القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرابيسك أمريكاني!!!!
نشر في الصحافة يوم 30 - 12 - 2011

٭ أطلعت في يوم الجمعة 61/ ديسمبر 1102 في صحيفة الاهرام المصرية الصفحة الخامسة على كتاب بعنوان أرابيسك امريكاني من تأليف د. أحمد بسادة قام بعرضه وتحليله السيد مصطفى سامي.
قبل ان نتحدث ونعلق على موضوع الكتاب الذي نحن بصدد التعليق عليه سنتحدث في إيجاز شديد عن زيارة السيد سلفاكير رئيس حكومة الجنوب لإسرائيل هذه الزيارة في اعتقادي ستكون كارثة لجنوب السودان لأن سلفاكير لا يمثل مختلف القبائل الجنوبية وهناك صراع مدمر بين قبيلة الدينكا التي نحترمها وقبيلة النوير وقبائل اخرى جنوبية وكنا لا نود أن يقوم سلفاكير بهذه الزيارة والكل يعلم ان اسرائيل كانت تمد منذ سنوات طويلة حركات التمرد في جنوب السودان، وقد صرح بذلك السيد جوزيف لاقو الذي كان يدير شؤون الجنوب بعد اتفاقية اديس ابابا عام 2791?بالاضافة لشغله منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية في عهد مايو، ونقول لسلفاكير انت قد لا تعلم أن 09% من الافارقة وغيرهم يعتنقون الدين الاسلامي ويحترمون كافة الأنبياء عليهم السلام وأنهم لم يرحبوا بزيارتك لتل ابيب لا سيما وأن اسرائيل وهى دولة إرهابية في العالم وتجري حفريات تحت المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتقوم باغتيالات حقيرة وإرهابية ضد المناضلين الفلسطينيين وتفرض عليهم حصاراً جائراً وشيدت جدارا عنصريا لم تر مثله البشرية، وهى لم تعمل على الاطلاق على نشر التعليم والمستشفيات والبنية التح?ية، بالرغم من أنها تدعو الدول الاسلامية والعربية لتطبيق العلمانية وهى اعلنت أنها دولة دينية خاصة باليهود!!! ومما يدعو للسخرية أنه عندما نقلت الفلاشة من أثيوبيا رفضت سلطاتها الطبية أن تأخذ عينة الدم من الفلاشة وخصصت مقابر خاصة للفلاشة!!! وحين استعانت مصر في الستينيات من القرن الماضي بخبراء ألمان متخصصين في مجالات الذرة ارسلت اليهم خطابات تحمل في طياتها متفجرات ونقول للسلطات الأمنية والسيد رئيس الجمهورية في سوداننا العزيز احذروا الخطابات التي تصل من الخارج وإن إسرائيل تستغل مثل هذه الخطابات للقضاء على المسؤ?لين في الدول العربية وغيرها مثلما أرسلت خطابات مفجرة لاغتيال الخبراء الالمان الذين كانوا يعملون في مصر.
وأخيراً نقول ان الذي قام بإغتيال الزعيم الراحل جون قرنق وهذا رأيي وليس رأى الحكومة ولا الصحيفة التي اتشرف بالكتابة فيها هو الرئيس الاوغندي موسفيني بإيحاء من الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل والذي قام بإغتيال الجنرال أطور هم العاملون في المخابرات الإسرائيلية الموساد.
لقد فاجأ الثوار في البلدين واشنطن والعالم بالاطاحة بالنظامين الاقرب لصداقة الولايات المتحدة وإسرائيل، مهما أثار المشككون من غبار ومهما عرضوا من اوراق بحث، لكن الأمانة تقضي أن أعرض المعلومات التي قدمها المؤلف والباحث من التركيز على ربيع 52 يناير، فقد عشت مع ملايين المصريين ايام الثورة التي اطاحت بمبارك ونظامه الفاسد، وتحقق نضال الأبناء، وحلم الآباء الذي انتظرناه ثلاثين عاماً.
