هذا المقترح منطقيّ: الحل السليم للانتخابات العربية هو تدويلها . الشعوب غير مستفيدة في نهاية المطاف، وإثمها أكبر من نفعها .يلوح لي الوضع في العراق كالبالون المنفوخ، وبيد كل طرف في الانتخابات دبوس: تنتخبونني أو ينفجر الوضع . تعيدون فرز الأصوات لأفوز أو يعود الإرهاب . إذا خرجت أنا دخل البلد في متاهة الفوضى . . تهمة التزوير جاهزة سلفا . هي دائماً في مقدمة الاستعدادات الأولية الاحترازية . بطاقة حمراء في جيب كل مرشح . ففي نهاية المباراة يصبح الخاسر هو الحكَم واتحاد الكرة و"الفيفا" . أظن أن خبراء الرياضة يرون هذا التوصيف ساذجاً . لأن الأقرب إلى الحقيقة في نظرهم، إذا صدق حدسي، هو مشهد سباق الخيل، فهذه الدواب الرشيقة تؤدي أدوارها بالتمام والكمال، من دون أن تكون هي المستفيدة من النتائج . ولا علم لها بالغايات . ولكن لا ريب في أنها تُكرم بالعلف الجيّد وتحاط بالعناية والرعاية والحماية . يدعى الشعب إلى مهرجان الاقتراع، طوائف وكتلاً وأحزاباً، ويعودون إلى بيوتهم وأعمالهم، وأمام ناظرهم شرارات آمال سرعان ما تأفل وتخبو، لأن الانتخابات محكومة بمسألتين: الأولى هي إعدادات ما قبل البدء، التي تحدّد المسارات، والأخرى هي الاستعدادات لإدارة الصراع إذا لم تجر الرياح، بعد الفرز، بما لا تشتهي المدمّرات . لا أقصد أن القصة وما فيها مسرح دمى . معاذ الله . لكن، لأيّ كان أن يسأل عن علة تلك الرحلات المكوكيّة المحمومة بين العواصم القابضة على خيوط اللعبة، في الانتخابات المعنيّة . حتى الدول التي ليس لها انتخابات تضطلع بأدوار حساسة في السباق . أليس من الحكمة إذاً اختيار أقرب المسالك إلى الانتخابات السليمة الآمنة من سوء العواقب؟ التدويل هو الحل . بلد الرشيد واقع أساساً تحت الاحتلال . والمسؤولون يقرون بأن الإمبراطورية مسؤولة عن كل ما يجري، عدا الحصاد البشريّ . والجهات المموّلة معروفة جهارا، ما يجعل الشعب العراقيّ، ولا مؤاخذة، ''كومبارس'' لإظهار الديمقراطية كإنجاز احتلاليّ . الإقبال علامة الرضا . قد يرى البعض أن التدويل حماقة أو كاريكاتير . لكن، لماذا يقبل الناس ذرّ الرماد في عيونهم؟ هل رؤية ما يدور في الكواليس صعبة إلى هذا الحد؟ أم على الأبصار منظار عمير بيريتس؟ لو جرت الانتخابات في الديار المعنيّة، لأنجزت على نحو سريع ومن دون تهديد بتفجير الأوضاع . الشعب هو الخاسر في حالتي إجراء الانتخابات تحت الاحتلال، وعند اندلاع الفوضى . في لبنان، بلد المرح والدعابة، دامت الرحلات المكوكية بين العواصم القواصم، أكثر من خمسة أشهر . ولا تزال لعبة القفز على الحواجز مستمرة . وفي كل عثرة حشود من أهل الإسعافات الأولية . في العراق جوّ الحماسة مختلف: ألعب أو أحرق الملعب . المصدر: الخليج 4/5/2010