منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدى وأحمد منصور والإسلام (الإسلاموى)!
نشر في الراكوبة يوم 27 - 06 - 2014

هذا المقال كان مخصصا برمته للتعليق عن الحوارالذى دار بين السيد/ الصادق المهدى ومقدم البرامج فى قناة الجزيره (الأخوانى) الدى يحاور جلسائه (كوكيل نيابة) أحمد منصور، لكن وبالمصادفه وحدها واثناء مراجعتى لمواضيع تخصنى فى مواقع "التواصل الأجتماعى" وجدت مقالا قديما للأخ/ أبو بكر محمد آدم ، تحدث فيه – بحسب حدود علمه ومعرفته وثقافته - عمن وصفهم بأنهم دعاة (الإسلام الليبرالى) ذاكرا شخصى الضعيف بالإسم من بين اؤلئك، لكنه كعادة - (الإسلامويين) - ومهما حاولوا التزام الموضوعيه والمصداقية، لم يكن أمينا فى طرحه وفيما ذكره حيث قال فى احدى جوانب مقاله " انهم لا يعلمون بأن الدين الإسلامى منهج حياة وانهم يريدون ابعاد الدين عن المجتمع".
فحديثه ذاك وما تبعه لم يكن حقا وفيه كثير من التدليس والتضليل نعذره ونعتبره عدم (فهم)، فعلى الأقل من الجانب الذى يخصنى فأننى انادى بأحياء (أصل) الإسلام وأصول (القرآن) كما دعا الأستاذ/ الشهيد محمود محمد طه، وذلك يتمثل فى (معظم) الآيات (المكيه) التى تدعو للتسامح والمساواة بين الناس على مختلف معتقداتهم وتحقيق العداله وبسط الحريات وافشاء قيم الديمقراطيه وذلك موجود فى القرآن الذى انزله الله مثل الايه التى تقول (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وآية الديمقراطيه التى تقول (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر).
ومن لا يقبل بذلك فهو لا يفهم حتمية (التطور) وضروراته فى كل شئ، ولا يفهم بأن من لا يتطور ويستجيب لمتغيرات الحياة هو الناقص لا (الكامل) كما يظن كثير من دعاة الإسلام (الإسلاموى) فحتى خالق الخلق ورب العزة قال عن نفسه وعن التطور (كل يوم هو فى شأن).
ومن لا يؤمن (بالتطور) هو الذى يسئ فى الحقيقه للدين الإسلامى ويجعله (معزولا) وغير قابل للأيمان به وأتهامه بالدعوه والتحريض على العنف والقتل والأبادة والتمييز الدينى والجنسى وسوء معاملة الأسرى والمخالفين فى الرأى ويجعل من كتاب القرآن وكأنه كتاب (تاريخ) لا قيمة للآيات التى نزلت فى بداياته داعية للحريه والديمقراطيه وأحترام ثقافة التنوع.
وعلى أحسن الأحوال، فمن لا يؤمن بحتمية (التطور) من معتقنى الإسلام (الإسلاموى) – وما أكثرهم - يجد نفسه مضطر للتهرب من المعانى الواضحه الجليه فى القرآن الى معان (مبهمه) ومختلقه، مثلا، مقصد ومعنى الآيه التى تقول (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم).
المعتدلون من دعاة تطبيق (شريعة القرن) السابع أى معتنقى الإسلام (الإسلاموى) ، يقولون ان تلك الايه تطبق وقت (الحرب) !! فكيف نجد خلال الحرب شخص (غير مسلم) يمشى فى الطرقات على راحته، حتى يقعد له (المسلمون) فى نواصىيها ويضطرونه الى السير فى اضيقها وجنب الحائط؟
وآية أخرى تقول (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاَخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
والمعنى واضح ولا يحتاج فهمه الى عناء كثير ولا الى مراوغه ولف أو دوران ، فمن هم الدين لا يدينون بدين الحق عند معتنقى الإسلام (الإسلاموى) .. اليس هم كل من لا يدين بالأسلام؟
لماذا الرجوع الى تفسيرات قديمه والى ايحاءات وتبريرات وادا كانوا يشعرون (بالحرج) لمادا لا يبحثون عن حل لهم من دينهم وقرآنهم .. دعونا نضحك من اسلوب وطريقة احدهم فى (المراوغه).. حاول الأرهابى (حازم صلاح ابو اسماعيل) أن يتلطف مع المسيحيين وأن يستهبلهم ويستغفلهم فقال انه يطالب بفرض (الجزيه) على (المسيحيين) فى مصر ، بالطبع دون أن يتعرض الى أن تؤخذ منهم وهم (صاغرون) اذلاء ، حقراء، كما قالت الآيه واستبدل ذلك بنفاق وكذب وعدم امانه حيث قال توخذ منهم تلك (الجزيه) لكى يعفوا من دخول (الجيش) وهو اصلا غير راغب فى وجود جيش مصرى فيه (مسيحى) على الرغم من أن (مخترع) فكرة استخدام (خراطيش) المياه التى هدت (خط بارليف) الترابى فى حرب أكتوبر 1973 كان عقيدا (مسيحيا) فى الجيش المصرى!
