«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أف بي آي» يراقب وسائل التواصل الاجتماعي ويزرع مخبرين لتوريط مسلمين في قضايا إرهاب

ذكرت صحيفة «إندبندنت» أن مؤيدي تنظيم الدولة ينتظرون انتاجا ضخما لمؤسسة الفرقان الذراع الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية. وقد أنتج هذا القسم معظم أشرطة الفيديو التي تحمل صورا عن قسوة التنظيم ووحشيته. كان أهم انتاج إعلامي له «صليل الصوارم».
وبحسب الثرثرات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي فسيكون الإنتاج الجديد على درجة عالية من التقنية وأطول من ناحية المدة الزمنية. وإن صدقت الشائعات التي رصدها مراقبون للثرثرات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي فإن هذا يعني مواصلة التنظيم حملته الدعائية القوية التي تهدف لجذب الأتباع وتجنيد الرجال والنساء على حد سواء. ورغم الإنطباع السائد على دعاية التنظيم من كونها وحشية ودموية إلا أن بعض الرسائل والتغريدات التي تكتبها نساء الدولة تحاول تقديم صورة عن حياة طبيعية في داخل «الخلافة».
وفي تقرير أعده آدم تيلور لصحيفة «واشنطن بوست» قدم صور تغريدات عن نساء عائدات من السوق وأخريات يجلسن في «بيك اب» يحملن السلاح وصورا تظهر حياة عادية تتحدث عن الطعام «بيتزا وبطاطا ودجاج مقلي» وتعليق «هذا موجود هنا أيضا». ونقلت الصحيفة عن ميا بلوم استاذة الدراسات الأمنية بجامعة ماساشوسيتس في لويل تعليقها على تغريدات وصور نساء «الخلافة» بأنها تهدف لدفع البنات الأجنبيات للإنضمام للتنظيم وتقديم رؤية غير واقعية عن الحياة في ظل التنظيم.
ومن جهة أخرى دفع الرجال أيضا كي ينضموا للمشروع الجهادي. والرسالة واضحة لهم «إن لم تحضروا إلى هنا فستضطر النساء لحمل السلاح». وتعبر تغريدات النساء عن جانب أكثر رفقا من تلك الأشرطة التي يقدمها القسم الإعلامي للتنظيم، ففيها صورة عن حياة عادية ومشروع «أمة» قيد الإنشاء مع أن الكثير من التقارير الصحافية والشهادات تؤكد أن تنظيم الدولة لم ينجح في بناء دولة الخلافة المثالية وتوفير الأمن والأمان لأكثر من 6 ملايين نسمة يعيشون في ظلها.
مجهولون
وفي جانب آخر فنحن أمام تنظيم نشط لديه القدرات لمواصلة حربه على الساحة القتالية الحقيقية وفي العالم الإفتراضي – «فيسبوك» و «تويتر» وما إلى ذلك. وأشارت دراسة العام الماضي أن عدد الحسابات التي قدمت الدعم لتنظيم الدولة على «تويتر» تجاوزت العام الماضي 48.000 عنوان.
وأنشأت وزارة الخارجية الأمريكية مركزا خاصا لمكافحة الإرهاب ومراقبة النشاطات الجهادية على الإنترنت. وبالإضافة لجهود الدول والحكومات التي تحاول شل نشاط الجهاديين على الإنترنت هناك مجموعات تأخذ على عاتقها أخذ القانون بيدها وملاحقة التنظيم حيث تقوم كما يقول ناشط يطلق على نفسه «الدكتور» بشل وتضييع وقت الجهاديين من خلال استهداف حساباتهم على التويتر.
وهذه المجموعة التي تستخدم كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» أسماء مستعارة مثل «نادي صيد الدولة الإسلامية»، «انقر على تغريدتي» و «الدكتور» تقوم بالتنقيب في داخل التويتر عن حسابات يشبته بعلاقتها بتنظيم الدولة حيث يقومون بتجنيد أو يجمعون المال لصالحه. وتقول الصحيفة إن المجموعة التي تمثل عددا من الجماعات ذات الأجندات المختلفة ولكنها اتحدت من أجل تخريب جهود تنظيم الدولة واستخدامه البارع لوسائل التواصل الاجتماعي خاصة التويتر وهي جهود توازي الجهود الحربية الجارية في العراق وسوريا. وتعمل هذه المجموعة على ملاحقة وتحديد العنوان المشتبة به لوضعه في قائمة سوداء تمهيدا لحذفه ويقومون بتشجيع الآخرين على إخبار دائرة خرق شروط النشر في التوتير من أجل وقف الحساب وإغلاقه. وينقل التقرير عن «الدكتور» قوله «بشكل أساسي لا يقتصر عملنا على شل عملهم لنشر البروباغندا ولكن تضييع وقتهم».
وبعض هؤلاء «الهاكرز» يرتبطون بجماعة يطلق عليها «أنونوماس/مجهولون» وهي جماعة معروفة باستهداف الحكومات والشركات لتعطيل عملها أو من أجل الضحك والعبث «لالز» أما الآخرون فيقومون بجهودهم بشكل فردي. وما يجمع «الهاكرز» هو تعاملهم مع تنظيم الدولة باعتباره تهديدا غادرا. ومن بين الهاكرز هناك نساء يطلقن على أنفسهن «انونوميز/ مجهولات» حيث يقضين الوقت وهن يتابعن حسابات متعاطفة مع تنظيم الدولة. وتقول مستخدمة للتويتر وتطلق على نفسها «انقر على تغريدتي» «أقوم بهذا العمل بسبب المذابح التي ارتكبوها، وما أشاهده من عمل هذه الحفنة القذرة كل يوم يملأني غضبا».
وتقول الصحيفة إن الحملة لملاحقة تنظيم الدولة والجماعات الجهادية بدأ العام الماضي عندما وضع المتشددون صورا لقطع رؤوس الرهائن. ويقول خبراء درسوا حضور الجهاديين على الإنترنت أن زخم زخم الحملة زاد بعد عملية «شارلي إيبدو» في باريس بداية شهر كانون الثاني / يناير. ويركز الهاكرز في جهودهم على «تويتر» والذي يستقبل 500 مليون رسالة في اليوم ويتعرض لضغوط شديدة بسبب استغلال تنظيم الدولة له. ويقول خبراء الأمن السايبري ونواب في الكونغرس أن «تويتر» لم يعمل ما يكفي لوقف استغلال الجهاديين لهذا المرسل الإعلامي. ويقدر عدد الحسابات التي يستخدمها التنظيم بما بين 70.000 – 90.000 حساب. ويقول مايكل سميث «هناك استخدام ضخم للتويتر من قبل تنظيم الدولة».
وتقول الصحيفة أن حسابين تابعين لمجموعة الهاكرز (سينترال سيك) و (غوست سيك) قررا أخذ القانون بيديهما ونشرا هذا الشهر قائمة من 9.200 حساب قالا إن تنظيم الدولة يقوم باستخدامها لنشر دعايته. ويطلق البعض على المعركة بأنها بين (أنونوماس ضد داعش). ويدعو الهاكرز المستخدمين الآخرين للتويتر الإبلاغ عن حسابات يقولون إن التويتر لا يقوم بمنعها نظرا للزحام والاستخدام الكبير. وعندما يتم وقف حساب يقوم أعضاء المجموعة بالإحتفال على طريقتهم ( # تانغو داون). ولا يعرف عدد الحسابات التي يقومون بالإبلاغ عنها، وبالطريقة بنفسها ليس واضحة فاعليتها على تنظيم الدولة وقمع حركته على التويتر.
