المشاركون يطالبون بالخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة.. رصد/ أمين جانو قضية وحدة السودان أصبحت من القضايا التي تؤرق الكثير من أبناء هذا الوطن لأهميتها، ولم يبق للاستفتاء سوي ((6)) أشهر ليصبح السودان أما واحداً موحداً – وهذا ما نرجوه – أو سوداناً منشكراً الى شمال وجنوب، وفي هذا الحال سوف لن يرحمنا التاريخ .. فجعل السودان موحداً في المرحلة القادمة من التحديات التي تواجه كل الشعب السوداني بانتماءاته وقبائله ومؤسساته ومنظماته المختلفة، وهنا للشباب دور متعاظم باعتباره من أكبر الشرائح تأثيراً في المجتمع لجعل الوحدة ممكنة، واستشعاراً لذلك نظمت أمانة الشابا الاتحادية بالمؤتمر الوطني أمس الاول منتداها الدوري حول ((دور الشباب في ارساء دعائم الوحدة)). وتحدث د. دفع الله بخيت- الأمين العام لجمعية القران الكريم بجامعة القران الكريم قائلاً: إن قضية وحدة السودان من القضايا الكبيرة التي تقف أمام الشعب السوداني، مطالباً كل مؤسسات الدولة بكل قطاعاتها المختلفة أن تكون لديها رؤى واضحة في كل تخصصاتها من أجل العمل للوحدة، ووصف الذين يتحدثون بسطحية عن قضية الانفصال بأنهم غير مدركين حقيقة الانفصال عند الكثير من السودانيين، وقال متسائلاً إذا كانت مطالبة الجنوبيين للانفصال بسبب الهروب من الإسلام والعروبة فهذا سيكون غير منطقي. مشيراً إلى أن منطقة ميناء ممبسا في كينيا أكثر عروبة وإسلاماً من السودان ومع ذلك هناك وحدة وتماسك في تلك المنطقة، وأضاف قائلاً: إن سمات السودانيين تجعل السوداني أكثر انتساباً لهذا البلد ولم تكن مثل هذه السمات في العالم العربي والأوروبي كالتسامح والاحترام والتعايش مما أصبح مضرباً للمثل، مستشهداً في ذلك بموقف أنه التقى بخواجة من الدول الاسكندنافية في ممبسا في كينيا وقال له أنه سوداني باعتباره عاش في السودان في فترة من الفترات في منطقتي توريت وأم درمان وغيرها قال إن السودان لا مثيل له في العالم بأجمعه من سمات طيبة، وهذا كان شهادة محررة للسودان من مثل هؤلاء سواء كانوا نرويجيين أو سويديين أو أية دولة من دول أوربا وهم يشهدون لنا بهذه الخصائص. وقال: إن من يحاول إلغاء هذا الانتماء فانه يخاطر مخاطرة كبيرة على مستواه الشخصي باعتبار هذه السمات التي فينا كمصدر للذكاء وأشياء كثيرة أخرى، مستدلاً في ذلك بأن الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته السلطنة الزرقاء كان بسبب تحالف عربي أفريقي زنجي، ولم تشهد البلاد مثل هذا الانتعاش بعد إلا في عهد السلطان علي دينار وذلك لوجود ذلك التمازج،مشيراً إلى أن السودان لا زال يعيش على الأوقاف التي تأسست في ذلك الوقت. مضيفاً أن الأوقاف الموجودة حالياً في المملكة العربية السعودية ظهرت في تلك الفترة، وأضاف قائلاً: إنه قام بعمل بحث أثناء وجوده في جامعة الخرطوم وتوصل إلى أنه لم تقم دولة في السودان في التاريخ القديم سواء كانت في علوة أو سنار أو في عهد الحضارة المروية وغيرها إلا وكانت وراءها أيدولوجية عقائدية، وكما لم يحدث ازدهار اقتصادي وغيره إلا بالتوجه العقائدي مشيراً إلى أن التوجه نحو عبادة الله سبحانه وتعالى من الأشياء المهمة، ومطالباً بشدة استصحاب الخطاب الديني مع الخطاب السياسي لمخاطبة الناس وألا يكون الخطاب سطحياً واصفاً المطالبين بالانفصال بأنهم مجازفون وسيواجهون تحدياً مستقبلاً. وتحدث الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» محرضاً الشباب والطلاب الوحدويين من أبناء الشمال والجنوب على الخروج والانتظام في مظاهرات ومسيرات تجوب وتنتظم كافة الشوارع بمدن البلاد المختلفة دعماً لقضية