سأورد لكم مقتطفاً من مجلة المستقبل العربي سبق وأن اقتطفته في مقال سابق.. ولأنكم تقرأون .. واذا قرأتم، تفهمون.. واذا فهمتم .. تحاولون شيئاً ما لتغيير الأمور!))، ولغرض المقارنة بين مجيئ جو بايدن الى القرن الأفريقي ولقائه بالسيد/ سلفاكير – النائب الأول لرئيس الجمهورية .. وسفر السيد باقان أموم (لاطلاع) الأممالمتحدة والكونغرس عما تم بخصوص تنفيذ اتفاقية نيفاشا من جهة وتحركات ديك تشيني وشوارزكوف في المنطقة العربية قبيل حرب العراق من اخرى.. قال الأستاذ/ حسيب بشأن التعامل العربي مع الازمة العراقية/ الكويتية:) في يوم 4 آب/ أغسطس 1990 وبعد يومين من غزو الكويت، ذهب ديك شيني (وكان وزيراً للدفاع آنذاك) وشوارزكوف (وكان قائداً للقوات المركزية) الى الرياض وقابلا الملك فهد والأمير عبد الله وبعض الامراء .. الخ، ونقلا له رسالة من بوش فحواها أن هناك حاجة لتدخل أمريكي ولمجئ القوات الى السعودية وحماية النفط ويحكي شوارزكوف تفاصيل اللقاء وكيف كانا يتوقعان أن يؤجل الملك فهد الاجتماع الى يوم آخر ليتداول في أمره مع الحاشية، ولكنه وفي آخر الاجتماع هز رأسه بالموافقة، وقال (( ((OK بالانجليزية . وفي اليوم التالي (5/8) بدأت الترتيبات لمجئ القوات. وبعدها سافرا الى الاسكندرية لمقابلة الرئيس المصري الذي وافق على التدخل ووافق على استعمال المطارات والفضاء الجوي واستعمال قناة السويس. تم هذا في اليوم السادس من آب/ اغسطس أي قبيل اجتماع القمة العربية يوم العاشر منه. وبذلك كان قرار التدخل الأمريكي العسكري قد أتخذ من بعض الأطراف العربية قبل اجتماع القمة العربية. وكان اجتماع القمة تغطية لما تقرر قبلها. وهكذا تمت الحيلولة دون محاولة أي حل عربي للأزمة. وتتالت الأحداث .. انها لعبة الأمم .. حد قوا في الصورة بالمقلوب ... بايدن جاء الى المنطقة لطبخة ما .. ومعروف عنه أنه احد (رجال) اسرائيل في البيت الأبيض .. ويصفونه ب ((A stsunch fighter for lsrsel security)) .. أي أنه مقاتل عنيد من اجل امن اسرائيل .. وآمن اسرائيل هو النغمة المسيطرة على أقوال وأفعال الساسة الأمريكان في كل حديث عن المنطقة لتأكيد فروض الانحناءة للوبي الصهيوني ... وآمن اسرائيل لا يتقاطع مع مصلحة السودان تحت حكم يصفونه بالإسلامي .. ويقتضي ذلك قهر السودان واجباره على التخلي عن الشريعة الإسلامية الغائبة أصلاً وبالعدم، (خلق) بؤرة عكننة تتمثل في دولة تنغرز في خاصرته الجنوبية.. اجواء مربكة – وليست مرعبة – في الجو العام السوداني .. لكنها أجواء أشبه ما تكون بالهدوء السابق للعواصف .. واللامعقول يلبس ثياب شباب من الانفصاليين الجنوبيين يطالبون بتكوين (جبهة) متحدة – بتكوين تكتيكي – مع الانفصاليين الشماليين (منبر السودان).. و القادمون من جوبا يقولون بأن جريدة (الانتباهة) هي الأكثر انتشاراً حتى على ال (خرطوم مونيتور) معاد لة (الانتباهة) في الدعوة إلى الانفصال .. ولكل منهما أسبابها .. فناس (الانتباهة) يخافون استمرار السودان موحداً – ربما بسبب أن الجنوب، بمسيحييه عاليي الأصوات، يحول دون تحقيق الشريعة .. وأن الجنوب حفرة كبيرة تستنزف قدرات الشمال، وأن بترول الجنوب إلى نفاد .. وناس ال (Khartoum monitor) يخافون استمرارية السودان الموحد كذلك بدعوى استعمار الشمال، وان الشمال يستفيد من بترول الجنوب دون أن يستمتع الجنوب بثروتة بما فيه الكفاية..! وشعب السودان بينهما يراقب التحركات الدؤوبة لنائب الرئيس الأمريكي/ (بايدن) في شرق وشمال أفريقيا بينما أمين عام الحركة الشعبية (أموم) يعبر بوابة مجلس الأمن .. منعطفاً على الكونغرس لأهداف متعددة .. وكمبالا ونيروبي تراقبان من قريب وتتظاهران بالبعد عن الإحداث ولعابهما يسيل بعد تذوقهما الطعم الشهي للمال القادم من جنوب السودان طلباً للمزيد عبر (اتحاد دول البحيرات) الحلم .. وقاهرة حسني مبارك لا يهمها سوى ضمان الاحتفاظ بنصيبها من مياه النيل .. وربما زيادة ذلك النصيب بضمان إنشاء قناة جونقلي (بتمويل من إسرائيل).. اذا تم ضمان هذين العنصرين، فلتذهب وحدة السودان إلى حيث تشاء أمريكا.. وربما يكون بايدن أشار إلى سلفاكير بهذا الخصوص .. ومن ثم ذهب ليطمئن مبارك على أن (حق مصر محفوظ..!). ان ((لعبة الأمم)) مستمرة في تزامن مع كاس العالم في جنوب أفريقيا.. وأمريكا خائفة على مصالحها في جنوب السودان .. فحين فشلت في مسعاها لإسقاط المؤتمر الوطني واستحالت العودة الى بترول السودان الذي كان بين يدي (شيفرون)، اتجهت لوضع خنجر في خاصرة السودان.. لكنها تخاف اذا انفصل الجنوب، أن تجد القاعدة ملاذاً آمناً (safe haven) في وسط وغرب أفريقيا يكمل تغلغها – أي القاعدة – في الصومال والبقية تأتي .. وقتها لن تجدي نفعاً (الأفريكوم) – قوة الانتشار السريع – المزمع انشاؤها للسيطرة على أفريقيا .. فالقاعدة تسرح وتمرح في شمال غرب أفريقيا..! ولا دولة في العالم .. ولا منظمة سرية تحت رعباً في أمريكا مثلما تفعل القاعدة .. لذا فالمسألة مربكة لأمريكا بشكل يتقافز كما يتقافز القرد من شجرة الى أخرى في غابة كثيفة .. لا تريد المؤتمر الوطني في الحكم .. وتفكر في انفصال الجنوب .. لكن الانفصال سوف يفتح أبواب الجحيم على مصاريعها .. هكذا سمحت لعبة الأمم للقاعدة بالنزول الى ميدان الاستفتاء ..يطالبون باحترام خيار (شعب الجنوب) .. لكن هل سيحترمون هم خيار (شعب الجنوب) .. هذا هو السؤال؟!. نقلاً عن صحيفة التيار 23/6/2010م