(أ) عدة حوارات مطروحة (وطني ومجتمعي) تسير بخطوات لا يفهمها إلا أهل الحوار (الحكومة والمعارضة) فالحوار في معناه الصحيح لا يقدم ولا يحقق أهدافه التي قام من أجلها إلا إذا كان هنالك احترام متبادل بين أطراف الحوار واحترام وجهات النظر بينهم و... فالحوار الذي يدل علي التسامح والتواد والاحترام بل احترام حرية الآخرين واحترام الرأي الآخر و.... (ب) لم تتحقق تلك السمات إن لم يكن هنالك عامل مشترك وهو حضور النية الصادقة من الطرفين وحب الوطني وإبعاد حب الذات والمناصب الحزبية الضيقة حتي يحقق الحوار ثمرته وبأتي بجديد علي السودان وإلا سنكون في تلك النقطة التي انطلقنا منها لذا لابد من الدخول في الحوار بصدق النوايا وإخلاص العمل وتطهير النفوس من المرارات والرغبة في الانتقام عن التكتلات السياسية، فالروح الوطنية إن لم تكن حاضرة في قاعة الحوار سيظل الحال هو الحال فإن كان لنا ثمة نصيحة لفرقاء السياسة أن يخلصوا النية إلي الله وتذكروا أن الوطن أولاً وأخراً و... (ج) نعلم يقيناً أن بعض أسباب الفجور والخصومة بين الأطراف المتصارعة هي تلك المرارات السياسية لذلك ظلت وستظل جرثومة الفشل لأي حوار سياسي يطرح إن لم نكن نجعل الوطن وهو المعالي والمبادئ والقيم فدعونا نقتدي بأحدي مواقف سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما كان يقاتل في أحد فرسان الجاهلية في معركة حامية الوطيس فلما اشتدت المبارزة اسقط علي سيف الكافر فوضع السيف علي رقبته ليقتله فبثق الكافر علي فرفع السيف عنه ثم تركه فتعجب الحاضرون فسألوا علي لماذا تركته فدق مكنك الله منه فقال كنت أقاتله في سبيل الله وأردت قتله في سبيل الله ولما بصق علي خفت أن أقتله انتقاماً لنفسي فلنبعد الخصاصات الشخصية الضيقة بعيداً وأن نجعل الوطن والشعب هو الغاية من الحوار. (د) من هنا نرسل رسالتنا إلي جميع فرقاء السياسة وهو يتأهلون إلي احدي مراحل الحوار الوطني وترتيب البيت السوداني الذي تعقد عليه آمال السودانيين (كل السودانيين) فلنجعل منه ترسيخاً للتسامح وردم الخصومة السياسية الهدامة و... (ه) وعلي حب الوطني نلتقي . نقلا عن صحيفة الأهرام 13/9/2015م