نجح مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور "إبراهيم غندور" في طي الخلاف بين زعيم المحاميد "موسي هلال" والحكومة أو المؤتمر الوطني، فقد استطاع البروفيسور "غندور" أن يذهب إلي السيد "موسي" في مدينة الجنينة بغرب دارفور وأدار حواراً ناجحاً توصل فيه إلي عودة "هلال" إلي بيته القديم.. والبروفيسور "غندور" يمتاز بالحكمة والبساطة واللطف لذلك استطاع أن ينجح في مهمته التي فشل فيها كثير ممن حاولا دخول هذا الملف، ولكن "غندور" رجل أصيل وأبن بلد يستطيع أن يطوع الحجر، وليس له أعداء، لذلك يستطيع أن ينجح في أي تفاوض يدخله، وقد لاحظنا من خلال جولات التفاوض مع قطاع الشمال كيف كانت علاقته مع "ياسر عرمان". إن نجاح التفاوض مع "موسي هلال" يمكن أني يساعد علي تهدئة الأوضاع في منطقة دارفور، لأن "هلال" له أيضاً مقدرة فائقة علي احتواء الصراعات والمشاكل بالمنطق، وأصبح الفترة في الماضية قبلة لبعض الحركات والأفراد من أبناء دارفور الذين يحاولون الدخول في الصراع. مشاكل السودان مستعصية خاصة مشكلة دارفور، وإذا استطعنا الوصول إلي حل لها يمكن أن تحل بقية المشاكل، لأن دارفور وسحب ما يردده أبناؤها المشكلة بها مشكلة تنمية وخدمات وليست صراعاً سياسياً، والصراع السياسي دخل قريباً من خلال تطلع أبناء دارفور للزعامة واستجابت الإنقاذ لهم، لذا دولت القضية و(كل أتنين تلاتة عملوا حركة مسلحة) عادوا بعدها في مواقع متعددة بالحكومة. الآن يمكن أن تستفيد الحكومة من "هلال" بعد الاتفاق الذي تم بينه والبروفيسور "غندور" في تهدئة الأوضاع بدارفور، وهذا ليس صعباً طالما استطاع "غندور" من خلال جلسة تفاوض واحدة أن يصل إلي حل المشكلة.. ويمكن أن تكلف الحكومة البروفيسور "غندور" للجلوس مع بقية الحركات المسلحة المنتشرة، إما في ولايات دارفور المختلفة وإما الموجودين بعواصم الدول المختلفة، ولا أظن أن حملة السلاح رافضون جملة وتفصيلاً الدخول في تفاوض مع الحكومة، لكن يريدون من يتفهم المشكلة دون استعلاء أو كبرياء وهذه الصفة متوفرة في البروفيسور "غندور" الذي استمد تلك الصفة من خلال وجوده لفترة طويلة من الزمن مع العمال.. ولم ينظر بروفيسور "غندور" إلي وضعه كأستاذ جامعي وسياسي مرموق، بل كان ينظر إلي أولئك العمال وأنه جزء منهم لذلك نجح في موقعه لدورات متعددة.. الآن يمكن أن يساهم في حل المشاكل المستعصية خاصة مع الأشخاص أو الحركات، كما كان يفعل الراحل المشير "الزبير محمد صالح". لا توجد مشكلة إلا ولها حل.. وأبناء الشعب السوداني يمتازون بالطيبة والبساطة، لذلك يمكن الوصول معهم إلي الحل مهما كانت المشكلة.. لذا يجب أن تبعد الحكومة أولئك المتشددين وتحاول أن تستفيد من قدرات بروفيسور "غندور" وأمثاله في طي أي خلاف سوداني سوداني. نقلا عن صحيفة المجهر 15/1/2014م