بشاعة الصور المتداولة علي مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن السودان مقبل علي مجازر دموية يمكن أن تقضي علي المجتمع بأكمله أن لم تتحرك الدولة سريعاً وتنزع السلاح من تلك الفئات التي استباحت الأرواح وعبثت بها وفكرت في التمثيل بها متباهية بالانجاز اللا خلاقي ولا إنساني ولا سوداني . وزعيم المسيرية أو سلطانها لا ادري يتحدث بلا حياء لرويترز ويعترف لتلك الإذاعات التي تنتظر هفوات السودان لتقوم بتدويلها وتحريفها، مؤكداً أن الأسلحة الثقيلة التي استخدمت بين أبناء العموم لا يمكن أن يتم الوقوف أمامها أو مقاومتها. ومشكلة السلاح في كردفان ودارفور واحدة من الثغرات التي خلقت تلك الفوضى وفتحت أبواباً متسعة للتمرد والخروج عن القانون، إذ الأزمات دائماً ما تبدأ بعراك عادي علي قطعة ارض وينتهي بقتل مئات وآلاف الرجال، ليبقي التار بالمرصاد للمجموعة المتبقية. فشلت الإدارات الأهلية في أحكام السيطرة علي قبائلها ولا أظن أن الموضوع يحتاج إلي تفكير وإعادة ترتيب أو منحها صلاحيات إضافية خاصة وأن التجارب قد أبانت أن القضية باتت أكبر من الجودية التي "راحت في حق الله" كما ضاعت كثير من ملامح ومبادئ وقيم السودان الأصلية. أحكام السلطة وانتزاع السلاح أولي الخطوات لإعادة الأمن في تلك المناطق علي أن يكون القانون هو الفصيل في إيقاف نزيف الدماء الذي أضحي عادياً كمسلمات الحياة. نحن بحاجة لأن تفرض قواتنا سيطرتها وأن تحكم قبضتها وبالقانون علي تلك القبائل التي تظن أنها فوق القانون وان تسليحها يمكن أن يجعلها تفكر في الانقلاب علي الحكومة نفسها. من يشاهد التشفي والغل والطريقة المتبعة في القتل يدرك تماماً أن الأمر قد تعدي العراك علي الأراضي ووصل مرحلة يصعب السيطرة عليها أن لم نتحرك سوياً كمجتمع قبل الدولة ونحاول أن نعيد إنسانيتنا لتلك الجهات ونبصر أهلها بأهمية أن نخاف من الخالق وأن نتسامي ونتسامح ونعفو ونصفح في الصغائر خاصة وأن كان الصراع اسرياً أي أن الدم واحد. قبل أن نفكر في الاجتماعات والاستماع إلي بعض الشخصيات في المركز التي تحاول أن تنصر مجموعة علي أخري لابد أن يكون لقواتنا المسلحة وجود فاعل هناك ومن ثم فليكن الحكم عادلاً بعيداً عن المحاباة التي أضحت نهجاً دمر كل جماليات السودان. نقلا عن صحيفة الصحافة 30/11/2014م