قبل أن أبدأ عرض الكتاب، أشير الى ما نُشر في الاهرام يوم الثلاثاء 31 ديسمبر بالصفحة الاولى تحت عنوان (004 منظمة حصلت على تمويل اجنبي.. وبدء استجواب المتهمين) وقبل ذلك بأيام أبدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة ابو النجا قلقها من تمويل الجمعيات الأهلية غير المسجلة من جهات خارجية، واعلنت انه منذ قيام الثورة حتى الآن، تلقت منظمات غير المسجلة من جهات خارجية، واعلنت انه منذ قيام الثورة حتى الآن تلقت منظمات غير مرخصة من الولايات المتحدة 53 مليون دولار وهو ما يثير عدداً من التساؤلات، وقالت ( لابد لكل صاحب عقل?أن يميز ماهو الغرض من ذلك؟!) اضافت الوزيرة ان توجيه المال السياسي للجمعيات الأهلية غير المسجلة خاصة في المرحلة الحالية تحت ستار النشاط الديني ومتابعة الانتخابات لا يمكن قبوله لأنه يضرب بعرض الحائط كل القوانين وسيادة الدولة ، وفي نفس الاسبوع استدعت وزارة العدل المسؤولين عن خمس جمعيات أهلية تعمل بطرق غير شرعية حصلت على 811 مليون جنيه من جهات خارجية بالمخالفة للقانون، وطالب الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية مديري المديريات في مختلف المحافظات بمتابعة مستمرة على المنح الخارجية.
مؤلف الكتاب د. أحمد بسادة عرض المعلومات والارقام كما هى من مصادرها دون تدخل أو ابداء رأى وترك للقارئ ان يحكم ويتخذ الموقف الذي يراه.
لكن الباحث الجزائري المتابع لكل أحداث الوطن العربي والمهموم ايضاً بما يجري في الوطن الأم والمراسل لصحيفة (لوران) اكبر الصحف الجزائرية التي تصدر باللغة الفرنسية، كما انه يكتب مقالات في صحيفة الاهرام الاسبوعية يختلف تماماً عن الكتاب والمحللين الغربيين من ذوي سوء القصد والنية الذين يعرضون في كتاباتهم بلا سند آراء تعبر عن عنصريتهم ومواقفهم المعادية للعرب والمسلمين، الذين هم مرضى بالكراهية وبعمى الالوان السياسي، فيحولون بأقلامهم اللون الابيض الى اسود والإشاعة الى خبر يقين! يقول المؤلف: فاجأت مصر وتونس العالم بث?رتيهما، فبعد سنوات من القهر والعبودية تحرر المصريون والتونسيون من الحكم الديكتاتوري وتحول ميدان التحرير في القاهرة وصنعاء في اليمن وشارع بورقيبة في تونس وميدان اللؤلؤة في المنامة بالبحرين الى رموز لنضال شعوب هذه الدول وقبلة ثورات الشارع العربي.
اوباما وهيلاري كلينتون وتكنولوجيا الاتصالات
٭ الثورتان المصرية والتونسية تشغلان النصيب الاكبر من صفحات الكتاب، فقد نجحتا في إسقاط نظامي مبارك وزين العابدين لم يكن القذافي ونظامه قد سقط عند صدور الكتاب. تناول المؤلف النتائج التي تحققت من الثورتين، ثم الدور الايجابي لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تعبئة الجماهير خاصة ما يتعلق بالثورة المصرية وأشار الى اعتراض الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على قطع الاتصالات مع الانترنت وهو الاجراء الذي اتخذته الحكومة المصرية في الايام الاولى من الثورة. لكن دفاع السيدة كلينتون عن حرية المواط?ين في الابحار في فضائيات هذه التكنولوجيا أثار لدى المؤلف بعض الشكوك حول موقفها من الثورة.
وقد واصلت وزيرة الخارجية الامريكية يوم 51 فبراير بعد ثلاثة أسابيع من الثورة المصرية تأكيداتها أن ( الانترنت اصبح الفضاء العام للقرن الحادي والعشرين) والمعارضون في مصر وايران الذين يستخدمون الفيس بوك والتويتر واليوتيون يؤكدون تخصص 52 مليون دولار لمساندة مشروعات لإنشاء آليات تساهم في تدعيم حرية التعبير. ازاحت الوزيرة الامريكية الستار أيضاً عن قرار الحكومة الامريكية مساندة خطوة تويتر في استخدام اللغات الروسية والصينية والاوروبية بعد الفارسية والعربية.
