بحجة أمن أمريكا سجل التاريخ للرئيس الأمريكي باراك أوباما سقطة دكتاتورية.. حين أصدر قانونا مثيرا للجدل ينص على إغلاق أو بالأحرى قتل شبكة الإنترنت وقت الأزمات الوطنية.. الأمر الذي أثار العديد من المخاوف والانتقادات على نطاق واسع. يقول أوباما انه سيكون قادرا على إغلاق محركات البحث الأقوى والأشهر مثل جوجل وياهوو، وذلك لوقف وصول مواقعها على شبكة الإنترنت في أوقات الطوارئ الوطنية. هذه الصلاحيات التي تمنح للرئيس لفرض سيطرته على شبكة الانترنت في أوقات محددة.. إلى أي مدى تحقق الأمان للدولة وللمواطنين؟! هذا هو السؤال المطروح على الساحة الأمريكية بل والعالمية، وخاصة أن الإنترنت نفسها قد تكون الوسيلة الأنجع في هذا العصر.. لوصول أي رئيس إلى كرسي الحكم. المبررات بحسب رئيس لجنة الأمن الداخلي الأمريكية تتمثل في الحماية من هجوم القراصنة على النظام المالي في أمريكا، بعد أن زاد عدد الهجمات على الإدارات الحكومية بنسبة 400% في السنوات الثلاث الماضية، وبالتالي يصبح القانون ضروريا للحفاظ على تلك الشبكات، والأصول، ولحماية البلد والشعب، علما بأن الشركات التي سترفض الامتثال له ستخضع لغرامات ضخمة. المعروف أن أمريكا تعرضت لأكثر من 45 ألف هجمة إلكترونية خلال العام الماضي، ووصلت خسائر وزارة الدفاع الأمريكية جراء ذلك إلى 100 مليون دولار، في حين زاد عدد الحوادث الأمنية على الإنترنت بنحو 400% بين عامي 2006و.2009 المنتقدون يقولون إن القانون غير عادل، وسيكون استغلالا سيئا للسلطة يمكن البيت الأبيض من السيطرة على الإنترنت، وهذا ما تؤكده جماعات الضغط والحقوقيون الذين يرون فيه مصادرة لحرية التعبير، وممارسة الرقابة، أما الشركات الكبرى المرحبة به والتي يقوم عملها على الإنترنت فتجده فرصة مواتية تضمن لها الحصول على تعويض مالي في حال توقف الشبكة. العجيب في هذا الأمر أن هذا القانون رفضه بوش (الدكتاتوري) سابقا، وان أوباما نفسه كان يؤكد انه سيعمل على توفير شبكة الإنترنت للإيرانيين بدون خوف من الرقابة، وانتقد طهران لأنها عزلت نفسها بتوجه مماثل. صحيح أن الأمن القومي، والعافية الاقتصادية، رهينان بأمن واستقرار وسلامة الشبكة المعلوماتية، ولكن هل يجوز لأي رئيس دولة أن يقتل الشبكة الالكترونية.. بحجة ضمان حياة شعبه؟ لقد أجابت أمريكا بطلة العالم لمناصرة الحريات على هذا السؤال! فهل يسير القادة العرب على نفس النهج الأوبامي.. أم ان الإجابة لديهم تختلف؟! المصدرك اخبار الخليج 7/7/2010