هم فى الحقيقه يريدون جيشا مثل كتائب ومليشيات (الدفاع الشعبى) و(حميدتى)!
لذلك لايتوفر فى (منهج) اسلام (الإسلاموييين) جميعهم بمن فيهم السيد / الصادق المهدى مهما حاول أن يكون معتدلا ووسطيا، أعتراف حقيقى بالديمقراطيه أو بدولة (المواطنه)، طالما (يتمسكون) بشريعة القرن السابع على تفاوت بينهم، لكنهم جميعا لن يستطيعوا ان يقولوا فى شجاعه ان (الشورى) مبدأ لا يناسب انسانية هذا العصر لأنه منهج (حكم) ديكتاتورى وشمولى وأحادى، لا يجوز أن يتمتع به الارسول ونبى مرسل من الله وياتيه الوحى من وقت لآخر لكى يصححه ويراجعه فيما صدر منه من احكام وتشريعات. وسوف يواصلوا تضليل البسطاء وعدم توضيح المعنى الحقيقى (للشورى) الدى لا يمكن أن يقول عاقل بأنه أفضل من (الديمقراطيه) ادا طبقت على نحو سليم، وسوف يبررون عجزهم بأن (الشورى) حكم يرتضيه الله وكأن (الديمقراطيه) لم يرتضيها الله ولم تنزل فيها ىيه واضحه دكرناها فى أكثر من مرة وتقول ( فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر).
وللمنفعة العامه فآية الشورى واضحه ومعناها لا يحتاج الى توضيح كثير أو الى شهادة (عالميه) من الأزهر لكى تفسرها وهى التى تقول (فشاورهم فى الأمر فادا عزمت فتوكل).
يعنى الحاكم (الأسلاموى) بمقتضى آية الشورى، عليه أن يشاور (مستشاريه) وهم كما يعرفهم (علماء) الشريعه فى كآفة المذاهب بأنهم (أهل الحل والعقد) لكنه غير ملزم بالعمل وفق رؤيتهم بل من حقه اذا (عزم) على أمر أن يتوكل وينفذه مهما كانت التبعات والعواقب ومهما حدث من اخطاء جسيمه قد تؤدى الى اشتعال حرب أو الى انفصال (بلد) الى جزئين.
بالطبع لا تستطيع جهة أو يستطيع أحد أن يفكر فى عزل ذلك (الحاكم) نصف (الاله) دعك من محاكمته، اذا كانت تلك الجهة مجلس شعب أو كيان معارض، لأن (الحاكم) فى منهج اسلام (الأسلاموىين) ابدى ومن يفكر فى عزله يعد من (الخوارج) وآثما .. أما المظاهرات التى تخرج وتنادى بأسقاطه تعامل وفق الايه (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
وعلى ضوء هذا الفهم (الأسلاموى) اعدم ضباط حركة ابريل ال 28 خلال ساعات معدوده فى نهار شهر رمضان، وقتل فى مظاهرات الخرطوم فى سبتمبر من العام الماضى أكثر من 200 شاب بدم بارد، دون الحاجه لتكرار الحديث عن الملايين الذين ابيدوا فى حرب الجنوب ومئات الآلآف فى دارفور ولا زال مسلسل القتل والأبادة مستمر حتى اليوم فى جبال النوبه والنيل الأزرق وفى كل مكان يرفع فيه سودانى صوته بالأحتجاج على نظام (الخلفاء الراشدين) فى الخرطوم!