تناول المؤلف (العلاقات المعقدة) التي ناقشتها الصحافة الامريكية بين وزارة الخارجية (وجوجل) الذي يعد (سلاح الدبلوماسية الامريكية) بعد ذلك طرح عدداً من التساؤلات حول ما هى العلاقة بين حكومة واشنطن وبين التكنولوجيا الحديثة؟ كيف يتخذ مسؤولون كبار في الإدارة الامريكية قرارت تتعلق بشركات هذه التكنولوجيا التي يفترض أنها خاصة وليست حكومية؟ وقد اشار الى التدخل الامريكي في عمل هذه الشركات بعد الاحداث التي صاحبت الانتخابات الايرانية لكن دور الإعلام الالكتروني قبل أحداث الشرق الاوسط وايران كان واضحاً أكثر في الثورات ال?لونة التي اطاحت بعدة حكومات في الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي بعد عام 0002 فقد تبين أن هذه الثورات جرى التخطيط لها وتشكيلها وتمويلها بواسطة منظمات امريكية وهو الامر الذي يدعونا لأن نتساءل هل هنالك ايدي امريكية خلف ثورات الشارع العربي؟
الثورات الملونة والدور الأميركي
٭ تحت عنوان (الثورات الملونة) خصص المؤلف فصلاً كاملاً عن هذه الثورات التي تسببت في قلب انظمة الحكم في جورجيا في 3002 واوكرانيا في 4991 وكيرجيزستان في 5002م، وقد اعتمدت هذه الثورات على تعبئة اعداد من الشباب النشطاء من أبناء البلاد المعروف عنهم انتماؤهم للغرب من الطلبة الثائرين على الاوضاع، ومستخدمي تكنولوجيا الاتصالات المعارضين لنظام الحكم، وسوف اضرب مثلاً واحد من عدة أمثلة طرحها المؤلف ففي مقال طويل تضمن تفاصيل عن دور الولايات المتحدة في الثورات الملونة بعنوان (ثورات الفرسان- التسوق الامريكي لتغيير أنظمة ا?حكم في شرق اوروبا) وقد كتبه استاذان بجامعة بورتلاند ذكرا فيه ( انه بين أعوام 0002 و5002م قد وقعت انقلابات في انظمة الحكم في الدول التي تتحالف حكوماتها مع روسيا في جورجيا واوكرانيا وكيرجيزستان قادها الشباب الثوار في هذه الدول دون عنف أو إراقة دماء. أما الإعلام العربي بصفة عامة فقد (تظاهر) بأن هذه الثورات عفوية ووطنية تؤديها الشعوب، وان (الثورات الملونة) هى حصيلة إعداد وتخطيط من الثوار. والواقع أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب مارسوا ضغوطاً على هذه الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي بعد الثورة على ال?نظمة الشيوعية مستخدمة المال والتكنولوجيا في خدمة (فرض الديمقراطية).
