من سكاي ويلر: ادى سلفا كير الجمعة اليمين الدستورية كأول رئيس منتخب لجنوب السودان ومن المتوقع أن يقود المتمرد السابق المنطقة شبه المستقلة إلى الاستقلال عن السودان بعد استفتاء يجري خلال أقل من ثمانية أشهر. وفاز كير في الانتخابات التي أجريت في نيسان ابريل ضد منافسه الوحيد وحليفه السابق لام أكول بحوالي 93 في المائة من الأصوات. ورفع أكول دعوى أمام المحكمة متهما الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها كير بالقيام بتزوير واسع خلال الانتخابات التي شهدت إدلاء كير نفسه بصوته لأول مرة في حياته في انتخابات. وأنهت الحركة الشعبية لتحرير السودان حربا أهلية دامت 22 عاما باتفاق سلام وقع عام 2005 يعطي الجنوب حكومة منفصلة ويعطيه الحق في تقاسم الثروة والمزيد من الديمقراطية ويسمح للجنوبيين بإجراء استفتاء على الاستقلال يجرى في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011. وقال كير أمام تجمع ضم حوالي 3000 شخص من بينهم الرئيس الأوغندي والحليف المقرب يوري موسيفيني والرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي 'كل النظام الذي واصل مساندة الدولة السودانية منذ فجر الاستقلال مستمر اليوم وهو في الوقت الحاضر في حالة متقدمة من التعفن الكامل'. وتجمعت الوفود تحت قيظ الشمس داخل خيام من القماش في ميدان بالقرب من مبنى البرلمان بمدينة جوبا عاصمة الجنوب تحت حراسة أمنية مشددة. وكان من المفترض أن يضمن اتفاق السلام جعل خيار الوحدة مرغوبا للجنوبيين لكن التعطل المستمر في تنفيذ الاتفاق تسبب في الكثير من الاستياء بينما عانت حكومة جنوب السودان من الفساد. ولم ير العديد من الجنوبيين فائدة في السلام. وكانت الحرب الأهلية التي اندلعت بصورة متقطعة منذ عام 1955 بسبب موضوعات أيديولوجية وعرقية ودينية وبسبب النفط أطول حرب أهلية عرفتها القارة الأفريقية وتسببت في الكثير من الاضطراب في منطقة شرق أفريقيا بأكملها. كما سيصبح كير النائب الأول للرئيس السوداني عمر حسن البشير ليشكل الاثنان حكومة جديدة من المتوقع الإعلان عنها مطلع شهر حزيران/يونيو. وتنتظر القائدين مهام كبيرة مثل ترسيم الحدود المتنازع عليها بين الشمال والجنوب حيث تقع أغلب الثروة النفطية السودانية وتعريف المواطنة قبل الاستفتاء الذي يتوقع أكثر المحللين أن ينتهي بانفصال الجنوب. ووعد البشير بالدعوة للوحدة بينما مازال الموقف الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان كما هو فقد أدلى كير ومسؤولون آخرون بتصريحات انفصالية عديدة على مدار العام الماضي. واعترف كير الجمعة بأن التنمية لم تطل الكثير من المناطق الريفية ووعد ببذل المزيد من الجهد في محاربة الفساد. وتقدر الأممالمتحدة نسبة السكان الذين يعانون نقص الغذاء في الجنوب السوداني بحوالي نصف السكان. كما يظل الأمن مشكلة كبيرة حيث يملك كثير من سكان الجنوب السلاح ويرفضون التخلي عنه طوعا بعد عقود من الحرب الأهلية. وكثيرا ما تحدث صدامات قاتلة بين القبائل المتنافسة على المراعي. المصدر: القدس العربي 23/5/2010