ما هذه السوريالية واللامعقول في أخبار السودان؟ تقرأ فتقطع بأن المصدر أحد اثنين، مسيلمة أو جوبلز. لكن، لا بأس إذا انصرف ذهنك إلى كتاب «المحاسن والأضداد» للجاحظ، ففي ذلك البلد الإفريقي الشقيق، لا ترى اليوم غير الأضداد، حتى أضحى الضد إيديولوجيا غريبة (...)
ما الذي يحدث في فرنسا، ولفرنسا؟ كأنما هي تشهد الإرهاصات التي سبقت الثورة الفرنسية، أو بالتعبير الكونداليزي الرّايسي: «آلام المخاض» لميلاد فرنسا الجديدة، على غرار الفوضى الخلّاقة التي تحدثت فيها عن مولد الشرق الأوسط الجديد، فإذا بالمقادير تبشّرها (...)
كم مضى من قرن على مفارقة البيضة والدجاجة؟ مسألة شغلت الفلاسفة والأدباء وعامّة الناس، ولم يستطع أحد حل لغزها. الحل الذي يريح الدماغ هو تلك العبارة الشهيرة في تراثنا: «والله أعلم»، وكان قدماؤنا يعزّزون عدم المعرفة بعبارة أظرف: «من قال لا أدري فقد (...)
لست أدري ما علة افتتان البيت الأبيض بالأرز؟ فقد كان لبوش الثاني كونداليزا رايس، والآن يقال إن سوزان رايس ستخلف هيلاري . رايس الأخيرة لا ينافسها في العداء لقضايا العرب غير ذي الشارب الأبيض جون بولتن . على المرء أن يكون موضوعياً إذا أراد اكتشاف أسرار (...)
ثمّة كتاب معروض أمام العالم كله، ولكن العرب يُعرضون عن قراءته . إنه كتاب المصير العربي . تلخيص هذا السفر جاء في المثل: “زيته فيه، منه يقليه«، كناية عن السمك الدسم، دهونه تقليه .
صفحات هذا الكتاب مليونيات . ملايين الكيلومترات المربعة، وثلاثمئة مليون (...)
إلى أين تمضي التفتيتيّة؟ ألا تحتاج هذه الخطة الجهنّمية إلى تفكير جماعي لإيجاد ردّ الفعل الجماعي المناسب؟ ببساطة: مجموع سني الاستعمار في الجزائر وتونس، قرنان وخمسة أعوام . ولكن لم يحدث للبلدين في ذلك الدهر الاستعماري ما حدث للعراق في ثماني سنوات . (...)
نبأ رائع أن تغلق مصر باب الاقتراض من البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، تلك حدود السيادة . الأخير بالذات لم يعد مشرفاً حتى أخلاقياً، بعد السقطة الشنيعة التي جعلت “دومينيك ستروس كان" في خبر كان .
الفضائح والفظائع التي ارتكبتها المؤسستان، سيئتا الصيت، (...)
الحماقة التي لا تغتفر هي أن يصدّق العربي الولايات المتحدة . كل مخططاتها باطلة، خطط ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب . والكارثة هي أن نظن أن واشنطن تريد حقاً أن يتحرر العالم العربي ويتقدم ديمقراطياً .
نعرف جيداً ماذا تعني الديمقراطية الأمريكية، هي أن (...)
لم يعد أحد يذكر السودان أو يتابع مأساة تقسيمه . حتى أهله صارت عيونهم كرقاص الساعة: تونس مصر، تونس مصر . “والليالي حبالى . . لست تدري ما تلد" .
من السهل إدراك أسباب الإعراض عما وراء الأكمة، فالعلة نفسية، ولا علاقة لها بالغفلة أو الاستهانة بالحادث (...)
هذا المقترح منطقيّ: الحل السليم للانتخابات العربية هو تدويلها . الشعوب غير مستفيدة في نهاية المطاف، وإثمها أكبر من نفعها .يلوح لي الوضع في العراق كالبالون المنفوخ، وبيد كل طرف في الانتخابات دبوس: تنتخبونني أو ينفجر الوضع . تعيدون فرز الأصوات لأفوز (...)