أشار المؤلف الى حركات سياسية شاركت في قيادة هذه الثورات الملونة وعرض دراسة حول (تطبيق فكرة المقاومة السلمية التي لا تستخدم العنف) لفيلسوف واستاذ العلوم السياسية بجامعة ماسشوسيس (جين شرب) وكان أحد المرشحين للحصول على جائزة نوبل للسلام عام 9002 وقد اعتمدت دراسته التي صدرت بعنوان :( من الدكتاتورية الى الديمقراطية) على جميع الثورات الملونة وترجمت الى 52 لغة من بينها العربية وقد نشرت في كتاب متاح للقراء مجاناً على الانترنت، ووجهت الطبعة الاولى التي صدرت عام 3002 الى المنشقين في بورما وتايلاند. وفي عام 5002 احتر?ت مكتبتان روسيتان في موسكو كانتا تعرضان نسخاً من الكتاب باللغة الروسية في حادث غامض مما تسبب في تدميرهما تماماً. كما القى القبض في عام 0102م على عدد من النشطاء السياسيين في فيتام بتهمة توزيع هذا الكتاب وشارب هو المؤسس ل( معهد البيرت اينشتين) الذي يعد رسمياً مؤسسة متخصصة في طريق المقاومة السلمية في الصراعات ويصنف هذا المعهد على أنه (الواجهة الايدولوجية لوكالة المخابرات المركزية الامريكية)، وقد جرى تصدير أفكار شارب الى عدة دول حول العالم بواسطة الكولونيل السابق بالجيش الامريكي روبرت هيلفي الباحث بمعهد اينشت?ن، وقد اعترف في مقابلة صحفية بأن الولايات المتحدة خصصت 52 مليون دولار لتمويل حركة المنشقين في جورجيا، ومن خلال تجاربهم في زعزعة النظام الحاكم، أسس النشطاء التابعون لحركة تجميع المعارضين مركزا لتدريب الثوار في عدة دول حول العالم اطلقوا عليه ( مركز تطبيق النضال السلمي والاستراتيجية) ويساهم في تمويل هذا المركز وغيره منظمة ( فريدم هاوس) ورجل الاعمال الامريكي المعروف جورج سوروس. وهناك وثيقة تحدد الهدف من إنشاء هذا المركز بعنوان (النضال السلمي في خمسين نقطة) وقد ذكرت 991 (طريقة للعمل السلمي) ومن بين هذه الطرق إق?مة علاقة صداقة مع العدو، ومشاركته في المظاهرات، وفي الجنازات الجماعية التي تقام للاحتجاج والرسائل الالكترونية الجماعية والمساندة في برامج الاذاعة والتلفزيون وفي الصولات والاحتفالات الدينية ومصادقة العدو تتضمن أيضاً ارسال باقات ورد وسجائر واطعمة لكوادر النظام المسؤولين عن تفريق مظاهرات المعارضين والتقاط صور لهم تؤكد روح الود معهم. عرض المؤلف صوراً من بعض رموز (الثورات الملونة) في صربيا وجورجيا وايران وفنزويلا.
في فصل آخر عرض المؤلف قائمة تتضمن المنظمات الامريكية التي تتولي (تصدر الديمقراطية) والتي تقوم بإثارة القلاقل ضد النظام الحاكم خارج الولايات المتحدة، وضرب أمثلة لمنظمات تعمل في دول امريكيا الجنوبية وفي دول شرق اسيا، وأشار الى عدد من المنظمات الاهلية ومعامل الفكر وعدد من الوكالات الحكومية وأسماء غامضه مهمتها الدعاية السياسية الامريكية في الخارج مثل وكالة المخابرات الامريكية وتعد الوكالة الدولية للتنمية مستقلة عن الحكومة الامريكية فهى لا ترتبط (رسمياً) بأية إدارة تنفيذية فيدرالية، وقد أنشئت عام 1691 خلال حكم?الرئيس كنيدي بعد صدور قانون المساعدة الخارجية والذي فصل بين المساعدات العسكرية والمدنية. وهذا القانون يختص بالسياسة الخارجية الامريكية وحماية الأمن الامريكي في الخارج ومساعدة الشعوب في العالم في جهودها من أجل التنمية الاقتصادية وإقرار الأمن الداخلي والخارجي وتقديم المساعدات الانسانية أما مهمتنا المعلنة فهى دعم الديمقراطية حول العالم. وقد انفقت ملايين الدولارات للتشجيع على الثورة على الانظمة الحاكمة في عدة دول بأمريكا اللاتينية.