الوحدة وترجيحاً لخيار الشعب المنادي به. وقال إن الوقت لا زال كافياً لترجيح خيار الوحدة رغم أن الاستفتاء تبقى لإجرائه ستة أشهر فقط، معتبراً أن الوحدة كافية في النفوس والعقول، فقط تحتاج إلى تنشيط إن كان ذلك في الشمال أو الجنوب، وطالب الشباب بأهمية إقامة برامج سياسية وإعلامية وثقافية مكثفة تخدم قضية الوحدة في الفترة المتبقية للاستفتاء فضلاً عن تكوين توأمة بين الشباب الوحدويين في الشمال والجنوب خاصة شباب الحركة الشعبية من أجل العمل لتعزيز ودعم خيار الوحدة معتبراً ذلك يحقق الضغوط على شريكي نيفاشا باعتبار الوحدة رغبة شعبية، وأشار إلى أن السياسيين أحياناً تحكمهم مصالحهم الذاتية وليس تطلعات المواطنين، وأن قضية الوحدة أصبحت مسؤولية كبيرة لكل إنسان في مجاله لكي يعمل من أجلها، مشيراً إلى المقولة المشهورة التي قالها الراحل جون قرنق دي مبيور: «لا يمكن أن تكون شمالياً ولا يمكن أن تكون جنوبياً ما لم تكن سودانياً في المقام الأول». وأضاف قائلاً.. إن الفترة الانتقالية كانت كافية لعمل برامج الوحدة، ولكن أغلب السياسيين لا يمنحون الغير فرصة لعمل ذلك، بجانب الصراعات والكيد السياسي والخلافات التي أقعدت بالعمل في تلك الفترة، وقال: إذا حدث انفصال فإنه أول من سيحمل جنسية الدولة الجديدة، داعياً أن يكون صوت الوحدويين عالياً وقوياً ومؤثراً. -وأضاف- أنه أثناء وجوده في مباحثات السلام في نيفاشا كمراسل لصحيفة «أخبار اليوم» عندما تم التوقيع الأولي للاتفاقية في نهاية ديسمبر وعادوا لنيفاشا وكان معه يوسف عبد المنعم- رئيس الجالية السودانية في شرق ووسط أفريقيا بجانب مضوي خير الله من جهاز الأمن، دعاهم رئيس الجالية إلى نيروبي للمشاركة في احتفالات نهاية العام، وإلى سوق «فلوردا».. وقال عند خروجنا منه التقينا شاباً في عمر 17 سنة من أبناء جنوب السودان، فسلم علينا وقال لنا: «ما انتو قلتو ناس شريعة الجابكم هنا شنو؟».. قلنا له «الإنسان الذي يحكم بالشريعة ما بشوف مثل هذه الأماكن؟».. المهم سألته هل أنت زرت السودان؟ قال لي لم أزر السودان ولكني أنا حالياً شفتكم، وأتمنى أن أشوف الخرطوم. وقلت له لماذا تريد أن تشوف الخرطوم؟ قال لي بالحرف الواحد «الناس الهنا ديل ما بشبهونا» قلت له ليه ما بشبهونا.. ومنذ تلك الفترة شعرت باطمئنان بأن السودان سيكون بخير باعتبار هذا الشاب لم يزر السودان يوماً قط وكان لديه نظرة وحدوية.. وقال.. حقيقة هناك أخطاء تاريخية حدثت في السودان وعلينا الاعتراف بها، إننا كشماليين وجنوبيين ولم يكن لنا يد فيها، وهناك أيضاً أخطاء ارتكبت في حق الشعب السوداني تسبب فيها المستعمر ويجب أن يتحملها بدءً من تطبيق سياسة المناطق المقفولة ومروراً بمسألة إيقاف المد التعليمي في جنوب السودان، ولم تكن هناك مدارس حكومية في فترة من الفترات في جنوب السودان، بل قام المستعمر بعمل المدارس التبشيرية بهدف تخريج كوادر وقيادات معينة للعمل في اتجاه معين، كما لم تحدث تنمية في الجنوب بسبب الحروب، ويجب علينا الاعتراف بها، وقال: عندما يتحدث الناس عن حدوث تنمية في وسط السودان، فإن هذه التنمية لم يدخلها الشماليون بل أدخلها المستعمر لمصالحه الذاتية في مشروع الجزيرة وفي ميناء بورتسودان وغيرها، مشيراً إلى أن تلك التنمية التي حدثت كانت لخدمة الإنجليز، مطالباً بتفعيل النظام اللامركزي، القائم في السودان والعمل على ضوء وجود دستور قومي متفق عليه في الولاية، داعياً الالتزام بالقانون في ممارسة السلطات باعتباره مسألة مهمة ولا بد من تطبيقها تطبيقاً كاملاً لمعالجة بعض القضايا بجانب بسط المساواة أولاً والاحترام ثانياً والعدالة. والاعتراف