مشكلة (الأسلامويين) الأساسيه انهم يظنون فى (جهالة) بأن ما ورد من قرآن يتحدث عن (الشريعه) من الله، وأن قرآن (الأصول) والحريه والديمقراطيه ليس من الله أو هو (منسوخ) ابطلته (الشريعه) لكنهم يرجعون الى ذلك (المنسوخ) مثلما يفعل الصادثق المهدى ودعاة (الوسطيه) والأعتدال (شكلا) كلما ارادوا أن يؤكدوا المعانى التى يحتويها ذلك القرآن لكى يخدعوا المجتمع الدولى والمنظمات الحقوقيه بتسامح (الأسلام) وأعترافه بالآخر وفى ذات الوقت - العارف منهم وغير العارف - لا يجرؤن بالحديث عن عدم صلاحية (شريعة) القرن السابع التى يعتبرها (الأسلامويون) كآفة منهجا لهم على اختلاف رؤاهم فى ممارسة (العنف) والقتل وتكفير الآخرين بل أنهم ومن أجل (الأمانة) العلميه وحدها لا يعترفون بأن هذا (المنهج) الدى يؤمنون به ويريدون ان يطبقونه فى حكم (العالم) كله، يدعو للعنف ولأكراه الآخر على الدخول فى الاسلام أو أن يجاهد وأن من يخرج من الأسلام بعد الدخول فيه يقتل، ولولا ذلك فلماذا تم من الأساس ايقاف (مريم) أو (ابرار) ومحاكمتها (بالردة) الدى لم يلغ الا بعد الخوف من تدخل الدول الكبرى؟ الم تكن لمن استوقفوها وحاكموها (مرجعيه) تؤيدهم وتساندهم فيما قاموا به؟
للأسف فى سلوك معتنفى اسلام (الأسلامويين) تناقض غريب ومريب يتعداهم بجهلهم ويجعلهم بدون وعى منهم يطعنون فى (القرآن) ويتهمونه بالتناقض على غير الحقيقه، فالقرآن لأنه صادر من ذات الهيه واعيه ومدركه لنفسيات خلقها وقدراتهم وتطورهم، فهى تشرع لهم بحسب طاقتهم وأحتياجاتهم وتدخر لهم ما يناسبهم فى المستقبل ولذلك نزلت آيات (الاصول) اولا لأنها مراد الله لخلقه فى الماضى والحاضر والمستقبل وحينما ثبت بالبيان (العملى) عدم قدرتهم واستعدادهم لها فى تلك الفتره والأسلام لا زال عليهم حديثا ، شرعت لهم التشريعات المناسبه لوقتهم ولحاجتهم، حيث لا يمكن أن يظن عاقل بأن الآيات التى تدعو للحرب وللقتال وللجهاد (يالسيف) هى الأصليه فى وقت اصبح فيه (الأعلام) فى العصر الحديث يقوم بدور أهم من السيف والقتال وتطرح من خلاله الأفكار والقيم الدينيه المختلفه للحوار، وكل يعتنق ما أستقر فى عقله وقلبه ولولا ذلك لما اسلم كثير من اللادينيين وعتاة (المسيحيين) مثل المفكر الفرنسى (جارودى) على سبيل المثال، الذى لو عرض عليه الأسلام بالسيف لما اعتنقه.
