الناظر لحالة عرمان رئيس قطاع الشمال بالحركة يرفع يده على قرار السودانيين قبل أن يهتف (قبلو) فبعد الهبوط الأرضي السريع لمرشح الحركة السابق إلى أرض الواقع السياسي الذي عُرف من خلاله الثقل الذي يرتكز عليه بعد قرار سحبه من قبل الحركة التي تلافت البلاء قبل وقوعه وأنقذت نفسها من فضيحة انتخابية حال نزول عرمان الذي وصف ترشيحه القيادي بالحركة غازي سليمان بعدم جدية الحركة في خوض الانتخابات، وبعد تصريحات ساخنة وملصقات ملأت البلد بصوره المبتسمة بلطف دبلوماسي للمواطن الحصيف وجد نفسه خارج القطار تماماً بعد أن أنزل قصراً في نصف المسافة وهو يُمني نفسه بالدخول إلى القصر، ورغم محاولات قطاع الشمال وأرباب عرمان تحدي القرار إلا أن الأمر نُفذ وسلفاكير لن يتراجع وخرجت ترجيحات بتكوينه حزباً سياسياً منشقاً أو عودته من جديد لمقاعد الدراسة كتلميذ نجيب قد يفلح فيما فشل فيه سياسياً. وتصاعد الوضع في اجتماعات جوبا الأخيرة حيث سيطرت خلافات قطاع الشمال عليها وكلفت رئاسة الحركة لجنة من المكتب السياسي لتقييم وحصر ممتلكات القطاع التي تشمل متحركاته ودوره ومنصرفاته منذ توقيع اتفاقية السلام وأكدت مصادر أن لوكا بيونغ قدم مرافعة لصالح عودة عرمان لتولي مناصب قيادية أخرى بعد فشله في إدارة قطاع الشمال ومخالفاته وتمرده على قائد الحركة الشعبية سلفاكير وذلك لتقوية حلف أبناء أبيي داخل الحركة على حساب تحالف أبناء بحرالغزال بجانب حلف بور، وأكد المصدر أن عرمان تجاوز باقان بهذا الترتيب على الرغم من دعم الأخير له في موقفه الانتخابي إضافة إلى مباركة عرمان لإعفاء ين ماثيو كناطق إعلامي رسمي ليتهيأ له الظهور الإعلامي باسم الحركة الشعبية، وكشفت المصادر أن الطواف الذي قامت به اللجنة في وقت سابق على عدد من الولايات الشمالية اختفاء عدد من العربات والأجهزة والمعدات والحواسيب فيما لم تصل إلى بعض الولايات أي أموال منذ عامين على الرغم من الإشارة إلى استلامها بواسطة القطاع. ورغم محاولات التجميل الدبلوماسي لإخفاء الرمال التي تتحرك تحت عرمان والظهور بموقف المتماسك إلا أن الأحداث تصر على فرض نفسها على شاشة الساحة السياسية المتحركة فقيادات بارزة بالحركة الشعبية قطاع الشمال تصوب قذائفها نحو عرمان وتتهمه بتوظيف أموال القطاع في تنفيذ أجندته الخاصة وتبديدها في غير أوجه صرفها والفشل في إدارة القطاع، حيث كشف المهندس أبوبكر الطاهر السكرتير السياسي لقطاع الشمال بحري والريف الشمالي ومرشح الدائرة (20) بالجيلي أنهم بصدد إعداد مذكره لرئاسة الحركة الشعبية تطالب بإقالة عرمان وتطهير قطاع الشمال من الشيوعيين بداخله وإعادة بنائه التنظيمي من جديد حسب وصفه ليواكب تطورات الأوضاع السياسية المقبلة وعزا أبوبكر تلك الخطوة إلى ما اسماه إخفاقات عرمان المتكررة في إدارة القطاع من الجوانب الإدارية والتنظيمية وقيامه بحملة تشريد منظمة لمعظم الكوادر في القطاع التي تؤمن ببرنامج السودان الجديد وفكر الدكتور جون قرن وإحلال أصدقائه الشيوعيون محلها إضافة إلى موقفه الأخير بعدم تنفيذ قرار قيادة الحركة الشعبية بالمشاركة في الانتخابات مما جعل مرشحي القطاع يخالفونه الرأي بالاستمرار في المشاركة. عرمان يواجه نتاج ما قدمت يداه في قطاع الشمال طوال الفترة السابقة والعصيان الذي يحاول أن يظهر من خلاله بصاحب المبدأ لرئاسة الحركة لكن تطاير أوراق الأجندة في اتجاهه للوصول إلى رقم صفر ونهاية المغامرة. نقلاً عن صحيفة الرائد 25/4/2010م