فى الوقت الذى يتهيأ فيه الجنوب لتشكيل حكومة جديدة بعد الفوز الذى حظي به الفريق سلفاكير ومعظم مرشحي الحركة الشعبية بنيله 92.8 من أصوات الجنوبيين برزت بوادر الحرب بتمرد جديد وسط الجيش الشعبي بمقدار تأكيدات الفريق جورج أطور المنشق عن قوات الجيش الشعبي بجنوب السودان المستمرة بشأن اندلاع تمرد وسط الجيش الشعبي ، كان نفي مسئولي حكومة الجنوب لموجة التمرد على لسان مصطفي بيونق مدير عام الاعلام بحكومة الجنوب بقوله للتيار: ليس هناك أى تمرد فى الجنوب ، وأن أطور لا يقوي على ذلك لكونه لا يملك قوة تكفي لخوض التمرد .واعتبر بيونق ما يدور فى الصحف و الوكالات شائعات يطلقها اطور ومرشحون فقدوا مناصبهم فى الجيش الشعبي للحيلولة دون اكمال اجراءات الانتخابات ،و أقحم بيونق الشمال فى الصراع الجنوبي الجنوبي بقوله: هناك جهات فى الشمال تسعي لزعزعة أمن واستقرار الجنوب . الا انه اقر بجهود التسوية بالتفاوض مع أطور. ويبدوان الصراع الجنوبي مليئاتً بالغموض حول ماهية الوضع فى أوساط الجيش الشعبي ما بين السخط على نتيجة الانتخابات والتمرد وسط جيش الحركة ، بتأكيد المتحدث الرسمي بالإنابة للجيش الشعبي لجنوب السودان مالاك أوين على وقوع الأحداث فى الآونة الاخيرة بقوله: القائد العسكري جوزيف أطور رفض نتائج الانتخابات التى هزم فيها و قاد سرية من أربعين رجلاً و قام بأعمال تخريبية ،وأضاف ان هنالك حواراً جارياً بين حكومة الجنوب و أطور و انا لجيش الشعبي اذا أمر بالقبض على اطور سينفذ ذلك واعتبر التسوية بينه وحكومة الجنوب شأن يخصها و ليس الجيش ، وأن أطور يتخوف من محاكمته بسبب قتله ثمانية من جنود الجيش الشعبي .واعتبر أوين ان المهددات الامنية فى الجنوب ليست منفصلة عن بعضها و أنها جزء من مخطط كبير – دون أن يحد الجهة التى تقف وراء ذلك بقوله:هذه العمليات فى الجنوب بدأت في وقت واحد و تستهدف الجيش الشعبي . بينما توالت تداعيات مواجهات الفريق اطور مع الجيش الشعبي و الى حين كتابه التقرير حيث لم تتوقف المعلومات حول تلك المواجهات ، حيث راح ضحيتها 53 قتيلاً منذ اندلاعها فى فترة ليست بيعيدة ،واستعصم فى غابة الفيل معقل تمرده اطور ،حيث توالت محادثاته الهاتفية مع التيار و قال: ان هناك المئات من ضباط الجيش الشعبي انضموا اليه ،مؤكدين مساندتهم له . بل ذهب الى أبعد من ذلك وقال انه اجتاح بعض المدن الرئيسية فى الجنوب ، و قطع الفريق بحسم أمر قوات الحركة الشعبية و تجريعها طعم الهزيمة فى فترة شهرين ،و الفريق جورج اطور شغل مصب نائب رئيس هئية الاركان فى الجيش الشعبي لشئون العلميات حتى فترة ما قبل الانتخابات الاخيرة، وقاد مؤخراً تمرداً داخل الجيش الشعبي ،إثر فشله فى نيل منصب حاكم ولاية جونقلي فى شهر ابريل المنصرم ، وقال اطور فى حدثيه للصحف قبل فترة انه تحدث الى سلفاكير مباشرة بشأن مسألة الانتخابات وعن واقعه ،وانه ترشح مستقلاً عندما ر فضت حكومة الجنوب ترشيحه و رشحت بدلاً عنه شخصا ًآخر . واكدت مصادر مقربة من اطور انضمام 6الف جندي من الجيش الشعبي لأطور ،مشيرة الى القبول الكبير الذى لاقته حركة اطور وسط الجيش الشعبي نسبة لسياسات العقيمة التى يتبعها سلفا كير ومن حوله تجاههم على حد تعبيره . و اكدت مصادر اخري عليمة بولاية جونقلي للتيار ان تصريحاته الاخيرة تأتي فى عقاب تصعيد الحركة الشعبية لحملة لمواجهة اطور عسكرياً ، وقالت ذات المصادر ان القيادة العسكرية بجوبا قررت تجريد كل قياداتها العسكرية والسياسية من اجهزة الاتصالات الخلوية التى تعمل عبر الاقمار الصناعية(الثريا) للحيلولة دون انضمامها لأطور و عزله عن تلقي أي معلومات . وتفيد الأنباء الواردة من جوبا و ولاية جونقلي انضمام اعداد كبيرة من جيش الحركة الشعبية للفريق اطور فى خطوة وصفها المراقبين بالأخطر منذ السنوات الخمس الماضية على حكم الحركة الشعبية لجنوب السودان ؛ واضافت ان اطور رفض كافة الجهود الساعية لمحاروته غير انه عاد واشترط فى ذلك ان أرادت الحركة الشعبية مفاوضته، أن يكون على رئاسة وفد التفاوض من لا يقل العسكرية عن فريق أول على انه يحمل رتبة الفريق فى الجيش الشعبي ،وكانت معارك صغيرة وقعت بين اطور و ومعاونيها أمس الاول ،وقالا طور متحدثاًُ الى وكالات من جونقلي : جاءت قوات سلفاكير لمهاجمتنا فى كوليت أمس الاول ..لقد خسر العدو خسائر كبيرة وعثرنا الآن على 50 جثة .. ولدينا 3 قتلي .و اضاف الجنرال مارك القائد بجيش جنوب السودان (ان القوات الحكومية اشتبكت مع جنود موالين لأطور يوم الجمعة مما خلف 51 قتيلاً وأهدرت الآمال فى التفاوض من اجل انهاء تمرده الصغير ؛ عندما شاركت بعض قواته فى قتال بقاعدة عسكرية لجيش جنوب السودان فى 30 ابريل سقط خلالها 8 قتلي ) واضاف : لا اعتقد اننا يمكن ان نتحدث اليه ثانية.. لقد قررنا ألا تكون هناك أي مفاوضات بعد ذلك. و رغم تضارب المعلومات حل تمرد نائب رئيس هئية الاركان السابق وقواته التى ما بين صغيرة وكبيرة و ما بين تهديده ان كان بقواته فعلاً او الشائعات التى يطلقها او اعداد القتلي و الخسائر إثر معاركه مع الجيش الشعبي ، فان تمرد أطور يثير نوعاً من القلق حيال السلام فى الجنوب . نقلاً عن التيار 11/5/2010