* لا زالت فكرة (الانتفاضة الشعبية) تسيطر علي عقل المعارضة، التي قادت في السابق حملة (أرحل) ضد حزب المؤتمر الوطني ونظامه الحاكم في الستة أشهر الماضية، إبان حراك الانتخابات الشهير .. فالمعارضة تفكر في الانتفاضة، بعد أن خسرت (أرحل). * الخسران الكبير الذي منيت به المعارضة، أنها فقدت نتيجة الانتخابات بفارق كبير بسبب (المقاطعة)، وعجزت في أن تؤثر على المواطن السوداني الذي خاض الانتخابات بنسبة لا نقول إنها كبيرة، لكنها أخرجت الانتخابات من دائرة الفشل. * حقق المؤتمر الوطني ضالته في إنجاح خطوات الانتخابات، التي راهنت المعارضة المسلحة على إفشالها بالتدخل العسكري، بل أن استعداد المعارضة وتصريحها الإعلامي بالقدرة على كسب المعركة، عاد عليها بالفشل عندما منيت أكبر قوة عسكرية منظمة بأعظم هزيمة تشهدها في الوقت الحالي، وهي معركة (قوز دنقو) الشهيرة. * بعد الفشل المتوالي الذي نجحت في تحقيقه المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، بدأت تطفو على السطح مقولات جديدة لأمنيات جديدة مفادها إن (الانتفاضة الشعبية) قادمة .. فقد أوردت صحيفة الجريدة في عددها أمس تصريحات تقول إن قوى المعارضة تخطط ل(إنتفاضة) تشارك فيها جميع مكوناتها من قوى سياسية وحركات شبابية وطلاب ونقابات، وذكرت بعض القيادات المعارضة إن هذا الترتيب الجديد يأتي امتداداً لما أجمعت عليه قوى (نداء السودان). * وذهب القيادي بحزب المؤتمر السوداني بكرى يوسف إلى أن قوى نداء السودان قررت انتهاج مسلك العمل الجماهيري مع المواطنين من داخل الأحياء السكنية لقيادة انتفاضة تؤدي إلى إسقاط النظام، وأضاف بكرى إن اجتماعاً انعقد بهذا الخصوص مع قوى الإجماع من اجل الانطلاق. * وأكد بكرى في ذات الحديث أن حزبه دشن عمله الجماهيري من خلال الحملة التي انطلقت بمخاطبة بعض المواطنين في الأسواق ومن ثم تحويلها إلى الأحياء السكنية... وفي نفس التصريحات أكد الأستاذ ساطع الحاج القيادي بالحزب الناصري إن قوى الإجماع الوطني أكدت تمسكها بالخط السياسي القاضي بإسقاط النظام بعد أن أغلقت الحكومة باب الحوار (غير المنتج) على حد وصفه. * لا أدري من أي (مشكاة) تنطلق هذه الأفكار التي لا تقوم على (ساق)؟.. ولا أدري لماذا لم تتعظ المعارضة من تجاربها السابقة التي حصدت فيها (فشلاً متعاظماً) عندما قادت حملة (المقاطعة). * نعلم أن للمواطنين (مطالب خدمية)، بلغت ذروتها في هذا الصيف .. فقد شهدت أحياء الخرطوم في الأيام القليلة الماضية (أزمات) كبيرة في هذه الخدمات ورمضان يمضي إلى خواتيمه. * وصفها البعض بأنها (مفتعلة)، بحكم التغييرات الكبيرة التي طالت طاقم الحكم الاتحادي والولائي، لكن فيما يبدو وبحسب تبريرات المسؤولين في المؤسستين المعنيتين ب(المياه والكهرباء) أن الأسباب موضوعية وتتمثل في نقص حاد في (الإمداد) سواء كان مائياً أو كهربائياً. * خروج بعض المواطنين في إحتجاجات (مطلبية)، أقرها الدستور كما صرح بذلك أحد قادة المؤتمر الوطني، ذلك لن يسمح للمعارضة إستغلالها لأغراض سياسية .. المطلوب من قيادة الدولة الاتحادية والولائية ايلاء هذا الأمر عناية كبيرة، وتوفير الخدمات المطلوبة للمواطنين بأعجل ما تسير، وقد أظلتنا أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله على بلادنا وهي ترفل في ثياب الاستقرار والرفاه. نقلاً عن صحيفة ألوان 2015/7/13م