لم ينتظر خليل ابراهيم رئيس حركة العدل و المساواة كثيراً ليري مواقع اقدامه و الاطار النظري لمدي تصريحاته الصحفية، حتى خرج على وسائل الاعلام و على الأوساط السياسية بتصريحات لم يراع فيها أبسط العلائق الدبلوماسية التى تحتم على أمثال خليل ان يكف لسانه حتى يأمن إقامة طيبة فى ليبيا التى تستضيفه . ولكن لما لم يفعل خليل ذلك فيبدو أن تهديداته التى أطلقها بالعودة مرة اخري لمهاجمة امدرمان تجد ارتياحاً من الجماهيرية الليبية او على احسن الظنون تجد عدم ممانعة منها ، فلو كان الأمر بخلاف ذلك لكان مصير خليل ابراهيم هو الطرد من طرابلس عقاباً له على تهديده بالقيام بعمل عسكري ضد دولة جارة و صديقة . ويبدو من السياق الكلي لمشكلة دارفور بل من تاريخ العلاقات السودانية الليبية ان الجماهيرية لا تجد أى حرج او غضاضة فى ان تفتح ذارعيها لأي معارضة سودانية ضد اى حكومة فى الخرطوم، فعلت ذلك بسخاء فى السبعينات على ايام الجبهة الوطنية بقيادة الصادق المهدي و الشريف الهندي ، ولم تتوان فى الثمانينات عن دعم الحركة الشعبية او بتعبير أدق عن دعم الجيش الشعبي ،وها هي تفعلها اليوم تحت مظلة مشكلة دارفور . من الواضح ان خليل لديه بعض إلمام بالتاريخ السياسي ، فلم يتردد كثيراً فى اختيار مكان يطلق منه تهديداته التى حتى ولو كانت لا تمس عصب العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم و طرابلس فإنها تعكس تخلفاً فى مفهوم خليل ابراهيم الى الظرف السياسي الذي يحف بقضية دارفور و الظرف العسكري الذى تمر به حركة العدل و المساواة التى يترأسها . حركة العدل والمساواة كادت ان تخرج من دائرة الفعل العسكري فى دارفور ان لم تكن قد خرجت بالفعل ،ولم تعد بقادرة على استعادة المناطق المهمة التى فقدتها ،وانحصر نشاطها فى قطع الطريق و نهب العربات التجارية التى تحمل مواد غذائية الى أهل خليل فى مدن و قري دارفور . لقد أمن خليل عقوبة الطرد من الجماهيرية فأساء الى علاقاتها مع السودان . نقلا عن الوفاق 22/6/2010