بالأديان والتقاليد والمعتقدات والأعراف المحلية كمسألة مهمة في جنوب السودان واحترام مبدأ تبادل السلطة بالإضافة إلى الالتزام بمبدأ الاستحقاق والجدارة في الوظائف العامة وغيرها دون تمايز، بل بالشهادات والقدرات فقط. وأكد فاروق مصعب عبد القادر-الأمين العام لمجلس التعايش الديني السوداني أن الشباب هم أدوات التغيير، مطالباً أن يتعاهدوا من أجل سلامة وأمن البلاد بعدم اللجوء إلى العنف وما شابه ذلك، مشيراً إلى أن التنمية حق لكل مواطن ولا بد أن يكون شعارنا «التنمية والخدمات حق للمواطن» إن شعر بها أم لم يشعر، مشدداً على ضرورة تكوين لجان طوعية في الولايات بنص الدستور الولائي من أجل نشر ثقافة السلام، وأضاف قائلاً: لا بد أن تكون رؤيتنا « هذا الوطن يسع الجميع» وأن نخطط للأشياء الغير متوقعة، داعياً الشباب أن يكون لهم دور رسالي بتكويناته المختلفة لإعادة صياغة المجتمعات، وأن السودان يحتاج للبناء في حال الوحدة أو الانفصال. وقال إسماعيل دومنيك-أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني: إن الفترة المتبقية للاستفتاء كافية لجعل الوحدة جاذبة في حال استخدامنا اللغة الحقيقية للوحدة، مشيراً إلى أن الحركة الشعبية حالياً تعمل بطريقة غير مباشرة للوحدة عن طريق ممارستها للاعتقالات وغيرها من الممارسات في الجنوب. وأضاف قائلاً: بأن هناك حالياً في الجنوب تنمية في الطرق وغيرها لتجعل خيار الوحدة موجوداً، مشدداً على الشباب بضرورة النزول للميادين لتوعية المواطن بلغة بسيطة وجذب الوحدة عبر الفن والغناء وعمل دورات رياضية باسم الوحدة، بجانب مطالبته للشباب القيام بالتصدي للنشرات الإلكترونية التي تشير لأخبار الانفصال في الكثير من المواقع، وأوضح أن هناك 32% من الجنوبيين في الولايات الشمالية منهم 3% فقط هم الذين يؤيدون الانفصال باعتبار أنهم يعملون في الأعمال الهامشية و15% منهم مقيمون في المناطق التي تسيطر عليها الحركة في مدى ال(21) عاماً أما شباب الجنوب حالياً يمثلون 60% وهؤلاء كانوا مقفولين في مناطق الحركة لا يعرفون أي شيء عن السودان الشمالي والتعايش فيه أما الذين في دول شرق أفريقيا وغيرها هم الأكثر مطالبة بالانفصال، مشيراً إلى أن الذين كانوا موجودين في مناطق الحركة الشعبية أثناء الحرب هم الذين عايشوا فترة الحرب والسلام وهم الأكثر ضماناً للتصويت للوحدة. وقال إبراهيم أكوي-أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني بحر الغزال: إن الوحدة تحتاج لعمل كبير، مشيراً إلى أن آليات التغيير لتوعية المواطن الجنوبي تأخرت كثيراً. وأضاف: إن الوضع في الجنوب يحتاج لمواجهة جذب الوحدة عن طريق ترحيل المواطن الجنوبي بأبنائه هناك، وأضاف قائلاً: في حال ذهاب الجنوبي من الشمال إلى الجنوب بدون أبنائه يسمونه هناك بالجنوبي القشرة وليس جنوبياً أصلياً، مما يحتاج الوضع ذهاب كل جنوبي الى ولايته والعمل من أجل الوحدة، مشيراً إلى أنه حالياً أصبح الاقتصاد الكيني منتعشاً وأنها قامت برفع أسعار سلعها وستستفيد أكثر في حال الانفصال. وقال جبريل داؤود داو-أمانة الشباب شمال بحر الغزال إن اتفاقية السلام نفسها أعطت تقرير مصير السودان. واصفاً ذلك بأنها من أكبر الأخطاء التي ارتكبت، مشيراً إلى أن تقرير المصير فتح للانفصاليين ودول الغرب كوسيلة لتفتيت السودان. واقترح جالسنتو جوشو لأمانات الشباب في الولاياتالجنوبية المرتكزة في الخرطوم الذهاب إلى الولاياتالجنوبية للعمل مع الأمانات التابعة لها هناك من أجل تعزيز الوحدة عبر طرح أفكار تجعل الوحدة ممكنة، مطالباً الشباب بالتوجه إلى ولايات الجنوب والغرب والشرق للجهاد من أجل الوحدة.