لم يأتِ تحالف المعارضة فى اتفاقه مع الجبهة الثورية بجديد، وكل الذى فعله اعادة انتاج مكررة لما يعرف باتفاق اسمر للقضايا المصيرية الصادر فى عام 1995م، وهذا يؤكد مجدداً ان التحالف يعارض باستايل واحد، ولم يستطع طيلة هذه السنين انتاج فكر جديد يخدم اهدافه، ولم يكن بمقدوره ايضاً عطفاً على ذلك تطوير وسائله لمعارضة راقية تتسق فى اطارها العام مع الاهداف الكلية لاستقرار الدولة السودانية، حتى صارت نخبنا لا تعرف منطقة وسطى يا معارضة يا حاكمة.. هذه هى أزمتنا اليوم أزمة كادت تدخل البلاد فى نفق مظلم، وجعلت بعضاً من ابناء السودان الذين يوجدون بالخارج الهائمين فى العواصم الغربية وغيرها يمتهنون التآمر على سيادة الوطن بأرخص الأثمان، وهذا كله يرجع للتخبط الذي تعانى منه المعارضة.. معارضتنا ايها السادة لا تعرف سوى دعوة الناس للنزول للشارع ضد الحكومة او توقيع الاتفاقيات الملغومة مثل اتفاقها الأخير مع مجموعة متمردة اشهرت سلاحها فى وجه الشرعية، وتقاتل فى القوات المسلحة السودانية، لذلك ابسط جزاء لهؤلاء الذين وقعوا مع الثورية ان يتم اعتقالهم فى مطار الخرطوم قبل ان يغادروه لمنازلهم وهم يدخلون البلاد بصورة استفزت المواطن البسيط فى اصقاع البادية الذي يستمع لاذاعة ام درمان والرابعة ويتابع مخازى هذه الفئة التى اختارت طريق الثورية بديلاً لمرتكزات الوثبة لعرقلة كل الجهود الوطنية من اجل استكمال الحوار السياسى الوطنى الذى ابتدره رئيس الجمهورية للوصول لمصفوفة اتفاق شاملة تستوعب كل السودانيين، ولذلك تبقى حكمة المفكر الدكتور على المزروعى دائماً انسب ما يجيب على الحالة السودانية «احادية الفكرة» هذا ما نعانيه مثلنا ومثل الشعوب الافريقية التى ارهقتها الصراعات، وهذا ما يقف حائلاً بيننا وبين الوصول لتوليفة لحكم مستقر، لأن امثال قادة معارضتنا الذين ادمنوا التوقيعات على اتفاقيات هشة ينتهي مفعولها قبل ان يجف المداد الذى كتبت به، هم السبب الرئيس فى تطاول امد الأزمة، وهؤلاء راهنوا على التكسب الاعلامى على حساب الضمير الوطني، ويسعون لإثبات وجودهم عبر وسائل هم أعلم من غيرهم بتفاهتها. وانا على قناعة تامة ان المجتمع السوداني عبر اجهزته المختلفة ينبغى عليه ان يفكر فى كيفية انتاج واجهات علمية حديثة تتحمل مع الحكومة صياغة مستقبل الحكم فى البلاد، بعيداً عن بقايا الرجعية والاستعمار والعملاء الجدد الذين كدنا نصدقهم من دوى صوتهم العالى عن الوطنية الزائفة، وعلى راى المثل الانجليزى «البراميل الفارغة أكثر ضجيجاً»، لذلك الخطوة كانت مكشوفة واللعبة مفهومة وقادة التحالف نزلوا على الخرطوم بمجرد انتهاء التوقيع لاستكمال الخطوة الاساسية، وهى اعتقالهم لإرسال الاشارات التى يقصدونها الى الوسيط ثامبو امبيكى والمجتمع الدولى لمواصلة الضغط على الحكومة واستحكام حلقات العزلة عليها، وتمكينهم من اسقاطها.. هؤلاء مازالوا يعتقدون ان مذكراتهم المحمولة جواً بين العواصم العربية والافريقية والغربية دونما تفصيل يمكن ان تبلغهم حلم عمرهم بإسقاط نظام البشير، ولم يتعلموا بعد من دروس الوطنية السابقة بما يعينهم على مجابهة الواقع اليوم والتعاطى معه.. ولكن بربكم هل لرجل مثل ابو عيسى من سوابقه المشهودة تآمره على بلاده مع احمد الخواجة المصرى حينما كانا رفيقين فى اتحاد المحامين العرب.. هذا الامين العام وذاك الرئيس على حرمان السودان عشر سنوات من عضوية الاتحاد نكاية فى نظام الحكم هل يستحق أن نمنحه شارة المعارضة باسم الوطن؟ نقلا عن صحيفة الانتباهة 11/12/2014م