بقلم: د. محمد أحمد عبدالهادي رمضان يمكن إرجاع الاهتمام الصيني بإفريقيا وبلوغ هذا الاهتمام ذروته في السنوات الأخيرة لسببين رئيسيين: - إن الصين ترى توطيد العلاقات مع إفريقيا من العوامل الرئيسية في بلوغها مرحلة القوة العظمى. - أنها تهتم بمنافسة الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية على مصادر الطاقة الإفريقية، ولا سيما البترول والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الطبيعية والمعدنية المهمة اللازمة للتنمية الصينية، ولا يمكن إغفال أهمية الأسواق الإفريقية لتسويق الإنتاج الصيني، المنافسة بقوة للإنتاج الأمريكي والغربي. وقد أصبحت السياسة الصينية تجاه إفريقيا أكثر نشاطاً في السنوات الأخيرة، وقد اعتمدت الصين في تنفيذها على عاملين أساسيين: هما تكريس رؤية الدول الإفريقية للشركات الصينية العاملة في مجالات الطاقة بوصفها أفضل وأقل مخاطرة من الشركات الغربية متعددة الجنسيات. وهناك الكثير من الدول الإفريقية التي ترى في السياسة الصينية نحو إفريقيا في مجال التنمية أنها الأفضل، وترى في النموذج الصيني في مجال التنمية الاقتصادية والسياسية مثلا تحتاج الكثير من الدول الإفريقية إلى أن تقتدي به، وخصوصاً للهروب من السياسة الأمريكية والغربية تجاه إفريقيا، والتي لها شروط ضاغطة في مجال التنمية الاقتصادية وتقديم المساعدات، مثل الإصلاح السياسي والحريات وغيرها؛ مما دفع الكثير من الدول الإفريقية إلى قبول المساعدات الصينية التي تقدم دون شروط. ويمكن أن نلخص السياسة الصينية تجاه إفريقيا في أن الصين بوصفها قوة عظيمة تختلف في الكثير من الأشياء عن الولاياتالمتحدة، وفي تفهمها لاحتياجات التنمية الاقتصادية لإفريقيا، ومن أهمها احتياج الأفارقة إلى مساند قوي ضد الغزو التجاري الغربي لإفريقيا من خلال تحرير التجارة. * اتجاه الصين نحو زيادة فاعلية الدول الإفريقية المهمشة، أو التي ليس لها دور مؤثر في المجتمع الدولي، أو الدول التي تعاني صراعات داخلية مثل السودان وزيمبابوي وليبيريا. * عدم تدخل الصين في السياسات الداخلية للدول الإفريقية، وكذلك عدم التدخل في المنظمات والتجمعات الإقليمية والإفريقية، وإن كان ذلك لا ينفي تطوير علاقاتها بالأحزاب الاشتراكية وامتداد نشاطاتها إلى برامج ومشروعات تتعلق بإيجاد وتكوين نخب تابعة لها ووضعها شروطاً لتعاونها تمس السياسات الداخلية للدول المتعاونة. * زيادة زيارات قادة الصين للدول الإفريقية للتفاهم وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية.