الخرطوم 'القدس العربي' من كمال حسن بخيت: أكد الرئيس عمر البشير على أهمية تعاون الدول والشعوب الأفريقية لمواجهة محاولات الهيمنة والاستعمار التي تنتهجها الدول الكبرى. وقال البشير عقب لقائه أفي باسكال رئيس حزب اللجنة الشعبية الحاكم، رئيس الوزراء السابق لساحل العاج أمس، إن ما يحدث في السودان وساحل العاج تقوم به ذات القوى التي استعمرت أفريقيا من قبل ونهبت خيراتها، وأضاف: هي الآن تستخدم الأجهزة العدلية للكيل بمكيالين ولضرب الوحدة الوطنية وتمزيق القارة، وعبر البشير عن تقديره للدعوة التي تلقاها من لوران غباغبو رئيس ساحل العاج لزيارة بلاده، ووعد بأن تتولى الجهات المختصة دراستها والعمل على ترتيبها. وأكد البشير بحسب د. مصطفى عثمان مستشار رئيس الجمهورية، دعم السودان لساحل العاج ونهجها السياسي ووقوفه مع رئيسها غباغبو، بجانب حرص السودان على تعزيز علاقاته الاقتصادية والتجارية مع الدول الأفريقية لمواجهة محاولات الهيمنة الخارجية. وعبر البشير عن تقديره لزيارة وفد ساحل العاج للسودان ولدعم رئيسها لقضايا السودان واهتمامه بتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية. من جهته أعلن رئيس ساحل العاج استنكاره لاستهداف المحكمة الجنائية لأفريقيا وقادتها وتساءل عن موقف الجنائية من انتهاكات الدول الكبرى لحقوق الإنسان في بقاع العالم المختلفة، وأشار إلى أن القوى التي تستهدف السودان وبلاده تسعى لتمزيق وحدة القارة الأفريقية وزعزعة استقرارها. إلى ذلك حذّر عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية من أنّ قرار المحكمة الجنائية الدولية بإضافة تهمة جريمة الإبادة للتهم الموجهة إلى الرئيس عمر البشير يُمكن أن يزيد الوضع في السودان إرباكاً، مشيراً إلى أنّ هناك علامات استفهام حول هذا القرار وتوقيته. وأكد موسى في تصريح للصحَافيين أمس، ضرورة الحفاظ على الوضع في السودان والتمهيد للاستفتاء المرتقب حول مصير الجنوب، معرباً عن أمله في ألاّ يحدث ما يمكن أن يزعج هذا التطور المهم الذي يتحرك نحو تنفيذ الاتفاقية. وحول إمكانية أن يعرقل قرار الجنائية الدولية مسار مفاوضات الدوحة بشأن أزمة دارفور قال موسى: 'نرجو ألاّ يؤدي القرار لعرقلة هذا المسار'، وأوضح أن المحكمة الجنائية تسير في اتجاه مخالف ومغاير لتقارير الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، التي تكشف عن أنه لم تحدث إبادة جماعية في دارفور. وفي السياق استنكرت الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب قرار الجنائية. وأكّدت الأمانة العامة في بيان أمس، أنّ الحكومة السودانية لم تنفذ جرائم حرب في دارفور، واصفاً الاتهامات الغربية بأنها 'ادعاءات استغلت الظروف المعيشية لأهل الإقليم المرتبطة بالوضع الاقتصادي إجمالاً في السودان لإطلاق تلك الفرية'. وَدَعَا البيان، الشعب السوداني للوحدة والسعي لحل مشاكله الداخلية إن وجدت في إطار سلمي داخلي بعيداً عن التدخلات الأجنبية التي تستهدف مصلحتها في المقام الأول.