أكد الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة جبريل باسولي بشأن دارفور أن الحوار الجاري الآن في الدوحة يلقى قبولاً من المجتمع الدولي مشيداً بممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الذين اثبتوا من خلال تواجدهم الى جانب الوساطة التزامهم ببناء السلام في دار فور ، مشيراً إلى أن مشاركة ممثلي كافة فئات المجتمع المدني الدارفوري في الحوار تدل على التزامهم بمسائل الحوار والسلام وإعادة الاعمار. وقال باسولي خلال مخاطبته المجتمع المدني الدارفوري "هذه محادثاتكم انتم ، وأنتم القادرون على صنع السلام". وأكد باسولي أن انطلاق محادثات دارفور الشاملة من الدوحة تهدف إلى الخروج بحل شامل لأسباب الأزمة وتجاوز الآثار التي سببتها الحرب وتسريع برنامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال تحقيق هذه الغاية كان يتطلب بالضرورة مشاركة الممثلين المدنيين للأهالي بجانب الحكومة السودانية والحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور ، في تحليل مسببات الأزمة والبحث عن الحلول لها. وقال باسولي إن إسهام المجتمع المدني يمثل أهمية بالغة لإحلال السلام في دارفور مشيراً إلى أن الوساطة معنية أولاً وقبل كل شي بعد انتهاء المداولات هنا في الدوحة الاستماع لما يستطيع المجتمع المدني أن يقوم به بنفسه لتعزيز الوفاق والمصالحة الاجتماعية والعيش في تناغم ووئام. وأكد باسولي رغبة الوساطة في سماع وجهات نظر المجتمع المدني الدارفوري بوجه الخصوص ، مشيراً إلي ان محادثات السلام الشاملة من الطبيعي ان تشتمل على مفاوضات مباشرة بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية المسلحة ، مشيرا الى استعداد الغالبية العظمى من المقاتلين الرئيسيين للانخراط في عملية السلام هذه ، داعياً الموقعين على اتفاق حسن النوايا في الدوحة 17 فبراير الماضي الى الإسراع في ايجاد مناخ يتسم بالتهدئة والثقة المتبادلة لضرورة ذلك في تحقيق السلام ، كما دعا الوسيط المشترك د. خليل إبراهيم وعبد الواحد نور ، لتوحيد موقفيهما وكافة حركات دار فور، كما حثهما على التفاوض معا حول شروط السلام والمصالحة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي. وأعرب عن أمله ان يتم في نهاية المحادثات الاتفاق على اتفاقية شاملة تتضمن وقف العدائيات العسكرية وتشتمل على ترتيبات سياسية وأمنية تؤدي كلها الى إحلال سلام نهائي ومستدام في دارفور فضلاً عن تعزيزها الاستقرار في السودان. ولفت باسولي في كلمته ان تحسين العلاقات التشادية السودانية يساعد على توطيد عملية السلام ، وهنأ رئيسي جمهورية البلدين على اتخاذهما خطوات هامه للحد من حالات التوتر وتحسين العلاقات بين البلدين الجارين ، مؤكداً أن الالتزام الواضح من الرئيسين لإعادة الثقة وتحسين الامن سيساعد على دفع عملية سلام دارفور منوهاً لجميع الجهات والدول التي ساهمت في تحسين هذه العلاقات ومنها دولة قطر التي استضافت المحادثات التي أسفرت عن اتفاق الدوحة في 3 مايو 2009 بين البلدين.