هذا كتاب سرقناه..!! والكتاب الذي يمكن أن يبدل مصير السودان كله نسقط عليه قبل عشر سنوات مخطوطاً.. ونقرأه ونصاب بالفزع والكتاب (نسرقه) ونسرع به الى الدكتور الطيب إبراهيم وكان وزير إعلام يومئذ نطلب طباعته ونشره.. لكن الحسابات تعيد الكتاب إلى السراديب مرة أخرى.. والكتاب الذي يستشهد صاحبه قبل عشر سنوات يتنبأ بكل ما حدث حتى الآن وما سوف يحدث بقية العام هذا حتى الاستفتاء..!! والنبوءة سببها بسيط فالشهيد موسى علي سليمان (ضابط المخابرات العبقري والمثقف العسكري) كان يتنبأ بكل شيء لأنه اتخذ منهجاً فريداً الرجل يجمع أحداث وأحاديث قرنق – ويجمع كل الذين قتلهم ويجمع كل الذين اصطحبهم من منظمات وأفراد.. ثم يقرأ ويحلل ويعلل!! ثم يجد أن قرنق يبيح دم الجنوبيين من أجل إقامة سلطان الدينكا في الجنوب لا أكثر..!! والخداع.. من جهة وبيع كل شيء لكل أحد من جهة هما الأسلوب المفضل للرجل مع الضعاف من هنا والأٌقوياء من المنظمات والدول من هناك.. ثم القتل للتفرد.. وهكذا كان قرنق هو الشيوعي أيام الشيوعية وهو من تفتح له ألمانيا الكنيسة التي انطلقت منها الحروب الصليبية باعتباره مقاتلاً صليبياً ضد الإسلام.. وهو عند الأفارقة مناضل أفريقي.. وهو عند العرب رجل يرتدي الجلباب والعمامة كما فعل في السعودية وهو عند القذافي حليفه ضد النميري.. ثم هو من يقول إنه قاتل ضد الانفصاليين ثم هو من يقاتل ضد (من يبيعون الجنوب للشمال بدعوى الوحدة) كما قال ثم هو – ثم هو.. لكن المثقفين يجدون أن قرنق.. ما بين نهب حركة التمرد من لاقو وأنانيا وحتى موته لم يقتل إلا الآخرين.. من غير الدينكا.. ثم من يبدو عليهم أدنى مظهر للزعامة التي يمكن أن تنافسه يوماً. ومن يبدي ميلاً لإيقاف الحرب التي أهلكت كل الآخرين.. من غير الدينكا.. بعد أن فشل في تدجينهم في قفص (مكتب القيادة العليا) المكتب الذى سعى لحشر القيادات الأخرى فيه. وهكذا كان قرنق يقتل وليم نون حين يوافق هذا على اتفاق بوقف الحرب ثم عضو المجلس الآخر كاربينو ثم عضو المجلس الآخر غوردون كونق ثم.. ثم.. ويوسف كوة ينجيه الموت من القتل ومشار وأكول يهربون وسلفاكير يتمرد ويعد جيوشه للقتال ضد قرنق. والشماليون لا يعرفون أسماء القادة الجنوبيين لكن المثقفين الجنوبيين يلاحظون أن قرنق كان يبيد أجيالاً ثلاثة.. وكانوا يومئذٍ ينظرون إلى الشيوخ الذين يقتلهم قرنق بالجوع – والأطفال الذين يبعثهم إلى كوبا للتدريب والشباب الذين يقاتلون في الميدان. وكلهم يقتل.. والكتاب العبقري.. الذي يصبح صرخة تحذير من الآخرة يسرد تاريخاً هائلاً لقرنق "شوكة الضريسة" الذي له ألف شوكة مسممة في كل اتجاه والذي له ألف وجه والذي.. والذي.. ليقول لكل الناس الآن إن الجنوب سوف ينفصل لأن الدينكا- وآخرين من خلفهم يريدون أن يحكم الدينكا الآخرين ثم.. ثم الأمر.. حكم الدينكا... يبدأ منذ الآن فالانتخابات الأخيرة من يعلن فائزاً فيها.. هم. غرب الاستوائية (زكريا رزق) . مرشح الحركة بينما الفائز هو استيفن موسى في حقيقة الأمر.. والبحيرات.. من يعلن فائزاً فيها هو "شول"" شاب صغير دون خبرة بينما الفائز الحقيقي هو جوزيف ملوال رئيس جبهة الإنقاذ المتمرس. وشرق الاستوائية الفائز صبي غير معروف والخاسر بونا ملوال المستقل ومئات الدوائر تمضي بذات المنهج. وحركة الدينكا تفشل في الجنوب بكامله.. والمستقلون يكتسحوا الجنوب بكامله في إشارة واضحة ضد الدينكا. لكن حكومة الدينكا تسلب ست ولايات من الولايات السبع التي فاز فيها المستقلون بمنصب الوالي وجون دور مرشح الحركة يفشل ويأتي تعبان.. مستقل و.. والانتقام يشمل حتى حلفاء الدينكا من القبائل الأخرى.. وزوجة توماس دويت سقطت لأنه حليف للحركة وبول أنور من النوير حليف الحركة.. يسقط وجاكوب دانق ونسيب سلفا.. الذي تزوج الأسبوع الماضي.. وأشهر من دعموا سلفاكير.. واني ايقا يسقط وحكومة الدينكا التي تفقد الشمال وتفقد نسبة البترول (50%). ابتداء من الأسبوع الماضي وتفقد القبائل وتفقد المستقليين. وجورج أطور يحمل السلاح منذ الجمعة الماضية وآخرين يتجهون إلى مثلها.. و.. حكومة الدينكا هذه تفقد كل شيء الآن. .. و.. وكتاب العبقري موسى على سليمان الذي يكتب قبل عشر سنوات يتنبأ تقريباً بكل هذا.. ويحذر مما بعدها.. الكتاب الذي لا يتجاوز تسعين صفحة.. وقد كتب أصلاً بالإنجليزية.. يكفي أن تقوم جهة ما بطبعة ودفعه إلى أيدي الجنوبيين.. عندها يعرف كل جنوبي ما ينتظره خصوصاً أن كل حرف فيه قد صدقته الأيام. نقلا عت صحيفة الانتباهة السودانية 3/5/2010م