اختراق الجيش الأمريكي
وفي رد شركة «تويتر» على سؤال من الصحيفة حول من يأخذون القانون بأيديهم قالت «نقوم بمراجعة المواد التي يتم الإبلاغ عنها والبحث إن حدث خرق لقواعد النشر المتبعة لدينا والتي تمنع التهديد بالعنف ضد الآخرين». ولكن مع زيادة التركيز على تنظيم الدولة الإسلامية فقد تم وقف 2.000 حساب كل أسبوع. ويمكن أن يزيد خاصة أن «سينترال سيك» لديه 6.247 تابعا فيما يتبع «غوست سيك» 2.039. ويقول جي أم بيرغر الذي يتعاون مع معهد «بروكينغز» وأعد دراسة حول استخدام تنظيم الدولة للتويتر إن العمل الذي يقوم به «المجهولون» ربما يترك أثرا إلا انه من الصعب تحديده.
فيما يشكك آخرون بفاعلية ما يقومون به ويؤكدون أن تنظيم الدولة لديه آلاف الأتباع على التويتر. كما أن التنظيم لم يسكت للتهديدات والمحاولات لتهديد من يحاولون تعطيل عمله.
وكانت آخر جهوده وضع «قسم الهاكرز في تنظيم الدولة الإسلامية» بوضع أسماء وصور ل100 جندي أمريكي حيث قالت إنها اخترقت الجيش الأمريكي. وتقول نانسي يوسف، من موقع «دايلي بيست» «في الحقيقة لا يحتاج تنظيم الدولة للدخول إلى مواقع الجيش الأمريكي فثلثا الجنود الذين وردت أسماؤهم على قائمة تنظيم الدولة ظهرت على مواقع وزارة الدفاع الأمريكية التي صممت للترويج وتشجيع الإنضمام للجيش». وتقول إن معظم الجنود الذين وردت اسماؤهم تحدثوا عن تجربتهم في العراق وأفغانستان. وتقول إن النقاش الدائر في داخل دوائر مكافحة الإرهاب والأمن السايبري حول قدرة ومهارة المتطرفين الإسلاميين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت الكاتبة بمجموعة أخرى اسمها «هاكرز الخلافة» التي قالت إنها اخترقت مركز القيادة المركزية الأمريكية. وتعتقد الكاتبة أن اختراق وزارة الدفاع بدا وكأنه «خبطة» إعلامية ولكنه كان نتاجا لعملية بحث جيدة على غوغل. وترى الكاتبة أن قدرة التنظيمات الإسلامية على الدخول على مواقع الجيش الأمريكي قد تدفع المسؤولين التقليل من نشر المعلومات عن الحرب.
ويقول الموقع ان كل الجنود على «قائمة القتل» التي نشرها التنظيم ظهرت أسماؤهم في مواقع حكومية أخرى في الفترة ما بين 2007 – 2015. وفي غالب الأحيان ظهر مع الأسماء وصفا لما يقوم به الجنود ووظائفهم. وعن الكيفية التي حصل فيها التنظيم على عناوينهم يقول الموقع إن هناك عددا من المواقع العامة التي تقدم معلومات كهذه.
وعن الصور يرى الموقع أن التنظيم حصل عليها من مواقع وسائل التواصل الاجتماعي. ومع اعتقاد المسؤولين العسكريين أن ما فعلته وحدة الهاكرز في التنظيم لا يعتبر خرقا لكن مجرد ذكر أسماء الجنود ومعلوماتهم الشخصية جعل الكثير من الجنود يخافون على سلامتهم. ولهذا يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) بالتحقيق في الكيفية التي حصل فيها الإختراق، وأشار مسؤولون أن بعض العناوين التي ذكرت غير صحيحة.
وقامت وزارة الدفاع/ البنتاغون بإبلاغ الجنود الذين وردت أسماؤهم في القائمة. ونقل عن مسؤول قوله «لا توجد أدلة عن تهديدات مرتبطة بالقائمة».
