انعقد الاسبوع الماضي مؤتمر الجنايات الدولية فى كمبالا بيوغندا و كعادة مدعي المحكمة لويس اوكامبو فقد أعاد الحديث عن عزمه على اعتقال المسئولين السودانيين مبيناً انها مسألة وقت فقط ! ولم يجد اوكامبو شيئاً يفسر به فوز الرئيس السوداني فى المعركة الانتخابية على الرغم من صدور مذكرة توقيف دولية بشأنه واضطر لتجاوز السؤال ليردد مقولته السابقة عن حتمية جلب المسئولين السودانيين بما فى ذلك الرئيس البشير الى المحكمة. غير ان اهم ما تلقته الجنايات الدولية من ضربات و هى تعقد مؤتمرها هذا انها(تفاجأت) بجريمة كان العالم بأسره شاهداً عليها ارتبكها الكيان الصهيوني حين هاجم اسطول الحرية الذى كان يقل الاعلاميين و نشطاء انسانيين ومساعدات انسانية لغزة التي تضرب عليها اسرائيل حصاراً منذ سنوات. الجريمة وقعت فى المياه الدولية ولم تقع ضمن حدود الدول العبرية وكانت المفارقة هنا أنه و بحسب القانون الدولي فان اسرائيل دولة احتلال وليست دولة بالمعني المتعارف عليه فى القانون الدولي ،ولهذا فانه حتى ولو وقعت الجريمة ضمن حدودها فلا مجال للإعتداد بهذه الحدود ، كما ان السفينة التى سقط فيها حوالي 45 مابين قتيل وجريح لم تكن سفينة حربية مهاجمة ،و انما هى سفينة انسانية مسالمة ولم تكن تحمل اسلحة ولا ذخائر . لقد تزامنت هذه الجريمة النكراء البشعة مع انعقاد مؤتمر الجنايات الدولية لتكون خير مؤشر على كذب مزاعم البعض حول العدالة المنشودة دولياً وكان يكفي ان مجلس الامن انعقد لعشرات الساعات وفشل فى اصدار قرار بإدانة اسرائيل ! ليخرج فى النهاية بمجرد بيان رئاسي فقط ! كان هذا الموقف كافياً للكل أنه لا مجال للحديث عن العدالة لا من قريب و لا من بعيد طالما ان البعض فوقها والبعض الآخر يتم اخضاعه لها إخضاعاً! ويقول مصدر قانوني غربي من أوروبا حضرت اعمال المؤتمر وان المؤتمرين شعروا بخيبة أمل واسعة النطاق وعميقة إزاء الحادثة، فهم لا يمكنهم الحدث عن الجريمة الاسرائيلية دعك من ان يطالبوا بمحاكمة قادة اسرائيل ،و كان الأمر الاكثر مدعاة للخيبة ان تقرير (غولدستون) لم يجف مداده بعد وعملت دول الغرب على تناسيه وهو تقرير يتحدث بالتفصيل عن جرائم حرب اسرائيلية بشعة و بشهادة العالم بأسره ايضاً ! لقد كانت بحق مهزلة أرادت الظروف لها ان تتزامن مع انعقاد مؤتمر الجنايات الدولية لتؤكد ان الواهمين الباحثين عن عدالة يتولي أمرها اوكامبو ورفقائه من القضاة قد تبددت آمالهم فى هذه العدالة تماماً !