نفى المتحدث الرسمي بالجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد الاتهامات التي ساقها قادة بالجيش اليوغندي من أن ما أسموه بمليشيات سودانية مسلحة، هاجمت مؤخراً جنود تابعون للجيش اليوغندي في جمهورية افريقيا الوسطى!! واستغرب الناطق باسم الجيش الشعبي اطلاق تهمة غريبة كهذه على القوات المسلحة السودانية وهي التي لا تملك أية مليشيات لا في الداخل ولا في الخارج. غير أننا، وبعيداً عن هذا الاتهام وهذا النفي، نوجه نظرنا الى ناحية أخرى أكثر أهمية، وهي أن الجيش اليوغندي – وطوال ما يقارب العقد من الآن – يواجه هجمات جيش الرب، وعانى الجيش اليوغندي ما عانى ولا يزال يعاني جراء هذه الهجمات، ومعروف أنه ومنذ حوالي خمس أعوام من الآن، فإن الجيش الشعبيي التابع للحركة الشعبية هو المنتشر جنوب حدود 1956 في الجنوب السوداني وعانى هذا الجيش الشعبي هو نفسه من هجمات جيش الرب. وطوال هذه المدة ظلت علاقات كمبالا بالخرطوم عادية لا تشوبها شائبة، ذلك على الرغم من علامات استفهام قديمة متجددة بشأن (دور لموسفيني)في حادثة تحطم طائرة زعيم الحركة الراحل قرنق، أو على الأقل علمه بحقيقة ما جرى ثم إمعان موسفيني – دون مبررات واضحة – في إفساد علاقاته بالسودان عقب قيام مؤتمر للجنائية في كمبالا، ثم التصريحات التي انطلقت تهدد الرئيس السوداني بالإعتقال اذا جاء الى القمة الافريقية المقرر لها يوليو المقبل في كمبالا، ثم تراجع كمبالا – على نحو غير منطقي – عن تصريحاتها هذه. لقد كان كل هذا يجري ولا أحد يعلم دوافع عداء كمبالا للخرطوم في هذا الوقت بالذات، الا اذا كانت كمبالا وبالتزامن مع عملية الاستفتاء المرتقبة في الجنوب السوداني وحساباتها بشأن قيام دولة جنوبية جديدة تريد أن تساهم في (أمر ما) يعكر صفو السودان الشمالي. وكما ظللنا نقول دائماً فإن كمبالا – للاسف الشديد – هي في الواقع مسرح عمليات استخباري لدول كبرى معروفة، والرئيس موسفيني (متفاعل) مع هذا المسرح ودرج على القبول (بأي دور) دون حتى أن يقرأ السيناريو ودون أن يراجع (النص)، او يعرف الأجر! لكل ذلك فإن اتهامه الذي ساقه (وهو اتهام مثير للسخرية) مبعثه البحث عن مبررات لعمل عدائي يجري الاعداد له ضد الخرطوم، فهكذا تعودنا من موسفيني منذ عملية الامطار الغزيرة في منتصف التسعينات من القرن المنصرم. ومن الضروري هنا أن يقول لنا موسفيني عما تفعله مليشيات سودانية في افريقيا الوسطى!! لصالح من ولأي هدف تعمل هناك في ظل وجود قوات افريقية (اليوناميد) في دارفور وفي ظل وجود فرنسي في المنطقة في تشاد وافريقيا الوسطى بل يظل السؤال الأكثر اثارة للضحك، ماذا تفعل القوات اليوغندية نفسها في افريقيا الوسطى؟ لماذا هي هناك؟