كشفت مصادر بريطانية وأوروبية ل«البيان» أمس إن العديد من دول الاتحاد الأوروبي تستعد من الآن للتعامل مع السودان على أنه دولتين وليس واحدة، في وقتٍ دعت منظمات غير حكومية إلى التدخل لتجنب العودة للحرب الأهلية في الجنوب. وقال مصدر مطلع، طلب عدم الإفصاح عن هويته، إن دول الاتحاد الأوروبي أجرت العديد من الاتصالات مع زعماء الجنوب من أجل الترتيب للاعتراف بحكومة جنوب السودان والتي من المتوقع بحسب المصدر أن يعترف بها في حالة الانفصال جميع دول الاتحاد الأوروبي. وقال إن «بعض الدول جهزت ميزانيات خاصة لفتح سفارات»، مشيراً إلى أنه «يعتقد أن أكثر من خمسة عشرة دولة أوروبية سيكون لها سفير بعد ستة شهور من الانفصال». وقالت مصادر دبلوماسية أخرى إن «بعض الحكومات تدرس فرض عقوبات» على الخرطوم بسب ما أسمته «بعض الأعمال التي تقوم بها من جعل الإبقاء على خيار الوحدة بالقوة والعنف». وأكدت أن هناك «قلقا عميقا تجاه الإجراءات التي اتخذتها السلطات السودانية منذ الانتخابات والتي أدت إلى التضييق بشكل أكبر على الحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك اعتقال سياسيين من المعارضة وصحافيين». إلى ذلك، اعتبرت أكثر من عشرين منظمة غير حكومية أن تأخر الاستعدادات للاستفتاء حول استقلال جنوب السودان «مثير للقلق» ودعت الدول الكبرى إلى التدخل لتجنب العودة للحرب الأهلية. وقال مدير «المركز الإفريقي لدراسات السلام والعدالة» عثمان حميدة في بيان إن «اتفاق السلام الشامل ابقي شمال وجنوب السودان موحدين وأنهى واحدا من أكثر النزاعات دموية في القرن العشرين ولكن إذا لم يجر استفتاء يحظى بالمصداقية فان هذا يهدد بعودة الحرب في البلاد». ووقع هذا المركز مع 23 منظمة غير حكومية أخرى على تقرير بعنوان «إعادة تأكيد التزام ضامني اتفاق السلام الشامل السوداني». ومن بين المنظمات الأخرى الموقعة «سيف دافور» و«غلوبال ويتنس» و«ريفوجييز انترناشونال». واعتبرت المنظمات في تقريرها المشترك أن «استفتاءي الجنوب وابيي هما أهم حدثين يشهدهما السودان منذ استقلاله العام 1956 غير أن ضعف مستوى الإعداد لهما مثير للقلق». ودعت المنظمات «ضامني الاتفاق، ومن بينهم الأممالمتحدة والجامعة العربية ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الإفريقي، إلى التحرك بشكل عاجل حتى يتسنى تنظيم استفتاء يحظى بالمصداقية في الموعد المحدد». وأكدت انه «إذا لم تبذل جهود دولية فورا، فان عملية السلام ستتعثر والتوتر يمكن أن يعود مجددا، وفي أسوأ السيناريوهات يمكن أن يعود الطرفان إلى الحرب». لندن -جمال شاهين والوكالات