أكد مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم ، أن أقوي الضمانات لكفالة حماية المدنيين هي إستئصال مسببات النزاعات المسلحة من جذورها ودعم التسويات السياسية الشاملة والمستدامة لها. وأوضح عبد الحليم في البيان الذي تلاه في مداولات مجلس الأمن حول حماية المدنيين في الصراعات المسلحة أن الفظائع والمخاطر التي تستهدف المدنيين لم تعد مجرد عنف وتشريد ونزوح فحسب بل قفزت هذه المخاطر نوعياً إلى ما هو أشد فظاعةً وفتكاً بالمدنيين على النحو الذي روّع البشرية بأسرها خلال العدوان الغادر على غزة حيث تم إستهداف المدنيين بأحدث ما توصلت إليه آلة الموت والدمار من تقنيات بما في ذلك القنابل العنقودية والفسفورية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً ، مشيراً إلي أن ما حدث في غزة قد وضع مصداقية مجلس الأمن على المحك فيما يتصل بتعاطيه مع حماية المدنيين . وشدد مندوب السودان لدي الأممالمتحدة على ضرورة أن تفضي مداولات مجلس الأمن المتواترة حول حماية المدنيين إلى مخرج من دوامة إزدواجية المعايير ، و حذر من مغبة محاولات بعض الدول الترويج لما يُسمي بمبدأ مسئولية الحماية وتوظيفه لأغراض سياسية ، مع ضرورة الأخذ في الإعتبار بكافة المبادئ التي نص عليها ميثاق الأممالمتحدة فيما يتعلق بسيادة الدول الأعضاء وشرعيتها ومسئولياتها الكاملة الغير حصرية أو منقوصة في حماية مواطنيها ، رغم أن ذلك المبدأ ما زال قيد تفسيرات متباينة من جانب الدول الأعضاء . وأكد عبد الحليم أن المحور الرئيسي لقمة الألفية كان هو متابعة تنفيذ أهداف الألفية الإنمائية التي في طليعتها التنمية ومحاربة الفقر والوقاية من النزاعات. وأكد عبد الحليم أهمية الدور الذي تقوم به المنظمات الإقليمية في صناعة السلام وحفظه إستناداً إلى صلتها المباشرة بطبيعة النزاعات ، موضحاً أن المطلوب هو تعزيز قدرات الدول المعنية حتى تؤدي مسئولياتها بالصورة المطلوبة وليس إضعافها بالعقوبات كيفما تفنن منظرو هذه العقوبات في توصيفها تارةً بعقوبات ذكية وتارةً عقوبات موجهة ، مبيناً أن تلك التفسيرات الالتفافية لم تغير قط في حقيقة أن الضرر واقع على الشعوب لا محالة . وفي ختام بيانه أشار عبد الحليم إلى أن من المصادفة الحميدة أن تأتي مداولات مجلس الأمن بشأن المدنيين بعد بحث الجمعية العامة لتقرير غولدستون الذي أوضح أين تقف القوي المحبة للسلام وأين يقف من يُكثرون الحديث نفاقاً بشأن حماية المدنيين وعدم الإفلات من العقاب.