التكنولوجيا الحديثة:
٭ يذكر المؤلف في بداية هذا الفصل الذي يعرض فيه دور هذه التكنولوجيا في إنجاح ثورات الشارع العربي، خبرا نشر في الاهرام يوم 81 فبراير 1102 بعد اسبوع من تخلي حسني مبارك عن الحكم، فقد اطلق زوجان من القاهرة اسم فيس بوك على مولودهما ليؤكدا أهمية تكنولوجيا الاتصالات في نجاح الشارع ليس في مصر فقط بل في بقية الدول العربية، لكنه يقول إن دور هذه التكنولوجيا في قلب الانظمة الحكمة ليس جديداً في حركة تجمع نشطاء الصرب التي يطلق عليها (اوتبور) التي تعني باللغة الصربية المقاومة، والتي لعبت دوراً اساسياً في الإطاحة بالرئيس س?وبودان ميلوسيفيش تعد الاولى في تاريخ استخدام هذه التكنولوجيا مثل التلفون المحمول والانترنت في العمل الثوري. وقد استفادت الثورات الاخرى الملونة من تجربة ومساعدة أوتبور واعترف نشطاء حركة (بورا) في اوكرانيا بأنهم استخدموا نفس الاساليب التي يتبعها النشطاء في (حركة اوتبور) وقالوا ( بدون هذه التكنلوجيا لا يمكن ان ننجح ابداً) لقد اتاحت هذه التكنولوجيا للثوار التواصل والتعرف على بعضهم وتبادل المعلومات بمنتهى السرعة، وتسهيل تعبئة اكبر عدد من الافراد حول مشروع أو قضية. وقد كان قطع الاتصالات عبر الانترنت والتليفون ال?حمول بين 82 يناير وحتى 2 فبراير بواسطة سلطات الأمن المصرية دليلاً آخر على أهمية هذه التكنولوجيا في تجميع وتعبئة الثوار. وكان تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتشارها بين جميع طبقات المجتمع خاصة في الدول النامية بمثابة ميلاد لوسائل وطرق جديدة للتواصل على قدر كبير من الفاعلية بين أفراد المجتمع. لكن جوجل ويتيوب وفيس بوك وتويتر جرى تطويرها بواسطة شركات امريكية مرتبطة بالإدارة الامريكية فخلال صيف 9002م كان هذا التعاون واضحاً خلال (الثورة الخضراء)، وقد اكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان ( تويتر كان في غا?ة الأهمية لحرية التعبير في ايران لتجنب الرقابة التي تفرضها السلطات الايرانية، فقد طورت شركة امريكية مركزها الرئيسي في ماسشوسش برنامج (ت.زو.ر) الذي يسمح بالابحار بحرية عبر الانترنت ويتاح استخدامه مجاناً للشباب المنشقين الايرانيين. والآن تعلن صفحة استقبال موقع (تور) بوضوح إتاحة هذا البرنامج للنشطاء.
وهذا الموقع مهمته كما يعلن المتخصصون تطوير وتحسين وتوزيع البرامج والوسائل مجاناً التي تدعو الى حرية التعبير والارتباط بين المدنيين وقد اوضحت ممثلة للشركة صانعة هذا البرنامج ان (الهدف من تور) هو السماح للافراد بالتعبير عن آرائهم بطريقة آمنة ومشاركة المعلومات بين النشطاء في الدول ذات الانظمة الشمولية. يقول المؤلف إنها نفس الشركة التي ساعدت مستخدمي الفضاء الالكتروني التونسيين والمصريين خلال الثورة للالتفاف حول الرقابة الحكومية.
ويتساءل المؤلف: اذا كانت (تور) تقوم بتوزيع برامجها مجاناً حول العالم فمن يقوم بتمويل هذه الشركة؟ ويرد بأن موقع الشركة يعلم أنها تتلقى أموالاً من عدد من الشركاء في الشركة، لكنه لا يذكر من هو الشريك الرئيسي الذي يدفع بالملايين لتمويل انشطة الشركة، لكن هيلاري كلينتون صرحت أخيراً وبوضوح في 01 يناير 0102م بدعم برنامج ابتكر خلال إدارة بوش يهدف الى الرقابة المساعدة المالية للشركات والمنظمات الغير حكومية التي تصنع برامج ضد الرقابة التي تفرضها الحكومات لمساندة المعارضين في الدول ذات الانظمة الشمولية على احتواء الر?ابة. وقد اعلنت السيدة كلينتون أخيراً إنشاء خدمة متخصصة في الحكومة الامريكية وتخصيص 03 مليون دولار لنحو ستين منظمة تقوم بتطوير برامج ضد الرقابة، ومنذ أن قطعت الحكومة المصرية الاتصالات بالانترنت والتلفون المحمول خلال الايام الاولي من ثورة 52 يناير تعاونت جوجل مع تويتر.
