كان سلفاكير رئيساً لدولة جنوب السودان ومشار نائياً له. اختلفا .. وشنا حرباً أهلية راح ضحيتها عشرة آلاف مواطن.. وتراجع إنتاج النفط.. وتكبد الجنوب خسائر بمليارات الدولارات. وتفشت المجاعة.. وتشرد عشرات الآلاف من النازحين.. وانفق السودان وكينيا ويوغندا وتنزانيا وإثيوبيا مليارات الدولارات لارتفاع تكاليف استقبال اللاجئين والإنفاق الأمني. تدخل الأجاويد .. وعقدت المفاوضات برعاية دولية افريقية وأمم متحدة ومن الامركان والأوربيين.. وتوصل سلفا ومشار إلي حل. الحل هو أن يكون سلفا رئيساً للدولة ومشار نائباً له. كان الأمر كذلك قبل أن يشعلا هذه الحزب الأهلية اللعينة.. ويفتكا بشعب الجنوب.. ويعذبا جيران الجنوب.. ويجعلا جنس السودان أضحوكة في العالم.. فلماذا أشعل هذان المجنونان الحرب إذن. يكفيهما استهزاء صدر من موسفنين عندما قال: سأشنق نفسي إذا وصلت الأوضاع بيوغندا لما يحدث في جنوب السودان. ما ارتكبه هذان الأحمقان لمجرد أن بيد كل واحد منهما سلاحاً يستحق محاكمتهما بتهم جرائم حرب. لو أن الانفصال له فائدة فقد فضح ادعاءات قادة الحركة الشعبية بالثورية والنضال من أجل مصالح المهمشين فتبين أن تمردهم كان من اجل مصالحهم وأطماعهم في السلطة واكتناز الأموال لينال المهمشون القتل الجماعي والإبادة والتشريد والمجاعة. تيد دانح المستشار الأمريكي السابق لسفا كشف عن رسائل بعث بها سلفا المسؤولين حكوميين لإعادة أربعة مليارات دولار منهوبة. اجبر دانج علي مغادرة الجنوب وحذر من العودة خوفاً علي سلامته. أشارت إلي سرقة قادة الجنوب لأموال بلدهم الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها. جاء في موقع "انتربرايد ريبورت" حديث عن سرقة قادة دولة الجنوب لعشرة مليارات دولار من عائدات النفط. سلفاكير طلب من خمسة وسبعين مسؤولاً أعادة الأموال المسروقة وتبلغ أربعة مليارات دولار سرب أغلبها خارج الجنوب في بنوك أجنبية واستخدم بعضها في شراء عقارات. قال سلفاكير العام الماضي: مشار ومجموعته فاسدون شيدوا العمارات في جوبا ونيروبي وكمبالا وأمريكا. اتهم سلفاكير قادة بارزين بامتلاك أرصدة مليونية بعدد من الدول الأوربية أبرزهم جيمس هوت، واليجا مالوك، اوياي دينق أجاك، توماس داوسي. تم تسريب قائمة سرية تحوي خمسين قيادياً سرقوا أموال شعب جنوب السودان وكلها بالدولار الأمريكي. اكوال اتيان مليار ومئتي مليون، باقان اموم ستمائة مليون، رياك مشار خمسمائة مليون، سلفا مطوك، دينق الور 150 مليون، لوكا بيونغ 114 مليون، تعبان دينق 65 مليون، ريتة دينق 50 مليون، فيانق دينق مجوك 77 مليون، سامسونق كواجي 72 مليون، ارثر كوين 47 مليون، كوال ديم 45 مليون، نيال دنيق نيال40 مليون، ملونق أوان 35 مليون، اليجا ملوك 32 مليون/ وياي دينق 30 مليون، ثير شوانق 21 مليون، جيمس واني ايقا 22 مليون، بالإضافة إلي عشرين شخصية أخري سرقت أمولاً تراوحت من 11 مليون دولار إلي مليوني دولار. لا يوجد رقم محدد لحكم الأموال التي استولي عليها سلفا نفسه لكنه ممتلكاته وعقاراته بالخارج تقدر بمئات الملايين من الدولارات. ولم تخرج جيوب "العملاء" خاوية الوفاض فكان نصيب عبد العزيز الحلو 42 مليون دولار ومالك عقار 35 مليون دولار وياسر عرمان 30 مليون دولار. الجنوب كان ولا يزال وسيظل جزءاً منا لا يفصله عنا الانفصال .. نتألم لألمه ونحزن لحزنه وندعم شعبه الذي هو شعبنا رغم عداء قادته لنا. شعب الجنوب الذي عاني وكابد تاريخياً وانعم الله عليه بالبترول لا يستحق أن يكون ضحية عربدة قادته بالسلاح والأموال ومستقبل البلاد.. ونتمنى أن يحكمه العقلاء والنزهاء بعيداً عن الفاسدين واللصوص. نقلا عن صحيفة الصحافة 8/2/2015م