الشاهد فى الأمر أننا لسنا من دعاة ابعاد الدين عن (المجتمع) كما افترى الأخ (ابو بكر محمد آدم) على العكس من ذلك تماما نحن ندعو ونتمنى أن نرى المجتمعات كلها متدينه ومؤمنه تستعين بتعاليم الأديان - أى كانت - فى ترقية النفوس والأخلاق وفى افشاء قيم الحق والتسامح لكننا ضد اقحام (الدين) فى (السياسه)، فطالما كان المزارع فى حاجه لعلم أو معرفه بالزراعه وطالما الشاعر فى حاجه لمعرفه بمبادئ اللغه وبضوابط الشعر وطالما كان الطبيب فى حاجه لمعرفه علميه وخبره عمليه بالطب قبل أن يباشر عمله، فكذلك السياسه لها أهلها الذين يتمتعون بالعلم وبالثقافه العامه العاليه وبالقدرة على التحليل والتشخيص اضافة الى قدرتهم فى طرح برامج تحل مشاكل مجتمعاتهم دون قداسه فى كآفة مجالات الحياة، سياسيه وأجتماعيه وأقتصاديه ورياضيه، اضافة الى تمتعهم بموهبه الخطابه والأقناع، بالطبع هذا لا يمنع أن يكون السياسى (متدينا) وعلى قدر من النزاهة والأمانة والخلق، لكن (الأسلامويون) وبحسب منهجهم (الجهادى) وعلى أفضل الأحوال فأنهم يضعون حلولا للأنسان فى (آخرته) لا دنياه - بحسب فهمهم ورؤيتهم - القاصرةالتى ربما لا تقدم له حلولا فى الدنيا أو الآخره، حيث تشاهده مغررهم البسيط، (متعفن) الثياب كريه الرائحه كث (اللحيه)، مضطرب الأعصاب ، متوتر، ضيق الخلق ومستعد لتفجير نفسه لقتل الآخرين، ثم بعد كل ذلك يكون مصيره (النار) فهو (منتحر) كما نرى من الذين يقنعونهم بتنفيذ تلك العمليات (الأنتحاريه) التى يسمونها (جهادا)، والتى تقضى على المسلم وعلى غير المسلم رغم ان دمه (حرام) وعند الخالق هدم الكعبه اهون من استباحته، بالطبع هذا فى الفهم المأخوذ من (أصول) القرآن لا من (فروعه) أو من شريعة (القرن السابع) التى تحرض على الموت وعلى القتل وعلى عكس ما يقول الفكر (الصوفى) : (الحياة فى سبيل اله خير من الموت فى سبيل الله).
وهنا لا بد من أن أذكر من باب الآمانه بأن منهج الأستاذ (محمود) لا يدعو الى فصل الدين عن الدوله أو ابعاده عن السياسه لكنه يقدم حلولا لهذه المسأله تتسق مع فكره وعلمه وقناعاته وبصورة أكثر تطورا مما يرى جميع (الأسلاميون) فى اى مكان فى الدنيا.
لكنى بحسب فهمى القاصر والمتواضع أرى بضرورة فصل الدين عن السياسه وعن مؤسسات الدوله لا أن يفصل عن (المجتمع) أو أن تمنع ممارسة شعائره من صلاة وصوم وزكاة وحج وأن يستفاد من ضوابطه فى تنظيم قضايا الزواج والطلاق والموت، فهذه كلها ممارسات (مجتمعيه) للدين فيها دور هام، قد يختلف من موقع لآخر، كأن يكون للبيت دور أكبر فى تعليم مبادئ (الدين) التى تقوم على اصول (القرآن) وعلى افشاء ثقافة المحبه والتراحم ورفض العنف، اما تدخل (الدين) فى (السياسة) وفى ادارة شوؤن الحكم، فذلك أمر يتقاطع ويصطدم بحاجة المجتمعات فى العصر الحديث للحريه والديمقراطيه والعداله الأجتماعيه وسوف يفرز فى افضل الأحوال نموذجا للحكم كما نرى الآن فى السودان ومنذ 25 سنه وكما تابعنا فى مصر خلال سنة واحده من حكم (الأخوان) وديكتاتوريتهم وغطرستهم وعدم احترامهم للمؤسسات حتى خلصهم الله بثورة شعب وأنحياز جيش وطنى وقائده الى مصلحة وطنهم وشعبهم، وكما نتابع فى ليبيا والعراق هذه الأيام ومن قبل فى أفغانستان على يد جماعة (طالبان) وكما تريد أن تفعل جماعة (بوكو حرام) فى نيجريا وكاذب من يدعى انه سوف يختلف كثيرا عن منهج هؤلاء طالما كانت قناعته متمثله فى اقحام الدين فى ادارة الدوله وفى اتخاذ شريعة (القرن السابع) دستورا، لا نستثنى من ذلك حركة (النهضه) فى تونس التى تشترى (الوقت) أو ما يتحدث عنه السيد/ الصادق المهدى من اعتدال، فيكفيه عدم موضوعيه انه يقسم الناس فى العالم (العربى) الى (اسلاميين) و(علمانيين) وكأن العلمانيون لا يوجد من بينهم مسلمين، فى حقيقة الأمر هم أكثر تمسكا بالقيم الأسلاميه من حيث الأمانة والنزاهة من (الأسلامويين)، وكأن (العلمانيه) دين يقارن بالأسلام، لا وسيلة حكم تحقق الحريه والعداله والمساواة واحترام القانون وتعلى من قيمة (العلم)، ويتهنأ بالحياة فى الدول التى تلتزم بها كثير من عتاة (الأسلامويين) والمتطرفين.
