استؤنفت بالعاصمة القطرية الدوحة أعمال محادثات سلام دارفور بحضور الوسطاء ووفدي الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة. وثمن وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية احمد بن عبد لله آل محمود مجيء وفدي الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة الى الدوحة وحرصهما على تحقيق السلام ، مشيراً الى أن هذا الاجتماع يعقد بعد الانتخابات التى جرت فى السودان فى ابريل الماضي والتى اسفرت عن اختيار الأشخاص الذين يرى الناخبون انهم الأنسب لادارة السودان فى المرحلة القادمة ، وأكد أهمية التوصل الى السلام والاستقرار فى اقليم دافور. وقال الوسيط المشترك لمفاوضات الدوحة جبريل باسولي أن الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة قد اتفاقا علي جدول الأعمال الذي تقدمت به الوساطة وبحضور الشهود الدوليين من ممثلي الإتحاد الأوربي وأمريكا وفرنسا ودول الجوار وجامعة الدول العربية. من جانبه أعرب رئيس وفد التفاوض الحكومة السودانية د. أمين حسن عمر عن تفاؤله بإحراز نجاح كبير فى هذه الجولة ومن منبر الدوحة نحو التوصل الى السلام فى دارفور رغم موقف حركة العدل والمساواة من العملية التفاوضية ، مشيرا الى ان هذا التفاؤل مبعثه تدافع أهل دارفور الكبير فى الانتخابات العامة التى جرت فى السودان فى شهر ابريل الماضي مما يؤكد رغبتهم فى الحل السياسي والتداول السلمي للسلطة وليس التنازع الحربي عليها. وأشار د.عمر الي أن من أسباب تفاؤله بنجاح هذه الجولة أيضاً إجماع المجتمع الدولي على ضرورة التوصل الى حل سريع ونهائي فى دارفور وشدد ، مشدداً علي أهمية وجود مبادرة واحدة ومنبر واحد هو منبر الدوحة لعملية سلام دارفور تشارك فيه جميع الأطراف المعنية بما فى ذلك أهل دارفور أنفسهم والمجتمع المدني هناك باعتبار كل ذلك قناعات مهمة لتتحدث جميع الأطراف ومعها المجتمع الدولي بصوت واحد وتعمل على تعزيز جهود الوساطة عبر هذا الإجماع الوطني والدولى. من جهته قال رئيس حركة التحرير والعدالة د. التيجانى السيسي أن فكرة توحيد الحركات والفصئل الدارفورية المسلحة ظلت حلما بعيد المنال عجزت عنها الكثير من المجهودات والمبادرات التى تبنتها دول شقيقة وصديقة منذ عام 2004 الى أن تم تحقيقها نتيجة جهود مضنية ومتواصلة من قبل قادة الحركات وبمساعدة ودعم مقدر من الأشقاء والأصدقاء القريب منهم والبعيد ، مشيرا الى إن حركة التحرير والعدالة التى أعلن عن ميلادها فى فبراير الماضي تضم 18 حركة مسلحة شملت تنوعا اجتماعيا كاملا لأهل دارفور. وقال د.السيسي أن الحل الشامل لقضية دارفور يكمن فى الاستجابة لمطالب أهل دارفور العادلة فى معالجة قضايا النزوح واللجوء والعودة الطوعية الى المناطق الأصلية والمشاركة العادلة فى السلطة القومية والإقليمية وانشاء سلطة إقليمية لدارفور بصلاحيات كاملة والتوزيع العادل لثروة السودان ، مؤكداً أن السلام هو خيار الحركة الاستراتيجي. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي د. عمر آدم رحمة في إتصال هاتفي أن الوفد أكد جدية الحكومة السودانية واستعدادها لتحقيق سلام في دارفور بأسرع وقت ، مشيراً الي توافق طرفي التفاوض - الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة - علي جدول الأعمال وتكوين ست لجان تشمل السلطة ، الثروة ، الترتيبات الأمنية ،التعويضات ، اللاجئين والنازحين ، ولجنة الاتفاقية ولجنة عليا إشرافية مكونة من رؤساء الطرفين ، وأعلن عن اجتماع يعقد قريباً بضم أعضاء لجنة الإتفاقية وحل النزاعات لاعتماد المنهجية للتفاوض بشكل نهائي. من جانبه أشار الناطق الرسمي باسم حركة التحرير والعدالة خطاب وداعة الي أن رئيس الحركة د.التجاني السيسي أكد خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية علي ضرورة التوصل إلي سلام عادل وعاجل يعالج القضية الإنسانية ومخاطبة جذور المشكلة المتعلقة بالمشاركة الفاعلة لدارفور بالمركز وتكوين حكومة إقليمية كاملة السيادة والصلاحيات والاعداد لترتيبات أمنية تحقق الإستقرار في المنطقة. وأشار وداعة إلي طلب حركته تأجيل ملف النازحين واللاجئين إلي حين حضور ممثليهم إلي الدوحة لافتا إلي أن السلام الشامل والعادل لن يتم التوصل إليه من خلال التوقيع علي مناصب ومصالح ذاتية ، مشيراً الي أن حركته تضم 14 حركة دارفورية بمختلف تنوعها الأثني وتشمل 95% من التمثيل القبلي لأهل دارفور مطالباً حركة العدل والمساواة الإلتحاق بمنبر الدوحة الذي أسسته ووقعت فيه اتفاقية إطارية مع الحكومة لجهة الإسراع في حل حاسم وعادل لازمة دارفور.