاحزاب بالدائرة (19) اوديشى، وتجميع البطاقات من بعض الناخبين ومطالبتهم بالحضور بعد انتهاء عملية التصويت وعند حضورهم مساء تم اخطارهم بانهم قد صوتوا لهم ، وفى ذات اليوم بدأت معاناة الوفد الصحفى الذى حضر لتغطية فعاليات العملية بواو فاثناء تجوالنا بمعية كبير ضباط الانتخابات بالولاية يدعى اركانجلو اوياكا على مراكز الاقتراع وتحديداً فى مركز مدرسة عائلة المقدس الاساسية بنين بوسط المدينة لاستطلاع الناخبين حول الانتخابات وما يمكن ان يجنوه من وراء عملية التصويت لصالح المرشح الذى يرغبون فى التصويت له، تفاجأنا بخمسة افراد اربعة منهم وكلاء احزاب وواحد يتبع لجهاز استخبارات الجيش الشعبي يطالبوننا بالكف عن استطلاع الناخبين، بل انهم بمجرد ان تعرفوا على هوياتنا كصحفيين اتهمونا بتحريض الناخبين على التصويت لصالح مرشحين معينين ، فعندما قال احد الناخبين ل( الرأي العام) انه سيدلى بصوته لصالح عمر البشير مرشح المؤتمر الوطنى لرئاسة الجمهورية ،تم تعطيل عملنا لساعات والدخول فى مجادلات طويلة بل وتلوين الحقيقة باتهامنا اننا من طالبنا الناخب بالتصويت لصالح البشير، وفى ذات اليوم وصلت الجرأة بهم ان قاموا باهانة كبير ضباط الانتخابات بالولاية الذى انحاز لنا وهددوه بانه سيلقى مصيراً مجهولاً. ويعتبر اليوم الثالث من العملية اسوأ ايام الاقتراع بالولاية حيث شهد تجاوزات صريحة من منسوبى الشعبية فى عدد من المراكز منها الدائرة (4) حى السلام حيث قاموا بالتواجد مع الناخبين فى الصفوف محاذين لهم تماماً وتحريضهم بوجود المراقبين المحليين والدوليين علانية بالتصويت لرمز النجمة، واهانة المرشحة جوزفين ادوت لوكا مرشحة حزب سانو عن قوائم المرأة لمجلس تشريعى الجنوب فى سوق (الجو) بالمدينة ومساومتها بين الجلد احدى وثلاثين جلدة او التنازل عن الترشح لكنها سلكت طريقا اخر وقامت بدفع مبلغ (30) جنيهاً فدية للجلد، وفى مساء ذات اليوم اى الثالث تم تهديد احد الزملاء من صحيفة الوفاق بالقتل من قبل شخص ادعى انه يتبع لاحد اجهزة الحركة الامنية، وقع التهديد حينما كان الصحفي يقوم بارسال خبر لصحيفته حول بيان للاحزاب السياسية بالولاية بشأن تجميد مشاركتها فى الانتخابات واتهم الزميل بالتجسس وكاد ان يحدث مالايحمد عقباه لولا تدخل صديق لاحد زملائنا يعمل بمهنة المحاماة واقناع منسوب الشعبية المتربص بان زميلنا المسكين صحفى يمارس مهنته بكل حيادية وجاء من الخرطوم لتغطية الانتخابات، كما قام افراد من الجيش الشعبى فى نفس اليوم عقب المغرب باغتيال مرشح المؤتمر الوطنى بالوحدة الادارية بمحلية تمساح بالولاية محمود جلاب واعتقال اربعين اخرين من الحزب لم يعرف مصيرهم حتى الان بحسب حديث فليب طون رئيس المؤتمر الوطنى بالولاية الذى قال انهم لايعرفون السبب وراء عملية الاغتيال. عموماً كثرة التجاوزات بواو وممارسة أساليب الإرهاب علانية بولاية غرب بحر الغزال دفعت الصحفيين بعد مشاورة المفوضية بحمل حقائبهم والتوجه شمالاً نحوالخرطوم التى وصلناها مساء أمس غير مصدقين باننا نجونا. نقلا عنص صحيفة الراي العام السودانية 15/4/2010م