ختمت المفوضية القومية للانتخابات بالأمس أشغالها الخاصة بالانتخابات العامة والتنفيذية حيث كان آخرها اعلان رئاسة الجمهورية ورئاسة حكومة الجنوب. وحسب نسبة المصوتين وهم فوق العشرة ملايين للمسجلين وقد كان عددهم فوق الستة عشر مليوناً وهي 62% تقريباً. ونسبة ما حصل عليه السيد عمر حسن أحمد البشير الفائز برئاسة الجمهورية 68.2% أو قرابة السبعة ملايين صوتاً منسوبة إلى عدد من صوتوا وهو فوق العشرة ملايين بقليل.. تصبح هذه الانتخابات نصراً سياسياً للمؤتمر الوطني وخصماً كبيراً على تجمع أحزاب جوبا من الناحية السياسية أيضاً.. أحزاب جوبا لم تحسبها (صح) بدخولها في المقاطعة ودعوة منسوبيها لذلك. فالانتخابات مرت بما هو فوق ال(60%) والبشير كسب الرئاسة بقرابة ال(70%) وكسب إلى جانب ذلك وضعاً رئاسياً شرعياً مستقلاً تسنده مؤسسات تشريعية ورقابية خالية مما عرفت المرحلة السابقة من مشاكسات ومعاكسات ومعوقات. لقد رفعت الأقلام وجفت الصحف وعرف الآن كلٌ حجمه وقدره في المعترك السياسي بل عرف الرأي العام ذلك ايضاً. إذ ما قيل من شعارات وأحلام (ظلوطية) إبان الحملات الانتخابية ذهب كله مع الريح. ولم يبق غير الحقيقة.. والعاقل من الساسة هو من (يقلب الصفحة) ويذهب إلى خصمه ومنافسه الفائز ويهنئه بل يكون أبعد نظراً واكثر انحيازاً للمصلحة الوطنية إن فعل ما فعلته السيدة هيلاري كلنتون منافس الرئيس الأمريكي أوباما في سباق الرئاسة التي قبلت آخر الأمر منصب وزير الخارجية في إدارته الحالية عندما عرض عليها المنصب. ويقال الآن أنها من أفضل وزراء الخارجية الأمريكيين الذين مروا على البيت الأبيض الأمريكي.. نحن الآن بانتظار أن نرى ونسمع شيئاً من ذلك التقليد والأدب في السياسة السودانية فقد أضعنا وقتاً طويلاً في الصراعات والحزازات السياسية التي لم تكن لتصب إلا في مصلحة الغير.. فهل يفعل أبو عيسى وباقان وعرمان ومبارك الفاضل وحاتم السر ومريم الصادق وكمال عمر وفي رواية السيدان المهدي والميرغني ذلك؟.. أم يبقى كل شيء على حاله بعد أن رفعت الأقلام وجفت الصحف..؟ إننا نأمل ذلك. ونتطلع إليه فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل..