نيويورك (smc)سونا أكد السفير عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة ضرورة أن تتم حماية المدنيين فى الصراعات المسلحة في إطار نهج شامل ومتكامل يرتكز بصورة أساسية على معالجة أسباب النزاعات مبكراً عبر دور فاعل لمجلس الأمن فى دعم وقيادة جهود التسويات السياسية والمصالحات يكمله دور موازٍ للأمم المتحدة ووكالاتها فيما يتصل بالجوانب الإنسانية وتعزيز النمو الإقتصادى والإنعاش والإعمار والتنمية المستدامة. وقال السفير عبدالمحمود عبدالحليم أمام مجلس الأمن فى بند حماية المدنيين فى الصراعات المسلحة بنيويورك أن حماية المدنيين في النهاية هي مسئولية الدولة ، ولذلك ينبغي أن تعزز قدرات الدول المعنية حتى تؤدي مسئولياتها بالصورة المطلوبة لا أن تضعف مقدراتها بالعقوبات أو المغامرات الهادفة لتخريب السلام في ربوعها أو التدخلات السافرة في شئونها.وأضاف قائلاً إننا نأمل أن يضع تعامل الأممالمتحدة مع كارثة المدنيين في غزة مثالاً لدور الأممالمتحدة المرتجي في حماية المدنيين ونريد أن نسمع شيئاً من الذين يملأون الأرض ضجيجاً حول جرائم الإبادة والإفلات من العقوبات 00 نريد أن نسمع عنهم شيئاً حول ما يدور بغزة 0 واضاف عبد المحمود إن حماية المدنيين فى الصراعات المسلحة مبدأ نبيل وأولوية هامة ، ولكن ما يثير القلق هو محاولات توظيف هذا الهدف لأغراض سياسية بما فيها الحديث المعمم حول ما سمي بمسئولية الحماية ، وقال ما نود تأكيده من هذا المنبر هو أن مبدأ مسئولية الحماية وبرغم تضمينه فى وثيقة القمة الختامية للألفية لعام 2005م إلا أنه مايزال قيد تفسيرات متباينة من جانب الدول الأعضاء أخذاً فى الإعتبار المبادئ الراسخة فى ميثاق الأممالمتحدة فيما يتصل بسيادة الدول الأعضاء وشرعيتها ومسئولياتها الكاملة والغير حصرية فيما يتصل بحماية مواطنيها ،مذكراً بأن حق الحماية بالنسبة للمدنيين فى الصراعات المسلحة إنما هو جزئية من منظومة متكاملة ومترابطة من الحقوق والواجبات التي أكدت عليها الوثيقة الختامية للألفية أيضاً ، وفي طليعتها الوقاية من النزاعات ، وحل جذورها الأخرى وتوفير التنمية ومحاربة الفقر ، وحق اللاجئين في العودة إلي ديارهم ، وتنفيذ التعهدات التنموية للمانحين. وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة أبرز فى مختلف تقاريره حول الموضوع أهمية تفعيل ورفع قدرات بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام فى مجالات حماية المدنيين ، علي أن التجارب العملية قد أكدت أنه وفى حالة عدم وجود سلام على الأرض لكى يحفظ فإن بعثات حفظ السلام مهما تعززت قدراتها فى مجالات الحماية يظل توظيف قدراتها محصوراً فى نطاق حماية البعثة نفسها بالدرجة الأولى لأن ما يحمى المدنيين أساساً هو السلام الذى يستظل به الجميع وما يتبعه من إنفاذ لبرامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج والمشروعات التنموية السريعة العائد بما يحقق الإنعاش العاجل ويؤمن مغادرة المدنيين لمعسكرات النزوح الى مدنهم وقراهم وممارسة حياتهم الطبيعية. واشار الى إن صناعة السلام ينبغي أن تحظي بأولوية الأممالمتحدة حتي لا تنشغل عنها بمعالجة أعراض النزاعات ، وأنه لابد من التأكيد على أن المنظمات الإقليمية قد أبرزت كفاءة مقدرة فى هذا المضمار إستناداً على إلمامها الكامل بطبيعة النزاعات ومسبباتها والميزات النسبية والقيمة المضافة التي تتمتع بها ، مشيراً الى مقررات الإجتماع الذى سبق وأن نظمه مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى داكار فى إبريل عام 2007م حول دور المنظمات الإقليمية فى حماية المدنيين ، علاوة علي دورها في صناعة السلام