طغت تفاصيل ومتابعات المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر التي قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تقام في الخرطوم على تفاصيل مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي، الذي انهي أعماله يوم أمس الأول، وتليت توصياته في القاعة الإقليمية لقاعة الصداقة في حضور عدد غير كبير من المؤتمرين وعدد اقل من الصحافيين الذين يبدو أنهم مشغولون بأخبار كرة القدم وتفاصيلها التي لا تنتهي. وتلي البيان الختامي للمؤتمر في حضور عدد من كبار القادة الجنوبيين أمثال رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام أكول وبنا ملوال وقسم الله رصاص وعدد من قادة الأحزاب التي شاركت في المؤتمر بالإضافة إلى سياسي شمالي واحد هو اللواء الهادي بشرى. وكان لافتا في البيان الختامي أن الأحزاب الجنوبية والبالغ عددها (7) أحزاب أعلنت عن تكوين تحالف يسمي ((تجمع الأحزاب السياسية الجنوبية)) واتفقت على خوض الانتخابات المقبلة ككتلة واحدة، وبالتالي يكون التحالف أول جسم سياسي يعلن رسميا كتحالف انتخابي للانتخابات المقبلة والمقرر إجراؤها في ابريل من العام المقبل. وفي هذا الصدد بقول بونا ملوال إن هذا التحالف ليس الغرض منه مواجهة الحركة الشعبية ولكن كتفكير استراتيجي للأحزاب الجنوبية. وقال ل(الأحداث) أن هذه الأحزاب الجنوبية اتفقت على التكتل لتبقي قوية وموحدة (نحن نريد جسما سياسيا جنوبيا قويا يقدر على خوض الانتخابات). وعمدت الأحزاب الجنوبية إلى التأكيد على ضرورة قيام الانتخابات في موعدها المحدد لضمان قيام الاستفتاء تحت سيطرة حكومة منتخبة كما جاء في البيان في فقرته الأولي. ويلاحظ أن هذا المطلب تحديداً هو ما ظل ينادي به حزب المؤتمر الوطني الحاكم بل أن قياديا مثل غازي صلاح الدين قال بلهجة حاسمة أن هذا الأمر خط احمر ولا نقاش فيه. ويرى مراقبون أن هذه التوصية ربما كانت بإيعاز من المؤتمر الوطني للأحزاب الجنوبية لكن ملوال يرفض هذا التحليل ويقول (ببساطة أن هذا الأمر موجود في اتفاقية السلام وأي تجاوز له يعتبر خرقا للاتفاقية وليس له علاقة بما يقوله المؤتمر الوطني). كما صوبت الأحزاب الجنوبية انتقادات لاذعة لحكومة الجنوب ورئيسها سلفاكير ميارديت وطالبته بالتواجد بالخرطوم العاصمة أغلب الوقت بعدما قال أنه يقضي معظم وقته بالجنوب لمناقشة الموضوعات التي تعترض تنفيذ اتفاقية السلام. وقالت أن (90%) من أموال الميزانية تمضي للحكومة والمسئولين، فيما تذهب بقية النسبة إلى الولايات. وطالبت بضرورة تصحيح الوضع الذي وصفته بالغريب. وفيما يتعلق بالأمن ذكرت أحزاب المؤتمر الجنوبي أن الأمن متدهور في الجنوب. ودعت إلى ضرورة أن يكون الجيش الشعبي لتحرير السودان محايداً في مهامه، وان يتم فصله تماماً من الحركة الشعبية. وبعد أن تليت التوصيات قال قسم الله رصاص بثقة أن الحركة الشعبية وبالرغم من مقاطعتها لأعمال المؤتمر ستعرف كل توصياته لان نسخة منه ستذهب إلى رئيسها سلفاكير ميارديت بجانب نسخ أخرى سترسل إلى رئاسة الجمهورية وأصدقاء الإيقاد مثل ايطاليا والنرويج والولاياتالمتحدة. وقال متهكما (إذا لم تشارك الحركة في هذا المؤتمر فإنها ستدعونا هي إلى الحوار الجنوبي – الجنوبي العام المقبل لأننا واثقون من نجاحنا). لكن الحركة الشعبية اعتبرت ما حدث في قاعة الصداقة والذي استمر لمدة ثلاثة أيام مجرد مسرحية، بحسب ما ذهب إليه نائب رئيس قطاع الشمال ياسر عرمان، الذي أضاف خلال مؤتمر صحفي أن مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي هو مجرد مؤتمر للتنسيق لعمل المليشيات في الجنوب، مشيراً إلى أن المؤتمر الوطني من يقف وراء فكرة قيامه. وهذا ليس أول مؤتمر يعقد للأحزاب الجنوبية بالخرطوم فقد تم عقد أكثر من ثلاثة مؤتمرات للأحزاب الجنوبية أشهرها الذي عقد بكنانة والذي عرف إعلاميا بمؤتمر كنانة . وقبله عقد مؤتمران بالخرطوم وخرجا بنفس التوصيات تقريباً. وفي هذا الصدد يقول قسم الله رصاص أن لهذه الأحزاب آليات محددة لإيصال مقترحاتها لحكومة الجنوب، وان هنالك طرق أخرى يمكن اللجوء إليها – لم يكشف عنها – في حال فشل الآليات العادية، لكن لام أكول اعتبر أن مثل هذه المؤتمرات ستثمر وإنها لن تتوقف حتى يصل الجنوبيون إلى حالة من تساوي الحقوق . علي حد قوله.. نقلاً عن صحيفة الأحداث 19/11/2009م