قال السفير النيجيري، سليمان داهيرو، بمجلة «الديلي ترست» النيجيرية: إن السودان قد أنشأ ثقافة ديمقراطية جديدة بالقارة السمراء، وإن استطلاعات الرأي المحلية والعالمية تشهد بذلك، والعالم يمكن أن يقيم الانتخابات بشكل أفضل، لو أخضعها للمعايير الخاصة بالسودان، وأضاف: يمكن لنيجيريا أن تتعلّم قيام انتخابات حرة ونزيهة من التجربة السودانية. وكان ، سليمان داهيرو، والذي عمل سفيراً لنيجيريا بالسودان، في الفترة من العام 2005- 2007م، أحد أعضاء بعثة الاتحاد الإفريقي لمراقبة الانتخابات، التي أجريت بالبلاد مؤخراً، قد عمل مراقباً في معظم مراكز الاقتراع بالبلاد، قد أبان للمجلة أن هناك العديد من الأحزاب السياسية السودانيةقد قاطعت الانتخابات لأنها تشعر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد خطط لتزوير الانتخابات، وعليه فقد رفضت المشاركة في الانتخابات حتى لا تضفى الشرعية عليها، وهذه وجهة نظرها فقط، وليست بالضرورة الحقيقة. وفي رده حول الانتخابات بمدينة جوبا، قال السفير: قمت بزيارة العديد من مراكز الاقتراع، ولم أر عمليات إرهاب ضد المواطنين، كما قمت بزيارة وكلاء الأحزاب السياسية وقوات الشرطة، والتي لم تكن تحمل معها أية أسلحة، بل كانوا يجلسون بهدوء، ويراقبون ما يجري، والمشكلة الوحيدة أن بعض الناخين لم يجدوا أسماءهم ضمن قوائم التسجيل، وتّم توجيههم إلى مراكز أخرى، وفي رأيي فإن الانتخابات كانت حرة ونزيهة؛ لأنه لم يكن بها عمليات تخويف. ونفى السفير أن تكون الانتخابات وسيلة لإضفاء الشرعية على حكومة الرئيس السوداني، عمر حسن أحمد البشير، مبيناً أنها جزء من تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل، الموقعة في كينيا عام 2005م، وأن الاتفاقية نصت على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتشريعية بالبلاد. وأضاف السفير، وبغض النظر عن التقارير التي قدحت في الانتخابات السودانية، فإنني أودّ القول: إن الغرب كثيراً ما يحكم دول العالم الثالث بمعاييره ، غير أنه من الخطأ أن تقارن دول العالم الثالث، والتي تعاني نسباً مرتفعة من الفقر والأمية، بالدول الغربية. وفي حال كانت هناك مخالفات فهي من وجهة نظري ليست كافية لتشكّك في نزاهة الانتخابات، نعم لقد لاحظت بعض المخالفات البسيطة بمراكز الاقتراع، ولكنها لا ترقى أبداً إلى مستوى المخالفات التي تهدد شرعية الانتخابات. وأبان السفير أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت جيدة، وأن أكثر من 60% من الناخبين المسجلين قد شاركوا في التصويت، مؤكداً بأنه لا يوجد شخص عمره أقل من 25 عاماً قد شارك في انتخابات حزبية بالسودان، وهو آخر توقيت أقيمت فيه انتخابات، وأنه لا يوجد أحد قد شارك في انتخابات بجنوب السودان، بما في ذلك رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت بالإقليم في الحقبة الماضية. وأكد السفير أنه لا يوجد تعارض بين الدستور السوداني وانتخاب الرئيس، عمر حسن أحمد البشير، للرئاسة، خاصة بعد أن تخلى عن منصبه في القوات المسلحة، وأصبح مدنياً بالكامل، فإن من حقه الآن أن يتم في رئاسة الدولة، ما دام قادراً على ذلك، ولم يظل استبعاده من قبل حزبه. وأكد السفير بأن الأداء في الانتخابات السودانية كان أفضل بكثير في الانتخابات النيجيرية، والتي حشدت فيها الشرطة بدرجة تكفي لتخويف أي شخص. وأضاف سليمان أن الرئيس البشير يتمتع بشعبية عالية وسط السودانيين بالشمال والجنوب، وحتى في إقليم دارفور، ومن العسير لأي شخص هزيمته، أو شغل منصبه، والشعب السوداني يثق بالرئيس البشير، ثقة مطلقة، حتى إن المخالفات التي يرتكبها بعض أفراد حزبه وحكومته لا تؤثر على شعبيته. نقلا عن صحيفة اخر لحظة السودانية 13/5/2010م