الخرطوم: جوبا: أعالي النيل: يحيى كشه - إيمانويل تومبي رَفَض َجورج أتور القيادي المنشق عن الجيش الشعبي أي اتجاه للذهاب الى جوبا للتفاوض مع الحركة الشعبية التي رشّحت د. رياك مشار نائب رئيس الحركة لقيادة التفاوض معه. وقال أتور ل«الرأي العام» أمس: «لا يمكن الذهاب لجوبا في الوقت الراهن، وبرر ذلك لعدم وجود ضمانات على حياته»، وأكد استمرار المعارك مع الجيش الشعبي حتى أمس، وأشار إلى أن قواته رصدت حشوداً كبيرة للجيش الشعبي، لكنّه أكّد ثقته في هزيمتهم. واعترفت الحركة الشعبية، أن التمرد وسط قوات الجيش الشعبي بولايتي جونقلي وأعالي النيل بات أكبر تحدٍ يُواجهها في الوقت الراهن، وتَباينت وجهات النظر بين القيادات السياسية والعسكرية حول المعالجات التي يجب القيام بها لاحتواء تصاعد الأوضاع ميدانياً. وعلمت «الرأي العام» أنّ الحركة دخلت في سلسلةٍ من الاجتماعات خلال الأيام الماضية لمناقشة التحديات التي تواجهها الحركة، التي من شأنها التأثير على الاستقرار في الجنوب مع اقتراب موعد الاستفتاء على تقرير المصير. وأقر اجتماع لقيادات بالمكتب السياسي، تكليف د. رياك مشار نائب رئيس الحركة لقيادة التفاوض مع الفريق جورج أتور وإقناعه بالحضور إلى جوبا لبحث تَداعيات ما يَحدث في جونقلي وإيجاد المُعالجات المناسبة. وفي المقابل دَعَا اجتماع ضَمّ القيادات العسكرية بضرورة استخدام سلاح لردع قوات أتور وإغلاق الباب أمام أيّة محاولات أخرى للتمرد على الجيش الشعبي، وقدّم الاجتماع مقترحات بزيادة ميزانيات العمليات الأمنية، وطالب بإمدادات عسكرية لدعم الجيش الشعبي حتى يستطيع أداء واجباته الراهنة وتحقيق أهداف ما بعد إجراء الاستفتاء، إلى جانب إرسال القيادات العليا للجيش الشعبي الموالية لأتور إلى بعثات خارج الجنوب حتى لا تُشَكِّل عقبة بزيادة الصراعات والاحتقان وسط القبائل. وفي السياق هدد بول ميوم وزير الإعلام بحكومة الجنوب بإغلاق إذاعة «مرايا. أف. أم» التابعة للأمم المتحدة على خلفية حوار أجرته مع جورج أتور، واتهم الإذاعة بالتجاوز لتفويض العمل الممنوح لها بنشر أخبار وبرامج تثير الروح القبلية وسط مواطني الإقليم، واشترط ميوم عمل «مرايا» بنقل مكاتب الإذاعة من الخرطوم إلى جوبا، وإجراء تحقيق لكشف الصحافيين الذين يعملون لإثارة الفتن، ومراجعة الكوادر بالإذاعة لمعرفة مقدراتهم الصحفية، وتقديم اعتذار لشعب الجنوب، على أن يتم إنفاذ تلك الشروط في غضون سبعة أيام، وإلا تم إغلاق الإذاعة، ودعا المواطنين للتصويت لصالح الانفصال بدلاً عن الوحدة التي قال إنها غير مجدية. نقلا عن الرأى العام السودانية 19/5/2010