ملاحقة الجهاديين
وبمناسبة الحديث حول الجهاديين وتنظيم الدولة الإسلامية. نشرت مجلة «نيوريبابلك» تقريرا حول العمليات التي يقوم بها «أف بي أي» للإيقاع بمن يرى أنهم معجبون بالجهاديين. ويشير إلى جورادن نيكول فير التي التقت في آب/ أغسطس 2013 شخصا اعتقدت أنه صديق قرب أوستن في تكساس. وكان موضوع الحديث هو زوجها مايكل وولف الذي قالت إنه يرغب بالسفر إلى سوريا «وهو مستعد للموت من أجل دينه»، «وهو مستعد للموت من أجل شيء ولقضية». ولم تكن تعرف فير أنها كانت تتحدث مع عميل سري للأف بي أي. وواصلت خلال الاشهر العشرة التالية الحديث هي وزوجها مع عميلين ل»أف بي أي» دون أن يعلما وتحدثا عن خطط للسفر إلى سوريا وهو ما قاد في تموز (يوليو) 2014 لاعتقال وولف ووجهت له تهم مساعدة الإرهاب، تحديدا محاولة السفر والإنضمام لتنظيم الدولة.
ويعتبر وولف واحدا من 26 شخص فشلوا في السفر إلى سوريا حسب تقرير أعده مركز «تراينغل للإرهاب وأمن الوطن»، ومعظمهم كان يحاول الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية أو فروع القاعدة في اليمن وسوريا. وكان جيمس كلابر، مدير وكالة الأمن القومي قد قال إن هناك 180 شخصا نجح بالوصول إلى سوريا. ويعبر المسؤولون عن مخاوفهم من العنف المحلي ومن يسمون الذئاب الوحيدة ممن يشكلون تهديدا على الأمن القومي.
وقد أخبر كلابر لجنة في الكونغرس الشهر الماضي أن «العنف المتطرف النابع من الداخل يمثل تهديدا متزايدا على أمن البلاد». وعبر مدير أف بي أي، جيمس كومي عن نفس المخاوف حيث تحدث أمام لجنة أخرى في الكونغرس «إن التهديد النابع من التطرف المحلي يعتبر مصدر قلق خاص».
ويشير كاتب المقال جون نيفيل أن شبكات التلفزة عادة ما تكرر ما يقوله المسؤولون بدون تمحيص. فقد نقلت شبكة «إي بي سي» عن مسؤول لم تذكر اسمه معلقا على قضية وولف قوله إن «الشبان والشابات العائدون للتو من سوريا حيث تلقوا تدريبات على عمليات قاتلة سيعيثون فسادا في البلاد». ويرى الكاتب أن أف بي أي قد حول عملياته من فرض النظام إلى مكافحة الإرهاب. وتصل ميزانيته السنوية 3.3 مليار دولار، وعليه فحالات مثل وولف تساعده على تبرير المال الذي أنفقه. ولكن فحصا قريبا لقضية وولف وعدد آخر من الحالات تثير أسئلة حول التهديد الذي يمثله هؤلاء على أمن البلاد.
ويرى الكاتب أن «أف بي آي» يخلط بين الجهاديين المعجبين بالحركات الجهادية على وسائل التواصل الاجتماعي والتهديد الحقيقي للأمن القومي من أجل بناء حالات. ويعتمد أف بي أي على عملاء ومخبرين يدفع لهم. وتسهم تقاريرهم بمساعدة أف بي أي على تقديم نفسه كمؤسسة قادرة على منع الهجمات الإرهابية. وهي مهمة أصبحت صعبة بسبب الطريقة التي يتصرف فيها عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي والشكوك التي بذرها داخل المجتمعات. وفي حالة وولف تكشف أوراق المحاكمة أنه لم يكن متأكدا من قراره خاصة أن تأمين التذكرة والمال لشرائها كان العائق الوحيد. وهو الآن يواجه 15 عاما سجن بعد اعترافه.
