جاءت مشاركة السودان في عاصفة الحزم وارسال قوات برية للقتال في اليمن بجانب قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من أجل مساعدة اليمن على استعداد الشرعية و أمن و استقرار البلد العربي الشقيق.فمشاركة السودان في عاصفة الحزم جاء تأكيداً لموقفه الثابت على مبدأ مساعدة الأشقاء العرب و من وفاء السودان بواجباتها السياسية و الأخلاقية تجاه الأخوة و الأمة العربية و الإسلامية.وهي مشارك تؤكد أن السودان لن يتخلى عن قضايا أمته وأنه ما كان ليقف في موقف سلبياً من قضايا الامة العربية و الإسلامية ،فالسودان سيظل حاضراً بالمواقف القوية و الشجاعة و المشاركات الفاعلة. وبالأمس القريب نظمت القوات المشاركة في مناورات "رعد الشمال" في مدينة الملك خالد العسكرية بالسعودية استعراضاً ختامياً بحضور عدد من قادة الدول العربية والإسلامية المشاركة فيها،ويشارك السودان في مناورات "رعد الشمال"، والتي بعثت برسالة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المنطقة العربية والإسلامية، مفادها أن من يتلاعب بالنار ستحرقه وتمحو وجوده.فالسعودية استطاعت أن تخلق توليفة عسكرية متناغمة جداً، هدفها الأول حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة عامة وأرض الحرمين خاصة، و ما حدث من مناورات في حفر الباطن، شكّل لوحة صادقة تحكي قصة اندماج وود لعمل وكفاح مشترك زرع الثقة في القوة المشتركة، لم يحدث على مر التاريخ على مستوى القمم العربية والإسلامية، لذا يتوقع المراقبون بأن يثمر ذلك أمناً وسلاماً للمواطن في البلاد العربية والإسلامية. فعاصفة الحزم أعادت الأمل ، كما أن مناورات تمرين رعد الشمال كشفت عن قدرة المملكة على جمع الصف العربي والإسلامي، لتشكل هذه المناورة العسكرية علامة فارقة في العمل المشترك، ففي يوم إعلان عاصفة الحزم، ارتقت الآراء والأفكار إلى قدر المسؤولية على مستوى قائد عربي وإسلامي عُرف بحكمته ورجاحة عقله وقدراته الإدارية للأزمات تجاه أمن المنطقة ومواطنيها، فانطلقت (عاصفة الحزم)، بقيادة السعودية وبعزيمة وإرادة لا تلين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأظهرت أيضاً مقدرات ولي العهد وولي ولي العهد. ومنذ اليوم الأول لانطلاق (عاصفة الحزم)، كان السودان حاضراً على مستوى رئاسة الجمهورية، وكان اتخاذ القرار بالمشاركة كان فورياً وسريعاً بلا تردد، وفي ذلك اليوم شاهدنا عملاً مشتركاً غير مسبوق على مرِّ تاريخ العمل المشترك على المستويين العربي والإسلامي فعاصفة الحزم، كانت مبادرة استراتيجية التوجه، وما لبثت أن رفدتها مبادرة رعد الشمال، والتي كانت إضافة حقيقية جديدة من حيث الشكل والمضمون، حتى لأولئك الذين يتمتعون بخبرات كبيرة وعلى مدى طويل، وهذا الواقع رسم انطباعاً إيجابياً بأن قادة الأمتين العربية والإسلامية يسلكون طريق الوصول إلى وحدة الكلمة وجمع الصف ولم الشمل، في تعاضد وتواد لم يسبق له مثيل. فالسودان كما شارك في (عاصفة الحزم)، فإنه أيضاً شارك في تمرين (رعد الشمال)، ضمن القوة العربية والإسلامية، بقوات كوماندوز خاصة وبمدرعات، وكانت مشاركة نوعية بمستوى الحدث والمهمة والأهمية، ولذا على السودان ا، يكون فخورا بأن يكون جزءاً من هذا المكون الوحدوي التضامني الكبير، ونأمل أن تتواصل هذه المبادرات المهمة والإشراقات المضيئة في خريطة العمل المشترك. فمن الأهمية بمكان إبراز لفتة وسابقة في تاريخ العمل العربي والإسلامي المشترك، تمثلت في تمرين (رعد الشمال)، حيث لوحظ لأول مرة أن تخلق مناسبة كهذه لوحة تعبر عن صدق التوجه الجماعي بانسجام وتوافق في الرؤى والأفكار والتنسيق المشترك والعزم على تأكيد وحدة الهدف ووحدة الكلمة وجمع الصف ولم الشمل. عموما فالشواهد تقول أن الجيش السوداني في اعادة الاستقرار في الدول المجاورة لم تكن اليمن محطتها الأولى فلقد قامت القوات المسلحة أيضاً بتدريب الجيش الليبي عقب سقوط نظام القذافي أيماناً بدعم دول الجوار العربي، كما في مشاركتها الحالية في اليمن، هذا غير أن الكتائب السودانية لمساندة الدول الشقيقة والصديقة في أزماتها لم تتوقف علي مشاركات اليمن وليبيا، وإنما امتدت أيضاً عندما ساند سلاح المظلات السوداني في مارس من العام 2008م دولة جزر القمر في إعادة السيطرة علي جزيرة أنجوان التي تعد أحدي الجزر الأربع المكونة للدولة، والتي تمردت علي الحكومة المركزية