هزيمة عسكرية كبيرة تلقتها حركة خليل في جبل مون.. الحركة ذُبحت مرتان؛ الأولى ضربة عسكرية موجعة، والثانية خسارة سياسية.. القوات المسلحة أحكمت قبضتها على تحركات الحركة، بينما إرادة السلام تحاصرها في الدوحة فضلا عن أن مواطني دارفور حسموا خيارهم المنحاز إلى السلام والعمل السياسي الرشيد، فقد انتخب سكان دارفور ثلاثة مجالس تشريعية وعشرات النواب في الدوائر القومية عبر انتخابات حرة ونزيهة ومشاركة دارفورية فاقت كل التوقعات.. أقل ما يمكن أن يقال عن تحركات حركة العدل والمساواة إنها صبيانية بل رعناء لم تجلب إليها إلا مزيدا من الخزي والندامة.. من قبل معركة جبل مون، أوفى الجيش بوعده ودحر قوات خليل التي ولت الأدبار من مهاجرية ولم تنفعها محاولات الدعم الأجنبي.. ديدن هذه الحركة العرجاء كان دائما القيام بأعمال التخريب والسلب والنهب وقطع الطرق.. في مايو 2008م حاولت في مغامرة خرقاء الاقتراب من أم درمان المحصنة بالرجال الأوفياء فردت على أعقابها. كذلك زيارة سرية قام بها خليل بجواز سفر دبلوماسي تشادي إلى (إسرائيل) باسم مستعار بصفة مستشار بالرئاسة التشادية.. الدعم الكبير الذي حصل عليه خليل من (إسرائيل) يفسّر التعنّت الذي يبديه خليل في مفاوضات الدوحة.. (إسرائيل) تدرك أن طريق المفاوضات وبالإرادة السودانية سيقود إلى حل المشكلة وهذا غير مسموح به وتدرك أيضا أن المطالب السياسية أمر مقدور عليه فلن تكون قضية دارفور بأي حال من الأحوال أعقد وأصعب من قضية الجنوب التي استطاعت المفاوضات أن تضع حدا لها ونعلم أنها كانت أطول حرب أهلية في إفريقيا. كثيرة هي الدروس التي تلقاها خليل لكن قليلة بل معدومة الاستفادة منها.. لن يجد خليل أفضل من الظروف الحالية لتحقيق مطالبه أو بالأحرى الخروج من المأزق الذي يعيشه حاليا.. كل يوم يمر سيكون أسوأ من سابقه ويضيق عنق الزجاجة وتنسد آفاق المخارج أمامه.. لن يفيد كثيرا التنقل بين العواصم وإطلاق الفرقعات الإعلامية والتهديدات الخرقاء.. حبل الانتربول الدولي يلتف حول رقبته وتضيق هوامش المناورة يوما بعد يوم، فهل يعي خليل الدرس؟!. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 19/5/2010م