في البحث عن حل يسمح لمستخدمي تكنولوجيا الاتصالات من الشباب المصريين التواصل وتبادل المعلومات وقد وجد الحل في زمن قياسي سمحت هذه الخدمة لجميع الافراد مجاناً للضغط على ثلاثة ارقام من أى تلفون متاح وترك رسالة وهذه الرسائل تحول وتسجل في رسائل لتويتر. والسؤال هو كما يقول المؤلف كيف يمكن لشركة في وقت قياسي تحدد المشكلة، وتشكيك فريق من الباحثين بما هو مطلوب دون الاعتماد أو مساعدة من الانترنت؟ ويرد بأنه في الواضح أن الخبراء في جوجل بالتعاون مع مستخدمي التكنولوجيا الحديثة في مصر من الشباب قد قاموا بالمهمة، وغداة قط? الاتصالات عبر الانترنت في مصر، أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما أن (الحكومة يجب ان تحترم حقوق المصريين وإعادة فتح قنوات التواصل الاجتماعي والانترنت) وطالبت هيلاري كلينتون السلطات المصرية بوضع حد للإجراءات التي لم يسبق لها مثيل لقطع الاتصالات. المساحة لا تسمع بنشر مزيد من التفاصيل حول دور شركات الاتصالات الالكترونية في الإطاحة بعدة أنظمة حكم، واثارة القلاقل ضد أنظمة أخرى معارضة للمصالح الامريكية.
الثورة المصرية:
٭ شغل الفصل الخاص بثورة 52 يناير اكبر مساحة بين فصول الكتاب. ويبدو أن المؤلف من مقر اقامته في مونتريال كان يتابع بدقة وبصفة يومية كل ما يجري في التحرير والمدن الكبرى في مصر واساليب التواصل عبر الفضاء الالكتروني بين شباب الثورة.
يقول ابن سادة عندما قطعت الحكومة الاتصالات يوم الثلاثاء أول فبراير 1102 عبر الانترنت والتليفون المحمول، طوال اربعة ايام اتخذت الوسائل لمساعدة مستخدمي الفضاء الالكتروني لمواصلة التواصل وقد مدت شبكة فرنش داتا خطاً تلفونياً بسرعة وقامت (تليكومكس) وهى حركة سويدية للنشطاء الذين يستخدمون أجهزة الاتصال بمد خط تلفوني آخر كوسيلة تسمح للشباب بمواصلة الاتصال بالخارج، كما تعاونت جوجل مع تويتر في جهودها لعمل برنامج (سبيك 2 تويت) لنفس الهدف وفي الاربعاء 2 فبراير الذي وصفه المؤلف ب(يوم البلطجة) الذي وقعت فيه معركة الجمل?مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الثوار بجروح بالغة ومن خلال موجات تلفونية محطة (فرانس 42) وأعلن أحد النشطاء انه من الواضح ان الحكومة وراء هذا الهجوم وقد استقر عمر عفيفي سليمان في مكتبة الذي يقع على بعد الاف الكيلومترات ومن ضفاف النيل، حيث كان يستقبل جميع الاحداث مباشرة في التلفون من القاهرة وقد استخدم شقته السكنية الصغيرة التي تقع على بعد بضع دقائق من واشنطن كمركز قيادة، وأمامه خريطة تفصيلية لميدان التحرير والضواحي المجاورة على شاشة ضخمة وبمساعدة من عدة أجهزة كمبيوتر وضعت في خدمته، كان يجري اتصالاته بالنشطاء ?ي القاهرة باستخدام سكايب وفيس بوك وتويتر والتلفون المحمول. ومن مكتبه المجهز بالتكنولوجيا، كان يقود العمليات ويعطي المشورة للنشطاء المصريين للاحتجاج السلمي دون التعرض للسجن من الشرطة، وقد كان عمر عفيفي ضابطاً بالشرطة على مدى عشرين عاماً قبل ان يهاجر للولايات المتحدة.
