للسيد الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة سفر شهير عنوان له بأحاديث الغربة, هذا العنوان يناسب أيضا التصريحات التي نقلتها عنه صحيفة الشرق الأوسط أمس الأول بشأن الانتخابات. كان حديث المهدي غريبا وهو يقول إن انتخابات حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات المقررة المقبلة يعني انفصال جنوب السودان عدائيا وسينقل الروح المعادية في مواجهات مع الحركة الشعبية الي المستقبل وستشهد الأحوال في دارفور مزيدا من التدهور وسيحدث استقطاب في القوي السياسية لأن نهج الوطني إقصائي. تصريحات المهدي في هذا الصدد تتجاوز من كونها قراءة سياسيين وتوقعات قياديين إلي تحريض مبطن لأهل الجنوب ليعاقبوا المؤتمر الوطني بالانفصال إذا فاز في الانتخابات. ما ذنب المؤتمر الوطني إذا توجه الناخبون في الانتخابات الرئاسية والتشريعية كحزب فائز حتي يعاقبه الجنوبيين بالانفصال؟ إذا كان رأي المهدي أن الجنوبيين سيصوتوا لصالح الانفصال جزاء علي فعله الوطني في الماضي فعلي الجنوبيين أن يتذكروا أن المؤتمر الوطني هو الذي قدم لهم علي طبق من ذهب وعن رضا نفس خيار تقرير المصير الذي قاتلوا لأجله عشرات السنين, وإذا كان التخوف مبنيا علي ما سيفعله الوطني في المستقبل؟ فانه من الظلم – الذي يجب إلا يرضاه المهدي- الحكم علي شئ لم يفعله حتي ولو كان ينتويه. الجنوب انفصل نظريا من وجهة نظر الصادق المهدي منذ أكثر من سبع سنوات, هذا ما قاله في احتفال شهير بدار حزب الأمة في ذلك التاريخ, المهدي أشار إلي مستمعيه بأن الجدل حول الوحدة والانفصال يجب أن يستصحب حقيقة أن الجنوب بعد الانفصال. فماذا يريد الصادق أن يحمل الوطني تبعة خيار الجنوبيين وقرارهم الذي سيختارونه بمحض إرادتهم. علي الجنوبيين أن يأخذوا الحكمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أن يتوجهوا صوب صندوق الاقتراع ليقولوا كلمتهم حول جغرافية السودان ومستقبله. إن الناخب الجنوبي ليس أشد عداء للمؤتمر الوطني من الصقور الذين يصنعون سياسات الولاياتالمتحدة تجاه السودان داخل المؤسسات الإستراتيجية والبحثية في الكونغرس والبنتاغون, ولكن هذا العداء الأمريكي لم يمنع السيد وايت هيد القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم من أن يعلن صراحة أن سياسية بلاده الخارجية تريد سودانا موحدا وليس مجزء ولكن ما لم يقله السيد وايت هيد هو أن الولاياتالمتحدة لا ترغب في انفصال الجنوب لأنه يحمل كل جينات الدولة الفاشلة. حديث الصادق المهدي يشبه ما قاله سلفاكير في كل شئ , الفرق الوحيد هو أن المهدي لم يك داخل الكنيسة. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 15/11/2009م