ما بين الحين والآخر تطل علينا بعض التصريحات المشاترة من داخل لجان الحوار الوطني كأن يعلق حزب أو حركة بالتمسك بموقف أو رؤية وبإصرار شديد.. لماذا؟ وما معني الحوار وما مفهومه.. فالحوار يعني (الحركة) في الأفكار والآراء والتنازل ما أمكن عن المواقف السابق والحوار يعني المرونة والاعتراف بالآخر.. رأياً أو موقفاً أو ربما قناعات سابقة للقبول بالحوار أما الإعلام ومن داخل لجان الحوار بالتصلب والتمسك بمواقف سابقة للجلوس للحوار، فهذا يعني أن الحوار لم يسر في رؤوس هؤلاء، ففي داخل لجان الحوار إعلان أي رؤية مقبول.. بمعني عرض تلك الرؤية علي الآخرين وتعريضها للنقاش والتداول وتبادل الأفكار والآراء المختلفة والوصول إلي قواسم مشتركة تقود الجميع إلي الأهداف التي هي وحدة الرؤى والوفاق والوئام والسلام والوحدة وما تبيع كل ذلك من حلقات مكملة. وكانت الحكمة من إجراء الحوار داخل حدود بلادنا تأكيد علي استقلال آرائنا وقوة قرارنا المدعوم بالسند الشعبي والوطني.. أما حمل القضية والطواف بها لعواصم الدول، فذلك يعني إدخال أجندة خارجية لا تخدم مصالحنا ولا تقدم لنا سوي السم داخل الدس، وقد خبرنا ذلك وجربناه أثناء تجوالنا في عواصم الدول.. وما ينتاب تلك اللقاءات والحوارات من إخفاقات مصنوعة بفعل أجندات تخص الدول الاستعمارية التي تصنع الأزمات وتعرقل سيرتنا الوطنية وتعطل تحقيق الحلول للوصول إلي سلام دائم.. ودستور دائم وتنمية مستدامة. ولست أدري ما السبب الذي دفع بالحكومة بعد إعلان مواقفها الثابتة من إجراء الحوارات مع الفرقاء خارج حدود البلاد.. بل أن هؤلاء الذين يرغمون الحكومة عبر ضغوط الدول لعقد اجتماعات معهم في عواصم أوروبا وأفريقيا ينبغي عليهم أم يعملوا أنهم يقودون الشعب السوداني الذي يريدون الجلوس علي صدره للمستعمر البغيض الذي لا يريد خيراً لبلادنا ولا لشعبه السوداني والعبرة ما عشناه ولمسناه من أجندة تصب لصالح التمرد والخروج علي القانون والدولة في مفاوضات طافت بنا عواصم ومدن أفريقيا ابتداء من أبشي وأنجمينا وأبوجا وعنتبي وناكورو ومشاكوس ونيفاشا وأدريس أبابا والقاهرة، فماذا تبقي من تجرب ومحاولات نتوقع منها خيراً وإيجابية.. وجاءت فكرة الحوار الوطني التي لافت القبول من كل الشعب السوداني حكومة وأحزاباً وحركات.. وكانت التنازلات التي قدمها الحزب الحاكم من إعلان حسن نوايا بوقف إطلاق النار وإطلاق الأسري والمحكومين من حركات التمرد.. وما زال البعض يلعب ذات اللعبة.. فيتجولون في عواصم أوروبا ألمانيا والنرويج وفرنسا.. وأقول مجدداً دعونا مع مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته.. دعونا نكتب الدستور ونحقق للهوية والتداول السلمي للسلطة والتحول الديمقراطي .. دعونا نتراضى بالطريقة السودانية وكفانا مرمطة وتجوال في عواصم أوروبا الاستعمارية. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 19/1/2016م