يقول المؤلف إن الثورات العربية لم تكن بعيدة أيضاً عن التدخلات المباشرة وغير المباشرة للمنظمات الاهلية الامريكية التي يعمل معظمها بتعليمات من الحكومة الامريكية ووكالة المخابرات المركزية، لكن الشعوب التي قامت بالثورة في الشارع العربي كانت على قدر كبير من الشجاعة، كثير من المناضلين قدموا تضحيات كبيرة لوضع نهاية لنظم الحكم الاستبدادية المطلقة، ولكن هذه الثورات لم تكن لتنجح بدون مساعدة ملحوظة ذات نكهة امريكية، ويضيف ان هناك من يري ان هذا التحليل يتضمن إهانة لذكرى شهداء الثورة ولكن لماذا يجب أن يكون مناخ الربيع ?لعربي أكثر نقاء من غيره؟! ومن المعروف أن قادة هذه الحركات على وعي كامل بكل ما يحدث حولهم.
ليس هناك ادنى شك في أن الولايات المتحدة كانت تعمل بنشاط، وقد بدأت بإعداد وتمويل نشطاء الفضاء الالكتروني ومن يتعاونون معهم في الداخل، وفي مقال نشر في الواشنطن بوست بقلم س.ج هايلي قدر الكتاب أنه منذ عام 5002 شارك اكثر من عشرة آلاف مصري في برنامج حول الديمقراطية وإدارة الحكم، تم تمويلها بواسطة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، وجرى تنظيمها والإعداد لها من خلال المعهد القومي الديمقراطي للشؤون الدولية، والمعهد الجمهوري الدولي المرتبط بالحزب الجمهوري الذي يرأسه السناتور جون ماكين. كل المعلومات وكل هذه الشكوك ال?ي تضمنها الكتاب أو هذه الدراسة حول الثورة المصرية والثورات العربية، لا تعني على الاطلاق أن اصابع امريكية كانت تلعب وتحرك هذه الثورات وبالنسبة لثورة 52 يناير المصرية فالمعلومات والاخبار التي خرجت من واشنطن بعد قيام الثورة، أكدت ان الولايات المتحدة وحلفاءها فاجأتهم هذه الثورة وقد تردد أوباما في مساندتها في البداية حتى تأكد من نجاحها، كما أن إسرائيل التي تتحدث بلسان واشنطن بأخبار الثورة وسقوط مبارك الحليف لواشنطن وتل ابيب.
وسائط الاتصال في اوروبا الغربية تعمل على نشر ما يمكن أن نسميه السندكات ومصطلح السندكات هو حين تنشر صحيفة موضوعا فإن مختلف وسائط الاتصال تعييد نشر هذا الموضوع ونحن بكل أسف لم نطبق السندكات!!!!
خارج النص:
٭ منذ سنوات وأنا أكرر أن مجلس الأمن يعتبر اعلى مراحل الديكتاتورية والدول المنضوية في عضويته لا ترعى إلا مصالحها الشخصية وتخصصت في استخدام البند السابع في معاقبة دول العالم الثالث، لذا نرى ويجب علينا أن نرفض بشدة تطبيق البند السابع في أبيي، ونحن ذكرنا في مرات عديدة رفض خروج الجيش السوداني البطل من منطقة أبيي ونرى ان يقوم الجيش السوداني البطل بتحرير السودان من كافة المتمردين في مختلف ولايات السودان ولا نلتفت للتهديدات الامريكية، ومحكمة الجنايات الاستعمارية المسماة بالدولية هى تخصصت في معاقبة الدول النامية ف? افريقيا ولم تجرؤ على محاكمة جورج بوش الابن المجرم الذي دمر العراق بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل، ولم تدن تدمير حلف الاطلنطي الناتو بحجة حماية المدنيين وهذا كذب أشر لأنهم دخلوا لحماية مصالحهم والاستيلاء على البترول الليبي، ونحن لا نؤيد إلا المظاهرات التي تهدف الى القضاء على كافة المتمردين والانفصاليين وهم قلة في جنوب البلاد وشماله.
وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية. إنه نعم المولى ونعم النصير.
* ماجستير ودكتوراه في فلسفة التربية
من جامعة كيندي ويسترن الامريكية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.