ويقول الكاتب إن أف بي أي اعتمد منذ هجمات أيلول/سبتمبر 2001 على مخبرين لخلق مؤامرات. فمن بين 509 متهم بقضايا إرهاب هناك 243 كانت لهم علاقة بمخبري أف بي آي. فيما تم استهداف 158شخصا في عمليات مفبركة وذلك حسب تريفور أرونسون الذي درس مكتب التحقيقات الفدرالي وعملياته. وفي عدد من الحالات قام المخبرون التابعون للمكتب بتزوير خطط سفر من أجل اعتقال الاشخاص المستهدفين. وفي كل الحالات تم توريط الشخص بعمل غير قانوني بعد ظهور المخبر ومحاولته إقناع الأشخاص بفكرة السفر.
ويشير لاعتقال ثلاثة أشخاص من بروكلين في نيويورك الشهر الماضي حيث تم توريطهم بهذه الطريقة. ورغم انتقاد جماعات الحريات المدنية استخدام المخبرين السريين لتوريط مسلمين إلا أنه لم يتم منع أف بي آي من ممارسته. وينقل الكاتب عن نورين شاه من أمنستي أنترناشونال في الولايات المتحدة قولها «لا يمكن لأف بي آي التعامل مع الإرهاب وحالاته باعتبارها مختلفة عن بقية الحالات ويستخدم العملاء والمخبرين لتصنيع جريمة».
ويرى الكاتب أن الشرطة الأمريكية تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي كمدخل لصناعة الإتهامات. ويقوم مكتب التحقيقات بمراقبة النشاطات على وسائل التواص الاجتماعي خاصة مع براعة تنظيم الدولة الإسلامية في استخدامها.
وكما قال كومي «فقد أثبت التنظيم أنه خطير وذو كفاءة في استخدام هذه الوسيلة لنشر استراتيجيته الشائنة». ولكن أف بي آي يكون سببا في توريط أشخاص مثل مفيد الفقيه الذي اعتقل في إيلول/سبتمبر 2014 بتهمة إرسال مال لشخص في اليمن كي يساعده في السفر إلى سوريا ولمحاولته مساعدة شخصين من نيويورك السفر.
ولكن الفقيه لم يتصرف إلا بعد أن كان مخبر في أف بي أي يعمل عليه منذ عام. ففي بداية عام 2013 أبلغ مخبر كان يعمل مع الشرطة منذ عام 2000 عن تغريدات الفقيه التي يرسلها عبر التويتر. وكافأه أف بي آي بمبلغ 21.000 دولار. وليس واضحا كيف تحول الفقيه من معجب على التويتر لمجند لتنظيم الدولة. وكافأ أف بي آي مخبرا آخر بمبلغ 7.000 دولار لأنه عمل على إقناع الفقيه كي يقدم دليلا ديينا على أن استهداف الجنود العائدين من الخارج.
وفي حالة أخرى دفع أف بي آي لمخبر كي يوقع بنكولاس تيسونات الذي كتب على أنستغرام إنه يكره أمريكا ويتمنى لها الانهيار. وأخبر تيسونات أنه يريد السفر إلى سوريا لكن ليس لديه فكرة عن كيفية السفر إلى هناك. وعندما سأله المخبر عن الفصيل الذي سينضم إليه أجاب «أحب تنظيم الدولة» لكنه لم يعرف ماذا يعني الرمز «الدولة الإسلامية وكل هذا الهراء، الدولة الإسلامية للشام». وفي حالة باسط جاويد شيخ فقد ظن أنه سيسافر إلى سوريا للتزوج من ممرضة مع جبهة النصرة. لكن القاضي وجد أنه لا يستطيع المثول أمام المحكمة. ويرى الكاتب أن من كانوا سيتحولون إلى جهاديين لم يكونوا سوى جهاديين عاثري الحظ أكثر من كونهم إرهابيين.
المصدر: القدس العربي 26/3/2015م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.