حذر عدد من الأكاديميين والباحثون والخبراء من مخاطر انفصال الجنوب ووصفوه بالكارثة حال حدوثه، وتوقع متحدثون في ندوة (تحديات الوحدة ومخاطر الانفصال) التي نظمها مجلس الشباب العربي والافريقي أمس، ارتفاع أصوات التيارات الوحدوية خلال الايام المقبلة، وقالوا إن الاجواء الحالية باتت الآن اقرب الى الوحدة، مشيرين الى تراجع وخفوت الاصوات الانفصالية. من جهته دعا وزير الدولة بالخارجية كمال حسن لدى مخاطبته الندوة، أبناء الجنوب للتصويت للوحدة لما فيها من مكاسب كبيرة مقابل مخاطر الانفصال العديدة، مشدداً على ضرورة العمل من أجل الوحدة التي اعتبرها الآن من تحقيقها، ودعا الاحزاب والقطاعات كافة للعمل المشترك لاجل الوحدة، وقال : يجب الا نستسلم لفرضية أن الانفصال اصبح امراً واقعاً. وأكد السفير د. صلاح حليمة دعم الجامعة العربية لوحدة السودان والاسهام مع كل الفعاليات في دعمها. من جانبه قال الخبير السياسي بوفيسور حسن مكي، إن المؤشرات تقول إن الأيام المقبلة سيعلو فيها صوت التيارات الوحدوية، وهناك وعي سياسي تجاه قضية الوحدة بدأ في التشكل، واشار الى تراجع الاصوات الانفصالية. وفي السياق حذر رئيس قسم الدراسات السياسية بجامعة القاهرة ابراهيم نصر الدين من مقبة ادخال وحدة السودان في سوق المزايدات السياسية بين الاحزاب، وأبان أن الجنوب لا يتمتع بالجدارة الاجتماعية التي تؤهله لتكوين دولته، مشيراً الى الصراع الجنوبي – الجنوبي الذي يعاني منه الاقليم. وعدد القيادي بالحركة الشعبية اتيم قرنق، التحديات التي تواجه وحدة السودان المتمثلة في ضرورة اجراء مصالحة وطنية واستيعاب ابناء الجنوب في الخدمة المدنية وتلافي الفشل في ادارة التنوع بالبلاد. ويرى بوفيسور حسن مكي مدير جامعة افريقيا العالمية المحلل السياسي أن انفصال جنوب السودان يختلف عن التجارب الانفصالية السابقة لخصوصيته. تحدث عن تفاعلات في الجنوب تؤثر في الوحدة أو الانفصال تتمثل في الانشقاق وسطس الصف الجنوبي حول أداء الحكومة الجنوبية المنصرمة واستشراء القبلية والجهوية والعرقية وتوطين المؤسسات الموصولة بالاستخبارات الاجنبية واسرائيل واطلال نذر الحرية الاهلية نتيجة للخروقات في الانتخابات مما يؤدي لاستحالة اجراء الاستفتاء، مشيراً الى أن انفصال الجنوب سيكون له تأثيره السيئ على العلاقات بين الشمال والجنوب من خلال التجاذب حول الحدود ووضعية المناطق الثلاث، وتمتد هذه التأثيرات السالبة لدول الجوار اثيوبيا ويوغندا وغيرهما. وقال د. حسن الحاج علي : هناك عوامل كثيرة من شأنها أن تدفع في اتجاه الوحدة اولها العامل الفكري والقيمي والجغرافيا والتاريخ والحكم الراشد، الى جانب التخوف من أن الجنوب اذا انفصل سيكون دولة فاشلة، وكذلك احتمال انفراط ما تبقى من السودان شماله وجنوبه، مبيناً أن هذا العصر يتسم بالتوحد والتكتل لأن تحدياته الراهنة تستعصى على الدول منفردة. فيما استعرض جون دور تأثير الانفصال على المناطق المشتركة بين الشمال والجنوب بجعلها الهجرة للجنوب منبع نزاع، الى جانب اجبار المجموعات الجنوبية التي تعمل في الشمال للعودة الى الجنوب بعد الانفصال، الامر الذي يؤدي لعدم الاستقرار واحداث مشاكل نفسية بسبب فقدان هذه المجموعات لحياتها المعيشية المستقرة في الولايات الشمالية. نقلاً عن صحيفة التيار السودانية 11/7/2010م