بقلم : عبد السلام محمد عبد النعيم مولانا محمد عثمان الميرغني.. سليل الدوحة النبوية.. رجل يحبه الجميع ومقبول لدي كل الأطياف السياسية.. متزن في أرائه رجل مستنير وحكيم ... عركته تجارب السنين الطويلة.. اكتساح المؤتمر الوطني للانتخابات في كسلا جعله مصدوما في جماهيره ففي زيارته الأخيرة الي كيلا استقبلته جماهير غفيرة فوق التصور الي لحد الروعة وعندما فاز المؤتمر الوطني في كسلا.. قال مولانا مستنكرا (جماهير الاتحادي في كسلا الا أكان نهر القاش بلعهم).. حقيقة كلامه كان بطعم الحسرة. وطعم الخسارة.. الحزب الاتحادي كان وما يزال من الأحزاب الكبيرة له ثقل كبير في الشارع السوداني وان كان الحزب أصيب بهشاشة في السنين الماضية.. ومؤسسات الحزب أصابها الضمور علي مر السنين بسبب الانشطارات والانشقاقات التي حدثت له.. وحقيقة هنالك بعض التراخي وانقلاب داخلي لعناصر الحزب الواحد وتمرد علي الزعامات وما عادت الأطروحات القديمة للاحزاب مواكبة للحاضر مما خلق حالة من عدم الرضي في نفوس بعض العناصر في تلك الأحزاب.. حديث الناس بان المؤتمر كان وراء الانشقاقات في تلك الأحزاب غير مقبول وغير منطقي أن تعلق الأحزاب فشلها علي شماعة المؤتمر الوطني.. ليس هنالك حزب في الدنيا يستطيع أن يفكك أوصال حزب اخر اللهم الا اذا كانت تلك الأحزاب هشة ولا ترابط بين عناصرها عنذئذ يكون من السهل طمس هويتها في الشارع السياسي والأحزاب لن يفيدها الصراخ في الشارع السياسي وفي صحفها بأنها لا تملك الحركة في الحياه السياسية وفي صحفها بأنها لا تملك الحركة في الحياه السياسية فاذا أرادت تلك الاأحزاب السير في الاتجاه الصحيح فعليها أولا أن تبدأ في صياغة أفكار بناءة بعيداً عن المحاككات وتصحو من نوعها العميق وتمارس الشفافية داخلها وتحدد الرؤية المستقبلية للحزب وتضع خططا لأهدافها وتراقب تنفيذ خططها ولكن اذا ظلت الأحزاب علي حالها فسينطبق عليها القول (كأنك يا زيد ما غزيت) اذا ما الذي جعل تلك الأحزاب تغرق في بحر الانشقاقات؟.. ليس من المعقول أن العناصر التي انشقت من تلك الاحزاب كانت كالعصافير علي شجرة ثم طارت منها.. أكيد هنالك أسباب داخلية في الحزب جعلتهم ينشقون عن أحزابهم.. فعدم وجود رابط أو رؤية واضحة لسياسات الحزب جعل الكثيرين يغادرون أحزابهم.. وان كانت الانشقاقات الحزبية ظاهرة كونية موجودة حتي في أعرق الدول.. ثم ان من حق أي شخص أن يغادر حزبه الي حزب اخر متي ما أحس أن حزبه لا يحقق طموحاته ولا يتماشي مع ارائه وتطلعاته.. الأحزاب القديمة أصابها الوهن لأنها لم تجدد في أطروحاتها ولم تجدد خططها وليس لديها رؤية واضحة سواء كانت سياسية أو غيرها.. الاحزاب أصابها الترهل بسبب العناصر القديمة القابعة في اعلي أجهزة الحزب.. لا يوجد تجديد للدماء الحارة.. لابد من عناصر شابة تقود تلك الأحزاب.. كان الاجدر بتلك الأحزاب أن تمارس الديمقراطية في داخلها أحزابها قبل البكاء علي الديمقراطية المضاعة.. هنالك تمرد علي الواقع.. الأجيال الجديدة لا يقنعها الا المقنع.. الأجيال الجديدة لا تعرف التبعية القديمة ولا الأشياء الموروثة في الحزب.. الأجيال الجديدة تتمرد علي كل الأشياء القديمة البالية.. القديم الذي لا ينفع ولا يصلح لزمانها كل الأشياء تتغير من حولنا وهذه سنة الحياة.. وينبقي من القديم ما ينفع الناس.. ليت أحزابنا تعي الدرس.. وتعي المطلوب منها وتعي متطلبات العصر وتجدد أفكارها القديمة للتماشي وروح العصر.. كل حزب يقف متكوف الأيدي بلا تجديد سيفوته القطار وسيغيبه الزمن.. وسيتلاشي مع الأيام.. الحزب الاتحادي الديمقراطي في الفترة الماضية فقد الكثير فقد دوائر في الكثير من مناطق نفوذه... الاتحادي حزب كبير عليه أن يعيد بناءه من الداخل من جديد نحن نعول علي الحزب الاتحادي الديمقراطي الكثير عليه الاستعداد من الان للانتخابات القادمة بعد (4) سنوات.. عليه أن يضع في الحسبان كل المعوقات التي صاحبت الأداء في السنين الماضي ويضع لها الحلول الناجعة.. ويبدأ في عقد المؤتمرات في كل انحاء السودان ويعيد ترتيب البيت من جديد ليعود الي الساحة بالق جديد. المؤتمر الوطني لديه نية لتكوين حكومة (هجين) وبدأت الشائعات تلوح هنا وهناك عن نية المؤتمر الوطني الحاكم في اشراك بعض العناصر التي شاركت في الانتخابات من الأحزاب الأخري في الحكومة القادمة.. وهذا بالطبع سيزيد من مشاركة القوي الحزبية في الحياه السياسية وبالتالي في تحريك عملية الاصلاح والانتعاش السياسي فاذا شارك الاتحادي الديمقراطي في تلك الحكومة فانه سيلعب دورا بارزاً وان كانت فكرة الحكومة (الهجين) ما تزال في طور (الهمس ).. وربما أرأدت الحكومة تأجيل الحديث عنها حتي تتضح نتائج الانتخابات بصورة تامة.. لا يوجود من ينكر المواقف الرائعة للحزب الاتحادي منذ الاستقلال.. كان له مساهمات كبيرة في الاستقلال وبعد الاستقلال مروراً بموافقة بشأن السلام في السودان أيام الحرب واتفاقية السلام ووقوفه مع الحكومة ضد قرارات محكمة الجنايات الدولية واصداره بيانات تدين تلك القرارات... وللاتحادي الديمقراطي مواقف مشرفة في الساحة السياسية.. منها مجهوداته في مساعي السلام في دارفور حيث قام المولانا محمد عثمان الميرغني بدور فعال في العام الماضي باتصالاته مع مصر وليبيا والحركات الدافورية التي حققت قدراً من النجاح.. أخيراص كما قلت من قبل نعول كثيرا علي الحزب الاتحادي في المشاركة في الحكومة القادمة اذا كان المؤتمر الوطني جاداً في طرحه في مشاركة الأحزاب الأخري وكما قلت من قبل فهذا في فائدة الحكومة ويزيد من رصيدها في تداول السلطة ويزيد من صلابتها.. أما اذا تنصل عن وعده بمشاركة الأحزاب الأخري فهو الخاسر.. ولكن غالب الظن أنه سيوفي بوعده.. وألقاكم.