تشهد الخرطوم أعمال الحوار الوطني السوداني السوداني وذلك بمشاركة نحو 1400 شخصية سودانية قومية ومجتمعية من كل ألوان الطيف السياسي وعدد كبير من قادة الأحزاب والقوي السياسية بقيادة حزب المؤتمر الوطني- الحزب الحاكم ووسط حضور كبير إقليمي ودولي بعد أن اكتملت كل الترتيبات في أروقة الدولة والحزب الحاكم والآلية التنسيقية للحوار 7+7 لتدشين هذا الحدث التاريخي المهم والمفصلي في تاريخ السودان والذي لم نشهد مثيلاً له في تاريخ السودان القديم أو الحديث. كثيرون من معارضي الحوار روجوا كما يروج المرجفون في المدينة بأن الحوار الوطني أكذوبة وأنه لن يتم بل ذهبوا إلي ابعد من ذلك بأنه كلمة حق أريد بها باطل والآن حصحص الحق وكذبت (الموية) الغطاس فأصبح الحوار الوطني واقعاً لا مندوحة عنة تحاصر أعاصيره كل من أبي أو تمرد علي إجماع أهل السودان أو حمل السلاح ضد بني وطنه وأهله وعشيرته الأقربين إذ لا بديل للحوار إلا الحوار كما شعار سابق رفع بشأن السكة حديد (لا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد) – فالحل لقضايا السودان – سوداني – سوداني خالص لا مجال لأي تدخلات خارجية ولا مجال لأي قوي خارجية أن تحشر انفها في شأننا الداخلي، فبانطلاقة الحوار الوطني تكون جهيزة قد قطعت قول كل خطيب وأخرست السن الحالمين بعدم انعقاده أو فشله حتي إذا ما انعقد. استبق المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية وقائد مسيرة الحوار الوطني السوداني انطلاقة الحوار ومن باب حسن النية والتأكيد علي جدية الحكومة في عقد هذا الحوار فأعلن الوقف الشامل لإطلاق النار لمدة شهرين وعفا عن حاملي السلاح مع التأكيد علي توفير كافة الضمانات لهم إذا ما رغبوا في المشاركة والانخراط في فعاليا الحوار الوطني وذلك في إطار تهيئة المناخ السياسي حتي تنساب جلسات الحوار بصورة سلسلة ومن ثم تفضي إلي غاياتها الوطنية المنشودة وهي الاتفاق الشامل حول حلول متكاملة للقضايا الكلية للوطن من أجل رفعته وتقدمه وازدهاره ورفاهية شعبه من باب أن السودان وطن يسع الجميع إلا من أبي أو اختار حمل السلاح بديلاً للحوار. بذل الرئيس التشادي إدريس دبي دوراً مقدراً عندما حمل زمام المبادرة السياسية ودعا قادة الحركات الدارفورية المسلحة – مني اركو مناوي وعبد الواحد نور ود جبريل إبراهيم عندما التقي بهم في باريس في الثالث من أكتوبر الجاري وحثهم علي أهمية المشاركة في الحوار الوطني السوداني لأن الحل للمشاكل بالحوار لا بالسلاح فالحرب بغيضة لأنها تهلك الحرث والنسل لكنهم تمسكوا بمواقفهم المتمثلة في رفض انعقاد أي حوار إلا بشروطهم المستمدة من أجندة القوي الغربية والمنظمات المشبوهة المعادية للسودان والتي لا تريد لوطننا أمناً ولا سلاماً ولا استقراراً، فبهذا الموقف ينطلق عليهم المثل:(وقف حمار الشيخ في العقبة)، ورغم موقفهم السلبي هذا فإن أبواب البلاد تظل مفتوحة لهم علي مصراعيها إذا ما القوا السلاح أرضاً ورغبوا في السلام عبر الحوار في أي وقت وفي أي لحظة، والآلية التنسيقية العليا ظلت تبذل جهوداً مقدرة في إقناع الأطراف الرافضة للحوار حتي آخر لحظة قبيل انطلاقة الحوار بالمشاركة فيه ووجه رئيس الجمهورية – رئيس الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني الدعوات لكل قيادات الأحزاب بما فيها قيادات الأحزاب المعارضة وقادة الحركات المسلحة ولم يستثن أحداً من الأحزاب والقوي السياسية والحركات المسلحة للانخراط في مسيرة الحوار الوطني ومد الأيادي بيضاء لهم حتي يكون حواراً وطنياً.. بناءً وهادفاً وتنزل مخرجاته علي السودان والشعب السوداني برداً وسلاماً. نقلا عن صحيفة السوداني 12/10/2015م