وهنا لابد من طرح سؤال هام.. بربكم هل افضل اقتصاديا نظام (الزكاة) فى شريعة القرن السابع الذى يعتمد على نصاب قدره ربع العشر بعد أن يحول الحول أم النظام الأقتصادى الذى يطبق فى الدول الأسكندنافيه والعديد من دول اوربا المتقدمه والذى يجعل الضرائب (تصاعديه) بحسب دخل الفرد، واذا كان هدا النظام (العلمانى) فى تحصيل الضرائب يرفضه (الأسلامويون) ويرضيهم ذلك النظام الذى يشبع رغباتهم الأنانيه فى جمع المال وكنزه، فلماذا يذهبون مضطرين أو غير مضطرين للعيش فى دول الغرب مستمتعين بما يقدم لهم من مساعدات ماليه وأجتماعيه مأخوذه من دافع ضرائب (كافر) هو مواطن تلك الدول، لماذا يأكلون (الحرام) الذى لا يقوم على زكاة المقادير المقرره فى شريعة (القرن السابع) ؟ ولماذا بعد أن يطيب لهم المقام فى (لندن) لا فى أى بقعة (أسلاميه) وبعد أن يتعلموا ويجيدوا الأنجليزيه ويتعرفوا على (السستم) يرضون بالحصول على مرتبات (معطونه) فى وحل (الربا)؟
وبالعودة لحوار السيد الصادق المهدى مع (الأخوانى) أحمد منصور الذى كانت نتيجته (صفر) كبير .. اقول ، لا أدرى كيف فات على الصادق المهدى وهو سياسى قديم أن يرفض (أستغلال) أحمد منصور لذلك الحوار فى الأساءة الى ثورة شعب خرج بأكثر من 30 مليون وأنحاز لهم جيشهم (الوطنى) لأزالة (الأخوان) المسلمين كما فعلوا من قبل فى ازالة (مبارك) بدءا من يوم 25 يناير؟
لماذا لم يكن السيد /الصادق المهدى قويا وحاسما فى طرح وجهة نظره حول ثورة 30 يونيو المصريه التى لا تشبه انقلاب 30 يونيو 1989 فى السودان ولماذا لم يعاتب أحمد منصور وكآفة (الأسلامويين) فى موقفهم الداعم لعمر البشير وحتى اليوم؟ الأجابه لأنه لا فرق بين أحمد وحاج أحمد مثلما لا يوجد فرق منهجى (حقيقى) بين حسن الترابى والصادق المهدى.
لماذا لم يكذب السيد / الصادق المهدى ، أحمد منصور حينما أدعى بأن عدد القتلى فى اعتصامى (رابعه) و(النهضه) الأرهابيين، أكثر من 6 الف انسان مع ان القتلى لما يتجاوزوا 600 شخص من بينهم ضباط وجنود شرطه، ولماذا لم يوضح له ان الذين استجابوا للنداءات كما شاهدنا على القنوات الفضائيه خرجوا سالمين وواضعين اياديهم فوق روؤسهم وشاهدهم العالم كله، هم للأسف من اتجهوا بعد ذلك لقتل عدد من ضباط وجنود الشرطه وعلى نحو بشع كحادثة (كرداسة) على سبيل المثال.
يمكن أن يقال الكثير عن (اكاذيب) أحمد منصور الذى اصبح (سياسيا) أكثر منه (أعلامى).
لكن بصورة مطلقه هل يعترف (منهج) المسلمون (الأسلامويون) بالديمقراطيه وحقوق الأنسان وبالمساواة بين الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين رجالا ونساء ؟
اذا اجابوا (بنعم) فهم كاذبون والكذب اسوا صفه يمكن أن يوصف بها مسلم، فقد جاء فى الحديث (( قد يزنى المسلم وقد يسرق لكنه لا يكذب)).
وللحديث بقية.
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.